صدمة في الشارع التونسي عقب اغتيال المعارض محمد البراهمي
تونس ـ أزهار الجربوعي
دعت بعض من الوجوه السياسية البارزة على الساحة التونسية عبر "العرب اليوم" ، أفراد الشعب إلى وحدة الصف درءًا للانزلاق في مخططات منفذي اغتيال المعارض التونسي محمد البراهمي الذي أرادوا إفشال التجربة الديمقراطية التونسية ودفعها نحو الفتنة وحمام من الدم، حيث اعتبرها رئيس
"مجلس شورى النهضة "فتحي العيادي "أخطر من الانقلاب العسكري"، في حين شدد القيادي في حزب "التحالف الديمقراطي" مهدي بن غربية على ضرورة أن توحد دماء البراهمي صفوف التونسيين .
هذا وحذر الأمين العام لحزب "النهضة" الإسلامي الحاكم ورئيس الحكومة التونسية الأسبق حمادي الجبالي مما اعتبره "مخططًا للتآمر على تونس ووأد ديمقراطيتها الناشئة، معربًا عن أمله في بأن تتمكن العائلة السياسية للمنسق العام لحزب "التيار الشعبي" النائب في "التأسيسي" محمد البراهمي، من تفويت الفرصة على منفذي هذا المخطط".
كما طالب الجبالي عبر "العرب اليوم" جهاز الأمن التونسي إلى التحرك العاجل للكشف عن الجناة والقبض عن قتلة محمد البراهمي، مشددًا على أن أهم خطوة خلال هذه المرحلة الحساسة من تاريخ تونس، هي مواصلة مسارها في الانتقال الديمقراطي، معتبرًا أن اغتيال محمد البراهمي وقبله شكري بلعيد ، " اغتيال للثورة ولآمال التونسيين في الديمقراطية وأنه أخطر جريمة في حق الشخص والبلاد".
واعتبر الأمين العام لحزب "النهضة" الإسلامي الحاكم أن أفضل رد على قتلة البراهمي يكمن في مواصلة مسيرة بناء تونس الجديدة التي يريد أعداءها النيل من نجاح ديمقراطيتها لاسيما مع اقتراب موعد إتمام الدستور وبداية الإعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة قبل نهاية شهر ديسمبر_كانون الأول المقبل.
من جانبه أكد النائب والقيادي في حزب "حركة وفاء" المعارض أزاد بادي لـ"العرب اليوم" أن اغتيال المناضل القومي الناصري محمد البراهمي محاولة لإجهاض المرحلة الانتقالية وإدخال البلاد في دائرة من العنف والإرهاب، مشددًا على أن تونس شعبًا وحكومة وقوى سياسية عليها أن تعي الرسالة القوية التي تلقتها باغتيال أحد أبنائها وأن تقف سدًا منيعًا أمام الأطراف التي لا تريد خيرًا لتونس وشعبها .
واعتبر القيادي في حزب التحالف الديمقراطي المعارض، مهدي بن غربية، أن تونس تلقت ضربة قاسمة تستهدف مسارها الانتقال بعد ان كانت تسير في اتجاه تجاوز عقبات المرحلة الانتقالية رغم هشاشة المؤسسة وسوء الادارة.
وأكد النائب مهدي بن غربية لـ"العرب اليوم" أن دماء المنسق العام للتيار الشعبي محمد البراهمي يجب أن توحد التونسيين، داعيا إلى وضع حد لهذا النزيف".
من جهته، صرح رئيس "مجلس شورى" حركة "النهضة" الحاكمة فتحي العيادي لـ"العرب اليوم" أن رحيل محمد البراهمي واغتياله 11رصاصة في بيته، الخميس، الذي تحتفل في تونس بذكرى "تأسيسي" جمهوريتها، "فاجعة جديدة لإجهاض المسار الديمقراطي من قبل أطراف تريد عرقلة المسار الانتقالي الذي غلب عليه منطق الحوار والتوافق والتشارك في صياغة دستور ديمقراطي للبلاد".
ووصف رئيس شورى النهضة، اغتيال محمد البراهمي بـ"الجريمة البشعة النكراء" ، معتبرا أنها محاولة ثانية بعد اغتيال الأمين لحزب "الوطنيين الديمقراطيين" شكري بلعيد، لجر الساحة التونسية إلى العنف ، مشددًا على أنها " أخطر من عملية الانقلاب على السلطة"، وأنها ترمي إلى جر البلاد للاقتتال".
هذا ودعا القيادي في حزب "النهضة" الحاكم جميع القوى الحية في تونس غلى تحمل مسؤولياتها بمن فيهم الحكومة والمجلس الوطني التأسيسي والإعلام وكل قوى المجتمع المدني الفاعلة، لمساندة تجربة تونس ومنعها من الانهيار.
من جانبه أكد الأمين العام لحزب "المسار الديمقراطي الاجتماعي"، أحمد إبراهيم لـ"العرب اليوم" على أهمية مؤازرة عائلة البراهمي في مصيبتها، مطالبًا بمحاسبة الحكومة التي عجزت عن القيام بواجبها في أرواح في ظل غياب سياسة حكيمة تدفع شر هذه الجرائم عن البلاد، مضيفًا " ننتظر قرارات وليس خطابات ومزايدات واتهامات متبادلة".
في حين أعرب رئيس كتلة حركة النهضة في "المجلس الوطني التأسيسي" الصحبي عتيق عن صدمته لتلقي نبأ وفاة زميلهم في المجلس التأسيسي النائب محمد البراهمي، معتبرًا أنها مؤامرة على الثورة والديمقراطية وتونس لإغراق البلاد في مستنقع الفوضى وتكسير المسار الانتقالي في تونس يوم احتفالها بالذكرى الـ56 لإعلان جمهوريتها.واعتبر الصحبي عتيق أن منفذ الاغتيال "عدوًا للحرية والانتخابات والثورة والديمقراطية".