عناصر من الجيش السوري الحر في درعا
عناصر من الجيش السوري الحر في درعا
دمشق - جورج الشامي
شهدت عدة محافظات سورية مظاهرات في جمعة أطلقت عليها المعارضة اسم "إن ينضركم الله فلا غالب لكم"، فيما قال ناشطون معارضون إن معركة المطاحن الدائرة في الغزلانية في ريف دمشق ولا تزال مستمرة بين "الجيش الحر" وقوات الحكومة، وقالت مصادر ميدانية في دمشق إن كتائب "الجيش الحر" استهدفت مبنى القيادة
القطرية ومبنى الأمن المركزي بالقذائف، فيما واصل "الحر" في درعا تقدمه، وتمكن من السيطرة على الكتيبة 29، مستولياً على ما فيها من عتاد و سلاح، في حين قال منشقون في القنيطرة أن قوات الحكومة ارتكبت مجزرة راح ضحيتها 75 قتيلاً في قرية مسحرة في ريف القنيطرة. وفي حلب دمّرت نيران كتائب المعارضة، الجمعة، البرج الرئيسي للمراقبة في سجن حلب المركزي.
وشهدت دوما، ودرايا، وعربين، والعسالي، وسقبا، وبيت سحم، في ريف دمشق تظاهرات طالبت بإسقاط النظام، فيما شهدت تلبيسة، والوعر، في حمص تظاهرات أيضاً، وفي حي الإنذارات في حلب، ومعربة في درعا، وكفرزيتا وقلعة المضيق في حماة، وفي عدد من المدن والبلدات والقرى الأخرى، وطالبت التظاهرات بتوحيد "الجيش الحر"، ونادت بإسقاط النظام السوري، ومحاكمة رئيسه.
وأفادت شبكة "شام" بتعرض أحياء مخيم اليرموك، والقابون، وجوبر، وبرزة، والأحياء الجنوبية في العاصمة دمشق لقصف بالمدفعية الثقيلة، فيما جرت اشتباكات في حي مخيم اليرموك بين "الجيش الحر" وقوات الحكومة، وفي الريف قصف بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات السبينة، وداريا، ومعضمية الشام، وبساتين خان الشيح، وعلى عدة مناطق بالغوطة الشرقية.
وقال ناشطون معارضون، إن معركة المطاحن الدائرة في الغزلانية في ريف دمشق هي بوابة نصر "الجيش الحر" في دمشق، وأوضحت مصادر ميدانية أن الانتصار في معركة المطاحن تعني السيطرة على مطار دمشق الدولي وطريقه، وفك الحصار عن الغوطة، ويعني قطع الإمداد عن قوات الحكومة التي تقاتل على جبهة العتيبة، وهو ما يؤدي إلى حسم معركة "الفرقان"، كما سيضمن الانتصار في معركة المطاحن تفرغ "الحر" لمعركة دمشق، وحشد كل القوات فيها.
وسيطر "الحر" في ريف دمشق قبل أيام على الجسر الخامس في طريق مطار دمشق الدولي، بعد سيطرته على منطقة المطاحن، إثر معارك عنيفة مع قوات الحكومة.
وبعد استشعاره خطر سيطرة "الحر" على منطقة المطاحن، قامت الحكومة بقصف المنطقة، الأربعاء، بشكل مكثف ما أدى إلى ارتقاء أكثر من 100 قتيلاً.
ولا تزال المعارك بين "الحر" وقوات الحكومة دائرة في المنطقة المذكورة، مع استقدام الحكومة لقوات إضافية في سبيل استعادة السيطرة عليها بشكل كامل.
من جهة أخرى، قالت مصادر ميدانية في دمشق إن كتائب "الجيش الحر" استهدفت مبنى القيادة القطرية ومبنى الأمن المركزي بالقذائف، وقام عناصر "لواء أسود الغوطة" باستهداف مقرات الأمن والشبيحة في دمشق، ما أدى إلى إصابة مبنى القيادة القطرية ومبنى فرع الأمن المركزي دون ورود تفاصيل أخرى.
وقالت "ألوية صقور الشام" إن لواء "درع القلمون" التابع لها، استهدف قوات الحكومة في كمينين في منطقة عكوبر وحفير في ريف دمشق، وتمكنوا من قتل جميع العناصر الموجودة من ضباط وشبيحة وجنود، كما تم تفجير سيارتي "زيل" عسكريتين كانتا محملتين بالذخائر خلال المواجهات.
وقام "الجيش الحر" في حي القابون بإحباط محاولة فاشلة لتسلل الشبيحة إلى أحد الأبنية في الحي ودحرهم منها وقتل وجرح عدد كبير منهم، كما هرب ما تبقى منهم وتركوا جرحاهم وجثثهم مرمية على الأرض.
كما دارت اشتباكات متقطعة بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات الحكومية ومسلحين من "اللجان الشعبية الفلسطينية" التابعة لها في مخيم اليرموك.
وتعرض حيي جوبر، والقابون، لقصف متقطع من قبل القوات الحكومية ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، كما تعرضت بلدة رأس العين، ومزارع بلدة رنكوس، في منطقة القلمون للقصف من قبل القوات الحكومية فيما تجدد القصف على مناطق في مدينة داريا ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
وفي سياق آخر، واصل "الجيش الحر" في درعا تقدمه، وتمكن من السيطرة على الكتيبة 29 مستولياً على ما فيها من عتاد و سلاح، وأعلنت كتائب "الجيش الحر" سيطرتها على قريتي عين ذكر والعبدلي في ريف درعا الغربي بعد انسحاب قوات الحكومة منها.
وقال "لواء شهداء اليرموك" إنه سيطر على عين الذكر والبكار بما فيها من ثكنات وحواجز.
وقال المنشقون من كتيبة "عين الذكر" بعد سيطرة "الحر" عليها، إن قوات الحكومة التابعة للكتيبة ارتكبت مجزرة راح ضحيتها 75 قتيلاً في قرية مسحرة في ريف القنيطرة.
وأضاف المنشقون أن عناصر الكتيبة اقتحموا القرية الاثنين الماضي، ولا توجد معلومات إضافية عن الحادثة بسبب ضعف التغطية الإعلامية هناك.
فيما شنت قوات الحكومة غارة جوية على مدينة نوى في ريف درعا، وقال ناشطون إن القصف استهدف الحي الأوسط قرب مسجد الإمام النووي، مما أوقع عددًا من القتلى والجرحى، فضلاً عن دمار طال مباني المدينة.
وفي حلب، دمّرت نيران كتائب المعارضة، الجمعة، البرج الرئيسي للمراقبة في سجن حلب المركزي، كما قامت بقصف السريّة العسكرية الموجودة داخل السجن، ما أدى لمقتل عدد من جنود الحكومة.
وتستمر الاشتباكات في محيط السجن وداخله حتى الآن، حيث يسمع دوي انفجارات وأصوات تراشق الرصاص في مختلف المناطق المحيطة، بينما لم تعلن حتى الآن نتائج واضحة عن المعركة.
وردت قوات الحكومة باستهداف محيط السجن بالبراميل المتفجرة والرشاشات الثقيلة، بينما وردت أنباء عن انفجار سيارة مفخّخة قرب مبنى السجن.
يذكر أن حصار السجن المركزي مستمر منذ أشهر، حيث أتمّت المعارضة سيطرتها على جزء منه، بينما بقي جزء آخر يضم السجناء داخله تحت سيطرة الحكومة، وتمّت تصفية بعض السجناء من قبل قوات الحكومة إثر إضرابات عن الطعام واشتباكات مع الحرس، وأنهى بعض السجناء مدة حكمهم منذ فترة، إلا أنهم ما زالوا محاصرين داخل السجن.
كما دوى انفجار ضخم هز السجن المركزي وسمع في معظم أحياء حلب لم يعرف سببه أو مصدره، وتصاعد الدخان بشكل كثيف من مكان الانفجار، فيما سبقه قصف مدفعي على محيط السجن المركزي والقرى المحيطة به من قبل قوات الحكومة.
وفي محافظة حلب أيضاً، تحاول القوات الحكومية استعادة مناطق من مقاتلي المعارضة، وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن هذه القوات سيطرت على بلدة الرشادية الواقعة إلى الشرق من حلب، وذلك بعد اقتحامها بعدد من السيارات والآليات العسكرية وقيامها بإحراق بعض المنازل.
ويأتي ذلك بعد قرابة 10 أيام من سيطرة مقاتلي المعارضة على بلدة خان العسل، أبرز المعاقل المتبقية للحكومة في ريف حلب الغربي.
وكانت انفجارات متلاحقة هزت حمص التي نامت ليلتها تحت قصف متواصل، رد عليه "الجيش الحر" بتفجير مستودعات ذخيرة ضخمة للشبيحة في منطقة وادي الذهب الملاصقة لحي النزهة في حمص، وكلاهما مواليان للنظام.
وكانت أحياء حمص المحاصرة اشتعلت في أول أيام آب/أغسطس جراء القصف براجمات الصواريخ بينها، الحولة، ودير بعلبة، وحي الوعر، فالأخير قصف بشكل متواصل بالهاون وصواريخ أرض أرض ليبلغ عدد القذائف أكثر من 150، والصواريخ المتوسطة أكثر من 15 صاروخاً والقتلى والجرحى بالعشرات.
أما مصدر القصف فبرج الموت في منطقة الغاردينيا، ويذكر أن حي الوعر لم يكن يقصف سابقاً، في اتفاق غير معلن على تحييده مقابل الأحياء الموالية بحسب ما أكد ناشطون .