رئيس الوزراء نوري المالكي،
بغداد – نجلاء صلاح الدين
اجتمع القائد العام للقوات المسلحة، مع خلية الأزمة لمناقشة تداعيات أحداث الهجوم على سجني التاجي وبغداد المركزي "أبو غريب "، وأمر المالكي باحتجاز 3 قادة من الفرقتين السادسة و17 للجيش العراقي للتحقيق معهم، فضلاً عن ضباط آخرين كبار.وذكر بيان للداخلية تلقت "العرب اليوم "
نسخة منه أن "خلية الأزمة أشارت أن التحقيقات الأولية التي أجرتها، أثبتت وجود تواطؤ بين بعض الحراس الإصلاحيين والعصابات الإرهابية المهاجمة، وقد شكلت خلية الأزمة لجنة عليا من الأطراف المعنية والدوائر ذات العلاقة، لتشخيص أسباب الحادث ومعرفة الجناة وأسباب الخلل والمتواطئين فيه".
ويذكر أن سجني التاجي و"أبو غريب" قد تعرضا إلى أكثر من هجوم مسلح وشهدا عدة مرات، هروبًا للسجناء، إضافة إلى إحباط العديد من المحاولات.
فيما أعلن مسؤول أمني عراقي رفيع المستوى الثلاثاء لـ"العرب اليوم "،"أن بعض الذين فروا من سجني التاجي وأبو غريب قرب بغداد هم "قادة كبار" في تنظيم القاعدة، وكل العملية نفذت من أجل مجموعة معينة منهم"، مشيرًا أن "القوات الأمنية تلاحقهم وتداهم منازلهم ومناطقهم".
ويعد الهجوم، أحد أكبر العمليات المنظمة ضد السجون في العراق منذ 2003، تمامًا، بعد عام من نشر رسالة صوتية لزعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو بكر البغدادي دعا فيها إلى مهاجمة سجون العراق.
هذا وتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" الذي يتبع قيادة القاعدة، الثلاثاء، الهجوم على سجنين قرب بغداد، بحسب ما جاء في بيان نُشر على موقع "حنين" الذي يعنى بأخبار الجماعات الجهادية، وحصلت "العرب اليوم " نسخه منه، وذكر البيان الموقع من التنظيم بتاريخ 23/7/2013، أن "كتائب المجاهدين انطلقت بعد التهيئة والتخطيط، شهرًا، مستهدفة اثنين من أكبر سجون الحكومة، وهما سجن بغداد المركزي (أبو غريب) وسجن الحوت التاجي".
فيما شدد الناطق الإعلامي لقائمة "متحدون"، ظافر العاني، على "ضرورة أن تعالج الحكومة أخطاءها والخلل الفادح الذي يعتري نهجها في إدارة الدولة".
وأضاف إن "ما حصل في سجني أبي غريب والتاجي يؤشر الفشل الذريع في معالجة الملف الأمني، ويبين الخلل الكبير في الخطط والأساليب الحكومية"، مبدياً استغرابه من طريقة التعامل مع ما حصل "ولجوئها لمعاقبة أبناء شعبنا بدلاً من معاقبة المتسببين في الخروقات الأمنية المتكررة".
وتابع العاني " إن العراقيين، وفضلاً عن عذاباتهم اليومية وتحملهم معاناة التفجيرات والاغتيالات عليهم تحمل إخفاقات الحكومة وسلوكها الاستفزازي عبر الاعتقالات والتضييق عليهم ليل نهار"، مطالباً جميع الأطراف المسؤولة "باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتجاوز هذه الأخطاء بما يعود على بلدنا بالخير وأهلنا بالراحة والاطمئنان".
ووصف النائب مؤيد الطيب "تكرار هروب السجناء، بالأمر المعيب على العراق ومؤسساته". وقال الطيب لـ"العرب اليوم"، "إن هروب السجناء حالة متكررة في العراق تبين ضعف الأجهزة الأمنية، وقوة الإرهابيين، وهذا الأمر معيب على هيبة العراق ومؤسساته"، وأضاف، قائلاً "عدم قدرتنا على حراسة أشخاص خطيرين محكوم عليهم بالإعدام أمر يعطي قوة للإرهاب".
وطالب الحكومة بتشديد إجراءاتها، وأن تكون حازمة في حماية السجون، داعيًا إياها إلى "حماية الشعب العراقي مع تصاعد وتيرة العنف في البلد".
وقال النائب في لجنة الأمن والدفاع، عباس البياتي، "أن الأمر مقلق بالنسبة لنا، ولابد أن لا نكتفي بالتحقيق فقط، وإنما لابد من محاسبة الجهة المعنية بحماية تلك السجون"، لافتًا إلى "ضرورة تجميع السجناء الخطرين والذين عليهم إحكام ثقيلة في مكان واحد ذي حراسة مشددة، وهذا دليل على أن بعض الجهات الأمنية لا تأخذ المعلومات الأمنية بنظر الاعتبار".
وكشف مصدر استخباري لـ"العرب اليوم "، أن الهاربين من سجني التاجي وأبو غريب يمثلون الجيل الأول والثاني من تنظيم القاعدة في العراق، فيما لفت إلى توجههم إلى مناطق العامرية وسامراء والفلوجة والرمادي.
فيما أكد مصدر أمني، أن "40 في المائة من المعتقلين الفارين، هم من عتاة تنظيم القاعدة، ممن كانوا بحوزة القوات الأمريكية في معتقلات بوكا بالبصرة وأبو غريب وكروبر في مطار بغداد سلموا بعدها إلى السلطات العراقية".
وشدد أن "الهاربين يمثلون الجيل الأول والثاني للتنظيم في العراق بينهم نوفل وأبو رغدة العراقي". وبيّن المصدر الذي رفض ذكر اسمه لـ"حساسية المعلومات"، أن "من بين الفارين عددًا من السجينات، ويتجاوز عدد الفارين 500 معتقلاً".
وذكر أن "قوات مشتركة من الجيش والشرطة الاتحادية، وجهاز المخابرات واللواء 54 أو ما يعرف بالفرقة الذهبية، شنوا صباح الأحد، حملة دهم وتفتيش دقيقة في قضاء أبو غريب والمناطق المحيطة، شملت حتى (تانكات) حفظ المياه في المنازل، ولم يعثر على أثر للفارين".
وبين زعيم مجلس صحوة أبناء العراق، وسام الحردان لـ"العرب اليوم "أن السبب الرئيس وراء نجاح المسلحين باقتحام سجن أبو غريب وتحرير عدد من قيادات تنظيم القاعدة، هو عدم وجود قوات صحوة هناك".