الرئيس الأفغاني حامد كرزاي و رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والباكستاني آصف علي زرداري
الرئيس الأفغاني حامد كرزاي و رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والباكستاني آصف علي زرداري
إسلام آباد ـ جمال السعدي
أكد الرئيسان الأفغاني حامد كرزاي والباكستاني آصف علي زرداري، أنهما "ملتزمان بمحاولة إجراء مصالحة شاملة مع المتمردين، على الرغم من سنوات الإحباط والمؤشرات الهزيلة على تقدم بلدانهم، وبخاصة مع اقتراب انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" في العام 2014"، فيما تعهدا بفتح مكتب يمثل أفغانستان في قطر
وحثوا حركة "طالبان" أن تفعل الشئ نفسه لإجراء محادثات السلام"، وذلك عقب محادثات ثلاثية مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في لندن.
وقال بيان صادر عن الحكومة البريطانية، إن "جميع الأطراف اتفقت على ضرورة اتخاذ تلك الخطوة، وتعهدوا باتخاذ جميع التدابير اللازمة لتحقيق هدف التوصل إلى تسوية سلمية على مدى الأشهر الستة المقبلة، وينبغي أن تكون النتيجة النهائية واحدة لكي يتمكن جميع الأفغان من المشاركة بسلام في المستقبل السياسي للبلاد".
ويُعتبر اللقاء الذي قد انعقد في تشيكرز، هو الثالث من نوعه، وذلك لإصرار رئيس الوزراء البريطاني في التشاور مع الحلفاء الغربيين للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يمنع وقوع حرب أهلية أخرى بعد خروج القوات الأميركية والبريطانية وقوات "الناتو"، وللمرة الأولى، انضم للزعماء الثلاثة وزراء خارجية لدول غربية ورؤساء أركان الدفاع ورؤساء المخابرات ورئيس مجلس السلام الأعلى الأفغاني، والذي تم إنشاؤه لقيادة المفاوضات مع "طالبان".
وقد حكمت "الميليشيات الأصولية" أفغانستان، لمدة خمس سنوات قبل أن يطيح بهم التدخل المدعوم من الولايات المتحدة، وذلك انتقامًا لرفضهم تسليم أسامة بن لادن بعد أن قام بتخطيط لأحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001.
وقال ديفيد كاميرون إن "كرزاي وزرداري اتفقا على مستوى غير مسبوق من التعاون، وأن الاتفاق من شأنه أن يبعث برسالة واضحة إلى (طالبان)"، فيما أكد مسؤول بريطاني أن "هذا الاجتماع كان أكثر إيجابية من المناسبات السابقة، وأن الجلسة انتهت باتفاق أن وزيري خارجية أفغانستان وباكستان سيلتقيان في وقت لاحق من هذا الشهر".
في المقابل، أكد زعيم "طالبان" في باكستان الملا محمد عمر، أنه كان لديه الكثير من الآمال في التوصل إلى اتفاق سلام في العام الماضي، عندما عرض تقاسم السلطة ومدّ غصن الزيتون إلى الجماعات غير البشتونية العرقية في البلاد، فيما حل تفاؤل كبير بعدما أعلن الرئيس الأفغاني خلال زيارة إلى واشنطن في كانون الثاني/يناير الماضي، أن هناك مكتبًا لـ"طالبان" في قطر على وشك افتتاحه، ولكن تبين أنه كان مصرًا على أن توقع حركة "طالبان" على شروطه، ولكنه الآن عليه التنازل عن هذا الطلب.
وأضاف الملا أن "المكتب لم يفتتح بعد، كما أن المحادثات السرية أصبحت محيرة للغاية بسبب الانقسامات داخل الحركة"، ورفض الناطق بإسم "طالبان" ذبيح الله موجه، الاعتراف بمجلس السلام الأعلى، بينما قال سكرتير الخارجية دوغلاس الكسندر، إنه يخشى أن الجهود المبذولة في المصالحة قد تأتي نتائجها بعد فوات الأوان"، وكذلك أوضح مدير معهد باكستان لدراسات السلام محمد أمير رنا، أن "الإعلان هو محاولة لتأجيل الأحداث في 2014، وأن هناك احتمالاً كبيرًا في التوصل إلى السلام مع "طالبان" في غضون 6 أشهر"، وقال دبلوماسيون إن "أعضاء حركة "طالبان" على اتصال مع ممثلي عشرات الدول المختلفة".