خمسة إخوة في جماعة مقاومة سورية في حلب
لندن ــ سليم كرم
أشارت تقرير صحافي إلى أن مدينة حلب السورية تنتظر هذا الأسبوع هجوماً على المدينة كما تنتظر في الوقت نفسه الأسلحة الأميركية. وفي هذا السياق يشير تقرير صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إلى تصدي قوات المقاومة السورية في حلب لهجوم ليلي على حي الصخور أسفر عن مقتل 12 من مقاتلي المقاومة
واضطرار قوات المقاومة إلى الفرار مخلفة أسلحتها وراءها كما يقول أحد جنود المقاومة.
وتتساءل الصحيفة عما إذا كان هذا الهجوم هو بداية تقدم القوات الحكومية السورية نحو حلب كبرى المدن السوري والذي سبق وأن وعدت به في أعقاب سقوط مدينة القصير قبل عشرة أيام، أم أنه كان محاولة للسيطرة على نقطة من الممكن أن تقطع على المقاومة خطوط إمدادها، أم أنه كان محاولة لجس النبض والتأكد من حجم دفاعات المقاومة السورية في المدينة؟
وتقول الصحيفة إن سقوط القصير في الجنوب غيّر من توقعات الحرب السورية سواء داخل البلاد أو خارجها، فقد أعلن النظام السوري تحرك قواته في اتجاه الشمال للسيطرة على مدينة حلب التي تسيطر قوات المقاومة السورية على نصفها منذ تموز/يوليو الماضي.
وتشير تقارير إلى أن الجانب الشمالي من مدينة حلب يشهد حشوداً من قوات حزب الله التي تدعم القوات الحكومية السورية ويعتقد أن أفراد المقاومة السورية أن الهجوم الأخير على حي الصخور كان يضم مقاتلين من حزب الله وربما بعض الإيرانيين. ويذكر أن الكثيريين في سورية الآن يزعمون وجود العديد من اللبنانيين والإيرانيين في أنحاء سورية.
ويوم الخميس الماضي ردت أميركا بطريقتها على سقوط القصير عندما أعلنت عزمها دعم المقاومة السورية وانضمام أوباما إلى كل من فرنسا وبريطانيا في القول إن قوات الأسد استخدمت أسلحة كيماوية ضد المقاومة وعزمه عدم السماح للنظام السوري بكسب المعركة.
إلا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لا يزال ضد إرسال صواريخ مضادة للطائرات ولكن مصادر رسمية تقول إنه بصدد إرسال صواريخ مضادة للدبابات وعربات عسكرية متطورة. وهناك تقارير متضاربة باحتمال فرض منطقة حظر طيران محدودة على الحدود الجنوبية والشمالية السورية في ظل وجود قاعد إنسيرليك الأميركية في تركيا وقاعدة المفرق في الأردن بالإضافة إلى صواريخ باتريوت. يأتي ذلك أثناء إجراء مناورة عسكرية تدريبية في الأردن يشارك فيها 5 آلاف جندي أمريكي من بينهم 300 من قوات المارينز.
وتنسب الصحيفة إلى أحد أفراد المقاومة السورية واسمه أحمد عيسى قوله إن الكشف عن مشاركة حزب الله علنا في القتال إلى جانب النظام السوري عمل على تحفيز المعارضة السورية كما أنه يعتبر أن مقتل أكثر من 130 من مقاتلي حزب الله في معركة القصير يعد انتصاراً للمقاومة في حد ذاته.
وبالإضافة إلى ذلك فإن المقاومة لازالت تحقق تقدماً على عدد من الجبهات الصغيرة في الشمال ، وفي هذا السياق يقول أحد أفراد المقاومة إنه "بمساعدة الغرب أو من دون مساعدته سنهزم الأسد".
والواضح أن لهجة الثقة التي يتحدث بها افراد المقاومة السورية يغلب عليها طابع الإحباط بسبب موقف أميركا من مساعدتهم ولا يصدقون أن الأسلحة الأميركية ستصلهم، ويقول المقاتل أبو أحمد الذي فقد أحد ساقيه خلال العام الماضي "كل ذلك ما هو إلى أكاذيب مبنية على وعود كاذبة".
وفيما يتعلق بالمعركة الأخيرة التي شهدها حي الصخور يقول أحد أفراد المقاومة إنه استخدم 300 رصاصة في قتال تلك الليلة وأن الذخيرة نفدت وأنهم في حاجة عاجلة الآن للذخيرة تحسبا لتكرار ذلك الهجوم. وأضاف أيضا أنه يريد أن يرى هذه المساعدات التي يتحدثون عنها لاسيما وأن تكلفة الرصاصة الواحدة لسلاح الكلاشينكوف تعادل يورو واحداً.
ويعارض الرئيس الأميركي باراك أوباما أي صورايخ مضادة للطائرات يمكن حملها على الأكتاف خوفا من سقوطها في أيدي قوات جبهة النصرة المنتمية لتنظيم القاعدة ، كما أم مثل هذه الصواريخ يمكن استخدامها ضد طائرات مدنية.
ويقول أفراد المقاومة إنهم في حاجة إلى هذه الصورايخ لأنها ضرورية لأنهم كلما أرادوا التقدم كانت طائرات النظام لهم بالمرصاد، ومع ذلك فإن وصول أي أسلحة من شأنه أن يحدث فارقاً مهماً في المعارك الحالية. وهذا ما تؤكده المقاومة في حلب وبعض القادمين من القصير.
ويقوم الآن أفراد المقاومة بحفر مناطق لتكون بمثابة شراك لدبابات النظام لكن المشكلة تكمن في الدبابات الروسية (T82) التي لا تتأثر بقذائف الآر بي جي الأمر الذي يمثل مشكلة لقوات المقاومة.
وتقول الصحيفة إن هناك فارقاً كبيراً بين مدينة القصير ومدينة حلب وأن الفارق لا يقتصر فقط على المساحة فالقصير كانت محاصرة بعدد من المناطق التي يسيطر عليها النظام والقرى الشيعية وأراضي حزب الله في لبنان في الغرب اما حلب فإنها بالإضافة إلى اتساعها فهي تضم معاقل السنة، كما أنها تبعد 45 كيلو عن حدود تركيا التي هي حليف للمقاومة كما أن التحديات ستكون كبيرة وضخمة لو أن القوات الحكومية خاطرت بمحاولة استعادة المدينة التي تزايد في أعداد المدنيين عما كان من قبل حيث باتت حلب منطقة جذب للفارين وبخاصة من مدينة القصير.
وعلى الرغم من أن نظام الأسد لا يعبأ بحياة المدنيين إلا ان هناك من يردد في حلب بأن سكانها لن يغادروها لحظة تقدم القوات الحكومية مهما كانت المخاطر. وهذا ما يقوله الطبيب أبو قاسم والذي يقول أيضا إن الكثيرين كانوا فروا العام الماضي من غارات النظام السورية الجوية ولكنهم سرعان ما عادوا بعد نفاذ مدخراتهم ، وقال أيضا أن المدينة تعيش حالة من اليأس والإحباط ويستشهد في ذلك بقول كل امرأة وهي تلد طفلا أنها لم تكن تريد أن تحمل الطفل لأنها لا تريد له أن يأتي في هذا العالم ولكنها لم تستطع لأنها فشلت في العثور على حبوب منع الحمل.
ويقول الطبيب "نحن نعيش في زمن الكوارث ومع ذلك فإن سكان المدينة لن يغادروها وأغلبهم كان يتمنى لو أنه مات قبل هذا الزمن".