جانب من التظاهرات في مصر
لندن - سليم كرم
نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالا للكاتب البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك والتي قال فيها إن مستقبل مصر يبدو أكثر دموية في ضوء انقسام الشارع المصري بين معارض للانقلاب العسكري أمام مسجد رابعة العدوية في القاهرة ومؤيد في ميدان التحرير للانقلاب العسكري
ووزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي الذي قام بالانقلاب.
وأيا كانت التسمية فإن المشهد في ميدان التحرير يقول إن الجيش وقوات الأمن تقف أمام الإخوان المسلمين. وفي ضوء هذه الأجواء يرى فيسك أن الأمور لم تكن جيدة في القاهرة الليلة الماضية.
ولعل الشيء المحزن في الأمر والأكثر مأساوية هو أن نظرة الجماهير المبتهجة في ميدان التحرير إلى الجماهير التي تحتشد في ميدان رابعة العدوية على أنهم إرهابيين وليسوا مؤيدين لمحمد مرسي الرئيس الشرعي الذي تم انتخابه ديموقراطيا والذي أطاح به الجيش قبل ثلاثة أسابيع، كما أن الجماهير كانت تسير وكأنها في طريقها لحضور مباراة في كرة القدم.
أما جماهير الإخوان المسلمين من نساء ورجال فقد كانت تحمل صورا لمرسي كما أنهم رسموا نجمة داوود على المتاريس التي وضعها الجيش بالقرب من مسجد رابعة العدوية كما وضعوا الآلاف من أكياس الرمل في محيط مخيماتهم وأكوام من الحجارة استعدادا لقذفها على كل من يحاول التحرك نحوهم بينما تقف قوات الأمن على قارعة الطريق بسياراتها المدرعة الفرنسية والأميركية الصنع.
وينذر المشهد بأنه لم يبق سوى ساعات قليلة قبل تقدم القوات نحو الإخوان المسلمين ومن الصعب أن نتخيل في ضوء هذا المشهد سوى أن الساعات المقبلة سوف تكون دموية ومميتة.
والواقع أن مشهد مؤيدي الإخوان المسلمين يكشف عن أنهم تبدو عليهم مظاهر الفقر وعلى الجانب الآخر كان متظاهرو التحرير الذين كانوا بالفعل ثوريين ضد مبارك عام 2011، يحملون صور للسيسي، وهو مشهد مؤلم ويبعث على الإحباط عندما ترى الثوريين يحملون صور السيسي قائد الانقلاب العسكري، الأمر الذي يطرح علامات استفهام ويطرح السؤال التالي: ما الذي حدث بالفعل لثورة 25 كانون/ يناير؟.
لقد أصبح السيسي وجها ذائع الصيت باعتباره الرجل الذي أعاد مصر إلى الطريق الثوري الصحيح وهو قول يتناقض مع احتجاز أول رئيس مصري منتخب انتخابا ديموقراطيا في تاريخ مصر الحديث.
ثم يشير الكاتب إلى الصدامات والاشتباكات بين قوات الأمن وأنصار مرسي ويقول أن المستقبل القريب في مصر لا يبشر بخير.