صنعاء ـ علي ربيع نقلت الحكومة اليمنية، الثلاثاء، اجتماعها الأسبوعي من العاصمة صنعاء، إلى مدينة عدن (كبرى مدن الجنوب) في محاولة منها لامتصاص غضب الشارع الجنوبي، الذي أخذت تنمو في أوساطه المشاعر الانفصالية عن (شمال اليمن)، بالتزامن مع جهود تقوم بها السعودية، لإقناع قادة الحراك الجنوبي في الداخل والخارج، للمشاركة في الحوار الوطني الشامل الذي تعد له صنعاء، تحت إشراف الأمم المتحدة، ورعاية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ودول الخليج العربي.
في السياق ذاته، أخفقت دعوات قوى الحراك الجنوبي، لتنفيذ عصيان مدني، الثلاثاء، في عموم  مدن الجنوب، بالتزامن مع اجتماع الحكومة في مدينة عدن، حيث لم تلق هذه الدعوات استجابة تذكر، في حين أقرت الحكومة تنفيذ عدد من المشاريع الخدمية، كما أقرت صلاحيات إدارية كاملة لمكاتب وزارتها في عدن، دون اللجوء إليها بشكل مركزي.
من جهته، كشف رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة، عن جهود سعودية، لإقناع قيادات جنوبية تطالب بالانفصال، بالتخلي عن شروطها، والمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، المزمع انعقاده، تنفيذاً لبنود التسوية السياسية في اليمن.
وقال باسندوة في حفل أقيم الاثنين، في مدينة عدن إنه " تلقى معلومات تفيد بأن مجلس التعاون الخليجي سوف يعقد اجتماعاً استثنائياً في العاصمة السعودية الرياض، سيناقش فيه عدد من القضايا الخاصة في اليمن ومنها القضية الجنوبية".
وأضاف "إن قيادة مجلس التعاون الخليجي سوف تلتقي بعدد من قيادات "الحراك الجنوبي" بالداخل والخارج لمناقشة المطالب المرفوعة، وبما يخدم القضية الجنوبية، داعياً دول الخليج إلى الاستماع للمطالب من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في اليمن".
في السياق ذاته دعا وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، الثلاثاء، خلال مؤتمر صحافي، عقده في الرياض، الأطراف السياسية كافة في اليمن بمختلف فئاتهم وأطيافهم إلى الاستجابة لجهود الحكومة اليمنية والانخراط في المؤتمر الوطني للحوار الشامل، استكمالاً لتنفيذ نصوص اتفاق "المبادرة الخليجية".
وقال الفيصل" نحن، نتابع باهتمام الجهود القائمة لعقد المؤتمر الوطني للحوار الشامل، وندعو الأشقاء في اليمن بكافة فئاتهم وأطيافهم إلى الاستجابة إلى جهود الحكومة اليمنية والانخراط في هذا الحوار المهم الذي يحتاجه اليمن وكل اليمنيين اليوم، أكثر من أي وقت مضى استكمالاً لتنفيذ نصوص اتفاقية المبادرة الخليجية، وللحفاظ على وحدتهم الوطنية والإقليمية، وتحقيق أمنهم واستقرارهم وازدهارهم".
وترفض، قيادات في الحراك الجنوبي، المشاركة في الحوار الوطني، وتصر على استعادة دولة الجنوب، التي دخلت مع (شمال اليمن) في وحدة اندماجية، عام 1990، وسط انقسام حاد في الشارع الجنوبي، وحرص من المجتمع الدولي على ضمان وحدة اليمن واستقراره.
على صعيد آخر، عقد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الثلاثاء، في العاصمة صنعاء، اجتماعاً مع  اللجنة العسكرية المكلفة بعملية إعادة هيكلة الجيش والأمن في اليمن، وتوحيد قياداته، والتي يشارك في أعمالها خبراء أميركيون وأوروبيون وأردنيون، وسط ترقب لقرارات رئاسية، يتخذها هادي، لإقالة قيادات في الجيش، بما يكفل إنهاء الانشقاق القائم في صفوفه، والتهيئة لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، عن هادي قوله"إننا اليوم أمام مرحلة جديدة وهي مناسبة ونحن نتدارس التصورات العملية لإعادة الهيكلة ومسرح العمليات لمؤسسة الجيش والأمن أن نؤكد أننا إمام مرحلة جديدة عنوانها البناء على أسس سليمة وعلمية ومدركة بكل أبعادها الوطنية والأخلاقية والإنسانية وكفانا ترحيلا للأزمات".
وفي حين قالت، المصادر الحكومية، "إن هادي أبدى ارتياحه للخطوات التي قطعتها اللجنة على طريق الهيكلة، نقلت عنه تأكيده على وحدة اليمن واستقراره، حيث قال"الشعب هو من فرض الوحدة وهو من يريد الوحدة، والوحدة في الواقع هي الهدف الأسمى والأمنية الأغلى، وكانت في وجدان وضمائر أبناء الشعب اليمني قاطبة وما تزال كذلك، ومصير اليمن مرتبط بوحدته وأمنه واستقراره".