المرشح لتولي منصب وزير الدفاع الأميركي السيناتور الجمهوري السابق تشوك هاغل
واشنطن ـ يوسف مكي
تلعثم المرشح لتولي منصب وزير الدفاع الأميركي، السيناتور الجمهوري السابق تشوك هاغل، أثناء قيامه بالإجابة على أسئلة تتعلق بدعمه "تطويق" البرنامج النووي الإيراني، خلال جلسة الاستماع التي انعقدت في مجلس الشيوخ قبل اتخاذ قرار بشأن توليه المنصب، في ظل الهجوم الشديد الذي تعرض له هاغل بسبب مواقفة السابقة
من الحرب في العراق وتصريحاته عن الشواذ ونفوذ اللوبي اليهودي في السياسة الأميركية، وتعهّد الكثير من الجمهوريين بالتصويت ضد ترشيحه.
وقالت صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية، إن "الرئيس الأميركي باراك أوباما يعارض مبدأ الحرب الباردة، ويُصرّ على أن الولايات المتحدة ستمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية"، موضحة أنه أثناء جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ تلقى هاغل مذكرة صغيرة من أحد مساعديه، وبعدها قال إنه "أخطأ في التعبير وهو يتحدث، فنحن ليس لدينا موقفًا من التطويق"، فيما صحح له الخطأ رئيس لجنة الخدمات العسكرية في الكونغرس كارل ليفين، عندما أبلغه قائلاً "نحن ليس لدينا موقفًا من التطويق، بمعنى أننا لا نؤيد التطويق".
وأضافت الصحيفة أن "هاغل لم يكن واثقًا من نفسه في موضوع سيكون على قائمة أولويات وزير الدفاع الأميركي القادم، الأمر الذي زاد من مخاوف الجمهوريين الذين سبق وأن هاجموه بعنف بسبب آرائه الأخيرة، حيث انتقد السيناتور جون ماكين، بشدة هاغل الذي يبلغ من العمر 66 عامًا، ودافع عن سجله وتاريخه وتعهد بعدم التردد في استخدام القوة الكاملة للجيش الأميركي، واتهمه ماكين الذي وصفه بـ"الصديق القديم"، بالمرواغة أثناء الأجابة على الأسئلة، كما انتقد آراءه ورؤيته حول نقاط حرجة تتعلق بالأمن القومي.
كما سبق لجون ماكين أن هاجم هاغل بسبب معارضته لزيادة القوات الأميركية في العراق عام 2007، وتنبأ آنذاك بأن ذلك سيكون بمثابة "كارثة لو تحقق"، وقد رفض هاغل الرد على سؤال حول ما إذا كان على صواب أم على خطأ عندما تنبأ بذلك، واكتفى بالقول إنه "يترك الحكم في ذلك للتاريخ"، وعندئذ رد عليه جون ماكين في عصبية شديدة بقوله إن "التاريخ قد أصدر حكمه في ذلك، وأنك كنت على خطأ".
وقد تعرّض هاغل إلى ضغوط هائلة منذ ترشيحه للمنصب، بشأن تصريحاته عن الشواذ ونفوذ اللوبي اليهودي في السياسة الأميركية، وتعهد الكثير من الجمهوريين بالتصويت ضد ترشيحه، حيث يعارضون موقفه من إيران الرافض لبعض العقوبات عليها، ودعوته إلى إجراء مفاوضات غير مشروطة مع طهران، ولذلك أصدر حزبه بيانًا قال فيها إنه "ضعيف في ما يتعلق بإيران، وأن اختياره لمنصب وزير الدفاع اختيار غير صائب".
وفي بداية كلمته اعترف هاغل، بـ"أخطاء الماضي"، ولكنه أصر بإلحاح على أن تصريحاته الفردية لا تحدد عقيدته أو سجله التاريخي، قائلاً إنه "ملتزم بمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية، وأنه يدعم بشكل مطلق وضع الخيار العسكري على طاولة الخيارات، وأنه لن يتردد في استخدام قدرات أميركا العسكرية كافة في الدفاع عن أمنها".
وقد قام الديمقراطيون بدعمه في الجلسة، وأشاروا في ذلك إلى إصابته في حرب فيتنام، ولكنهم سألوه في ما يتعلق بالتزامه نحو إسرائيل، واستخدامه عبارة اللوبي اليهودي، فرد قائلاً إنه "سبق وأن أعرب عن أسفه عن استخدام هذه العبارة، وأنها كان يتوجب عليه استخدام عبارة اللوبي المؤيد لإسرائيل"، أما عن حقوق الشواذ، فقد أصدر مذكرة استرضائية قال فيها "كل الرجال والنساء يستحقون الحقوق نفسها"، ووعد بالالتزام بسياسة أوباما التي تسمح للشواذ بالخدمة في الجيش الأميركي.
وعن دعمه لـ"الخيار صفر" في مسألة التخلص من الأسلحة النووية، قال هاغل إن "رونالد ريغان نفسه سبق وأن دعم ذلك الخيار"، ولكنه يعارض أن يكون ذلك من جانب واحد