القاهرة ـ أكرم علي انتقد عدد من السياسيين والدبلوماسيين المصريين، "الصمت الأميركي" تجاه ما يحدث في مصر من تصاعد في المشهد السياسي، وعدم التفاعل مع الموقف كما كان في العهد السابق، في إشارة منهم لدعم جماعة "الإخوان المسلمين" من الباطن، في حين نددت "الجبهة الحرة للتغيير السلمي"، بما أسمته "الغطاء الأميركي لانتهاكات نظام الإخوان في مصر، ومنحه الشرعية في قتل المتظاهرين السلميين".
وقال أستاذ العلوم السياسية محمد سالمان لـ"العرب اليوم"، إن "الولايات المتحدة تمارس نوعًا من الصمت العمدي تجاه ما يحدث في مصر، لا نريد أن تتدخل في الشأن المصري، وإنما تحذر من ما يحدث وتدعو إلى التهدئة وتتواصل مع الجميع مثل الدول الأوروبية كافة وغيرها، وأن الولايات المتحدة تؤكد كل يوم أنها تدعم جماعة (الإخوان المسلمين) ووصولها إلى الحكم، للحفاظ على مصالحها الأمنية والإقليمية في المنطقة"، مشيرًا إلى أن "المتحدث الرئاسي اعتبر ما يصدر من الولايات المتحدة من بيانات صحافية أخيرة، لا يعتبر تدخلاً في الشأن المصري، قائلاً: هذا غير صحيح والإخوان من سمحوا بالتدخل من دون أي يعلقوا على شئ".
في السياق، دانت "الجبهة الحرة للتغيير السلمي"، ما اعتبرته "الغطاء الأميركي لانتهاكات نظام الإخوان المسلمين في مصر، ومنحه الشرعية في قتل وتعذيب المواطنين"، حيث قالت في بيان صحافي لها، إن "الغطاء الدولي برعاية الإدارة الأميركية لجماعة الإخوان المسلمين في قتل الثوار، ليس إلا تواطؤًا غير مقبول لدى الشعب المصري، الذي يضحي في سبيل تحقيق أهداف ثورته واستمرارها".
ومن جانبها، قالت أستاذ العلوم السياسية سلمى مختار لـ"العرب اليوم"، إن "الإدارة الأميركية تتعامل بسياسة جديدة تمامًا عن تعاملها مع السابق مع مصر، وتتخذ موقف روسيا والصين مع سورية، الآن مع مصر، ولا تتحدث عن الانتهاكات التي يمارسها النظام الحالي ولا تتحدث عن القتلى والإصابات التي يُعتبر النظام الحاكم مسؤول عنها"، مضيفة أن "الإخوان هم أولوا من ذهبوا إلى واشنطن لطلب التعاون معها مقابل تقديم أي شئ في سبيل ذلك، وبالفعل تؤكد الإدارة الأميركية ذلك، وأن الخارجية الأميركية أصدرت تصريحات قبل يومين لحفظ ماء الوجه فقط ليس أكثر أمام دول العالم، للتعليق عما يحدث في مصر".
فيما أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق ناجي الغطريفي، أن "الولايات المتحدة تحاول الحفاظ على جماعة (الإخوان) إلى أبعد حد ممكن، ولكن مع التطور المستمر للأحداث ربما تغير سياستها تجاه مصر، حتى لا تضيع مصالحها الأمنية والإقليمية، ولكنها صامتة الآن عما يحدث في مصر من تطور في الأحداث السياسية، وتعطي للإخوان الفرصة الأخيرة لتصحيح ذلك".
وقال الغطريفي "سيأتي الوقت المناسب لتتخلى فيه الإدارة الأميركية عن (الإخوان) مثلما تخلت عن حسني مبارك، حين أصبح يشكل خطرًا على مصلحتها وأمنها في المنطقة، ولابد أن يعلم الإخوان أن الولايات المتحدة لن تدعمهم لوقت طويل