بغداد – نجلاء صلاح الدين   طالبت النائبة عن كتلة الأحرار النيابية في العراق إقبال الغراوي بتغيير الخطط الأمنية، لاسيما مع تكرار استهداف التجمعات الشبابية.وقالت الغراوي "لابد من تغيير الخطط الأمنية لمواجهة الإرهاب، بعد الهجمة الشرسة التي شهدها العراق خلال الأشهر القليلة الماضية وبدأت منذ الكشف عن عدم فعالية وجدوى أجهزة الكشف عن المتفجرات التي استغلت من قبل الإرهابيين وأعطيت لهم هذه المعلومات بشكل مجاني عبر وسائل الإعلام".
  ورأى عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية حسن جهاد "لعرب اليوم" إنه "من الصعب حماية الملاعب الشعبية لكثرتها وانتشارها في مناطق متفرقة ولكن من الممكن أن تعمل الأجهزة الأمنية على تأمين الملاعب التي تشهد منافسات قوية وجمهورا واسعا"، وأضاف جهاد أن "الإرهاب يستهدف الناس جميعهم من دون استثناء ويهدف إلى تعطيل عجلة الحياة وبما أن الملاعب والمقاهي وغيرها هي دليل حياة وحركة تعبر عن العيش الطبيعي فيهدف إلى قتل هذه المناظر ونشر الذعر والخوف".
وشهد العراق موجة عنف تعددت أشكالها وأساليبها وفئات المستهدفين، فتارة تستهدف الأسواق الشعبية، وتارة أخرى تستهدف الأماكن العامة، وأخيرا استهدفت المقاهي وساحات وملاعب كرة القدم التي يرتادها الشباب واليافعون، بالتزامن مع العطلة الصيفية، وانطلاق بطولة كأس العالم والشباب التي تعرض في المقاهي الشعبية.
  إذ تعرضت مناطق مدينة الصدر والشعلة والزعفرانية وحي الجامعة والعامرية والأعظمية والنهروان والدورة في بغداد لعدة هجمات استهدفت المقاهي وملاعب كرة القدم ، فيما تعرضت محافظات عدة لنفس النوع من الهجمات، منها نينوى والأنبار وديالى، وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل وإصابة العشرات من الشباب والفتية.
  والحادث الأكثر مأساوية هو في منطقة الشعلة، شمال غربي بغداد، في ملعب كرة القدم الواقع في المنطقة، اذ تعرض في 28 من شهر شباط/فبراير الماضي إلى انفجار سيارتين مفخختين، ووقع التفجير الثاني بعد وصول القوى الأمنية إلى منطقة الهجوم.
وذكر المصدر الطبي الرسمي أن الانفجارين أسفرا عن مقتل وإصابة 30 شخصا، ويعد هذا الهجوم، الأكبر منذ مقتل 21 شخصاً وإصابة أكثر من 120 آخرين بجروح في سلسلة هجمات في 17 شباط، وحسب إحصائية غير رسمية فقد بلغ عدد ضحايا أعمال العنف في العراق خلال الشهر الماضي نحو 200 قتيل وأكثر من 500 جريح.
 وفي الأعظمية قتل وأصيب 32 شابا الخميس الماضي في انفجار عبوة ناسفة داخل مقهى جار القمر في شارع عمر بن عبد العزيز حيث قتل شخص واحد وأصيب 28  آخرون .وفي الأسبوع الثاني فجرت قهوة "الجرداخ" في منطقة الأعظمية أيضا .كما قتل وأصيب 36 الجمعة، 28 حزيران بانفجار ديالى المزدوج استهدف مقهى شعبيا أيضا. كما طالت موجة العنف حافلة تقل شبابا من لاعبي كرة القدم بالزعفرانية جنوبي بغداد بانفجار عبوة لاصقة في 25 حزيران/يونيو الماضي أسفرت عن مقتل أربعة وإصابة 15 والضحايا هم من الشباب كانوا يلعبون كرة القدم وبعد انتهاء المباراة استقلوا حافلتهم للتوجه إلى منازلهم وانفجرت العبوة اللاصقة".
  على صعيد ردود الأفعال، فقد استمرت المطالبات والدعوات بتغيير القيادات الأمنية الفاشلة، وتغيير الخطط ومصادر المعلومات الاستخباراتية في حين نجد الجانب الحكومي صامتا من دون أي تعليق على هذه التفجيرات خصوصا التي طالت الشباب والرياضيين.
بدوره قال المحلل السياسي سعد الحديثي إن "الإرهاب مستمر في الاعتداء على العراقيين، مشيرا إلى أن " المشكلة هي أن الإرهاب في واد والخطط الأمنية في واد آخر وأن الإرهاب يجدد خططه بشكل دوري ويستهدف فئة معينة بوقت معين".
  وقال نائب في لجنة الشباب والرياضة سيروان أحمد قادر، "إن البعض ممن لا يروق لهم انتقال العراق إلى بر الأمان والاستقرار مازالوا يحيكون المؤامرات الخبيثة لتعويق أي منجز في هذا الميدان وبأشكال مختلفة كل حين"، مبينا أن "عمليات استهداف الملاعب والمقاهي التي تتم في المدة الحالية "تدبير خبيث لشل الحياة اليومي".
  وطالب وزارة الرياضة والشباب "بأخذ دورها وعدم الاكتفاء بالاستنكار كونها تمثل الجهة المسؤولة عن فئة الشباب ولها خطة عمل تقوم بها المكلفة قانوناً بحماية الشباب وتلك مهمة عظيمة ومسؤولية خطيرة لا يمكن التهاون فيها أو تبرير الفشل بخصوصها مهما كان منمقاً".
  وطالب مواطنون ورياضيون وشباب في المناطق التي تعرضت إلى تفجيرات بضرورة تأمين الأماكن العامة وتحصين الملاعب الشعبية ووضع نقطة تفتيش قرب هذه الأماكن.
الشاب الرياضي فلاح الناصر من أهالي مدينة الصدر طالب بضرورة التفات الجهات الأمنية إلى التهديد الذي تعيشه أغلب الملاعب في المدينة قائلا "بدأنا نشعر بالخوف حين تقف أي عجلة بالقرب من الملعب الذي نرتاده لممارسة رياضتنا، وأصبحنا مهددين في أي لحظة للتعرض إلى انفجار عبوة ناسفة أو سيارة مفخخة تزهق أرواحنا".
أبو أمير ، مواطن من أهالي منطقة الشعلة، قال، ما يمر به البلد كارثة إنسانية فالمكان الوحيد الذي كنا نأمن على أولادنا أصبح من أخطر الأماكن وهي ساحات وملاعب كرة القدم وبعد التفجيرات التي طالتها قمت بمنع أولادي من الخروج خوفا عليهم من أن يتعرضوا لحادث لا سمح الله، لذلك نطالب الحكومة والبرلمان بضرورة وضع إجراءات أمنية خاصة لهذه الأماكن.
فيما استنجد صاحب مقهى (جار القمر)علي أرزوقي ، في منطقة الأعظمية بالحكومة والبرلمان لإيجاد حل سريع لأصحاب المقاهي، والذي تسببت في قطع رزق العديد من العوائل العراقية التي ليس لها مورد سوى تلك النوادي والمقاهي، ويأتي لتلك المقاهي الشباب للترفيه عن أنفسهم، مما اضطروا إلى عدم التردد إلى تلك النوادي والملاعب بعد الأحداث الأخيرة ".