وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون
دمشق ـ جورج الشامي
أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الثلاثاء، أن بلاده مستعدة لتجاوز حظر السلاح الذي يفرضه الإتحاد الأوروبي على سورية الأمر الذي من شأنه ان يسمح بإمداد مقاتلي المعارضة السورية بأسلحة. وتزامن ذلك مع إعلان وزير خارجية فرنسا من أن "روسيا وأميركا وفرنسا" يعدون قائمة بأسماء مسؤولين سوريين
للتفاوض معهم فيما قال مدير الاستخبارات الأميركية إن "الحكومة السورية قد تستخدم الأسلحة الكيميائية قريبًا".
في غضون ذلك دعا الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس إلى ما وصفه ب"تدخل قوة تابعة للجامعة العربية في سورية لوقف المجزرة في ذلك البلد"، بينما قالت روسيا إن الولايات المتحدة تزيد من صعوبة الحل السياسي في سورية.
وفي السياق نفسه كشفت صحيفة أميركية تورط حزب الله اللبناني بشكل متزايد في أزمة الحرب السورية، موضحة أن ذلك يجعل مصير الحزب أكثر ارتباطًا بمصير الرئيس السوري بشار الأسد الذي يحاول دعمه".
في وقت أكد فيه نائب أمين عام "حزب الله" اللبناني الشيخ نعيم قاسم أن "لا حل سياسيًا، للأزمة السورية من دون الرئيس السوري بشار الأسد".
وأكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن "بريطانيا قد تكون مستعدة لتجاوز حظر للسلاح يفرضه الاتحاد الأوروبي على سورية، بما يسمح بإمداد مقاتلي المعارضة السورية بأسلحة".
وقال أمام لجنة برلمانية فى مجلس العموم البريطاني "أتمنى أن نتمكن من إقناع الشركاء الأوروبيين إذا أصبح من الضروري إجراء تغيير آخر، سيتفقون معنا".
وأضاف "لكن إذا لم نتمكن من ذلك فليس مستبعدًا أن نقوم بالأمور بطريقتنا. إنه أمر محتمل".
فيما قال وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس إن "مسؤولين فرنسيين وأميركيين وروسًا يعدون لائحة بمسؤولين سوريين للتفاوض معهم"، في خطوة نحو حل سياسي مأمول للأزمة السورية.
و اعتبر مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر أن "الحكومة السورية قد تستخدم الأسلحة الكيمائية بما في ذلك ضد شعبها، إذا لم تكفها الأسلحة التقليدية لضمان بقائها في الحكم".
وأوضح جيمس كلابر، في تقرير سنوي في "الكونغرس" عن التهديدات الأمنية أن "لدى سورية برنامجًا شديد الفعالية للحرب الكيماوية، وتمتلك مخزونًا كبيرًا من غاز الخردل والسارين وغاز الأعصاب".
وأضاف أن "سورية تمتلك مخزونًا كبيرًا من أسلحة اخرى بما فيها الصواريخ والقنابل الجوية، وبالتأكيد قذائف مدفعية يمكن استخدامها لنشر هذه المنتجات الكيميائية".
وأوضح كلابر أن هذا البرنامج "كبير ومعقد وموزع جغرافيًا مع مواقع تخزين وإعداد وتصنيع".
وشدد كلابر على القول أن "هذا البرنامج قادر على التسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا. والحكومة التي يشتد الخناق عليها، ، يمكن أن تكون مستعدًة لاستخدام هذه الأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري".
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن "تفسير الولايات المتحدة لبيان جنيف أحادي الجانب ،لدعم المعارضة السورية".
ونقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم الوزارة ألكسندر لوكاشيفيتش، قوله إن "التصريحات العلنية لمسؤولي الإدارة الأميركية المؤيدة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، تدل على تفسير أحادي الجانب لبيان جنيف".
وأضاف لوكاشيفيتش إن "هذا من شأنه أن يزيد من صعوبة البحث عن سبل إنهاء المواجهة في سورية في أقرب وقت، وتحويل النزاع إلى مجرى حوار وطني سوري شامل".
وأرسلت وزارة الطوارئ الروسية طائرة جديدة محملة بـ "11 طنًا من المساعدات الإنسانية إلى سورية".
ونقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدثة باسم الوزارة إيرينا روسيوس قولها إن "طائرة تابعة للوزارة أقلعت من أحد مطارات العاصمة موسكو، صباح الثلاثاء، واتجهت إلى مدينة اللاذقية، وعلى متنها مساعدات إنسانية".
وأشارت روسيوس إلى أن "الطائرة محملة بـ11 طنًا من المساعدات، التي تتضمن أغطية ومواد غذائية لسكان سورية المتضررين من النزاع المسلح".
فيما أفادت وكالة الأنباء الروسية أن "وزارة الحالات الطارئة في روسيا أجلت، الثلاثاء، 103 من مواطني الجمهوريات السوفيتية السابقة من سورية".
وقال متحدث باسم هذه الوزارة إن "طائرة من نوع آيل-62 غادرت مطار اللاذقية" على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وسبق أن أجلت روسيا نحو 200 من رعاياها في سورية.
وتنفي موسكو أن "يكون هذا الإجلاء جزءًا من ترحيل مكثف سيأتي لاحقًا، لأن هذا الأمر في حال حصوله قد يفسر على أن أيام الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة قد باتت معدودة".
ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" أن "ثمانية آلاف روسي مسجلين في القنصلية الروسية في سورية، إلا أن هناك نحو 25 ألف سيدة روسية متزوجات من سوريين، ويعشن في سورية".
ودعا الرئيس الإسرائيلي شيمون بيرس إلى "تدخل قوة تابعة للجامعة العربية في سورية لوقف المجزرة في هذا البلد".
وقال بيرس، في خطاب أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، إنه "لوقف العنف في سورية على الأمم المتحدة أن تدعم قوة حفظ سلام تابعة الجامعة العربية".
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تورط حزب الله اللبناني المتزايد في الحرب السورية، موضحة "أن ذلك يجعل مصيره أكثر ارتباطًا بمصير الرئيس السوري بشار الأسد الذي يحاول دعمه"، لافتة إلى أن "وحدات الجيش السوري الحر نجحت خلال عملية مخططة في مدينة القصير بالقرب من الحدود اللبنانية في قتل علي حسين ناصيف، الذي اتضح فيما بعد أنه قائد قوات حزب الله كافة في سورية، ويعكس مقتله مدى تورط حزب الله المسلح في الصراع السوري، الذي أصبح جليًا للغاية".
وأشارت إلى أن "قادة حزب الله انضموا منذ بداية الصراع السوري إلى نظرائهم في الحرس الثوري الإيراني، لتقديم المشورة للجيش السوري في حملته الأمنية ضد معاقل المعارضة، بالإضافة إلى تدريب مليشيا تضم أكثر من 60 ألف مقاتل، لحماية مدن العلويين في شمال غربي سورية".
فيما أكد نائب أمين عام "حزب الله" اللبناني الشيخ نعيم قاسم أن "لا حل سياسيًا، للأزمة السورية المستمرة منذ 23 شهرًا، من دون الرئيس بشار الأسد، وأنه لا يتوقع هذا الحل خلال الأشهر القليلة المقبلة".
وعبّر قاسم عن اعتقاده بأن "الأسد سيترشح بعد سنة للرئاسة والخيار للشعب، وأرجح أن يختاره الشعب".