رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال سليمان
بيروت ـ جورج شاهين
رأى أنه في وقت كان يفترض الاحتفال بعرس الديمقراطية الأحد، في إشارة إلى الانتخابات النيابية التي كانت مقررة الأحد 16 حزيران/يونيو الجاري، والتي ألغيت بالتمديد، عمدنا إلى تمديد ولاية المجلس النيابي سائلاً أنه لو أقر القانون الانتخابي في حينه هل كانت
ستؤجل الانتخابات؟ وأبدى أمله في أن يتمكن المجلس الدستوري من أخذ القرار المناسب بشأن الطعن الذي تقدم به.
وقال "هذا ليس الاستحقاق الدستوري الوحيد الذي يعطل، بل كانت هناك استحقاقات كثيرة تعطل، وهناك فريق يريد أن يعزل رئيس الجمهورية ولكن لا أحد يستطيع أن يعزل رئيس الجمهورية، لافتاً إلى أنهم يستطيعون شتم الرئيس على كل منبر ولكن لا يستطيعون تغيير مواقفه السيادية والوطنية في السياسة الخارجية والداخلية ولا ثنيه عن التمسك بالاستراتيجية الدفاعية ، وقال "أتشرف وأعتز أن أترك للرئيس المقبل مواقف سيادية يتمسك بها وينطلق منها".
كلام رئيس الجمهورية جاء خلال رعايته ليل السبت، الأحد حفل افتتاح مجمع "أوريزون" وألقى الرئيس سليمان كلمة قال فيها "أنا سعيد جدا بافتتاح هذا المشروع السياحي المتطور في الوقت الذي كان من المفترض أن نحتفل الأحد بعرس الديمقراطية وبإجراء انتخابات ديمقراطية في لبنان، عمدنا إلى تمديد ولاية مجلس النواب وهذا التمديد كان يخطط له سابقاً لأنه لا يمكنني أن أفهم كيف كنا في 15 أيار/مايو الماضي نبحث عن قانون مختلط ما بين الأكثري والنسبي وفي 20 يحصل التمديد لسبب أمني، فلو أقر القانون في حينه ماذا كان سيكون التصرف، هل كان أيضا سيقر القانون وتؤجل الانتخابات، لا، فهذا الأمر غير مقبول إطلاقاً، الدول العربية تناضل لإجراء الانتخابات وتسفك الدماء لإجرائها، أما نحن نسفك دماء كي لا نجري انتخابات، مر أكثر من 60 عاماً على إجرائها فهذا الأمر ينزع عن لبنان الصفة الأساسية التي يتمتع بها في هذا الشرق.
نحن في لبنان دفعنا غالياً ثمن الديمقراطية، دفعنا على مدى عشرات الأعوام قتلاً وتهجيراً واعتماد لبنان ساحة صراع بين المحاور، يجب ألا ندفع مجدداًً ثمن ديمقراطية الآخرين، فلنتعظ ولتقم للديمقراطية أعراساً دائمة. ولا زلت آمل في أن يتمكن المجلس الدستوري من أخذ القرار المناسب بشأن الطعن الذي تقدمت به وتقدمت به كتلة نيابية كبيرة.
وقال في رد غير مباشر على رئيس مجلس النواب نبيه بري دون أن يسميه، وقال "أتعجب عندما أسمع أن رئيس الجمهورية يضغط على أعضاء المجلس الدستوري كي يحضروا الاجتماع، فمن الطبيعي أن يحضروا. لكن أنا لم أضغط عليهم ليحضروا، لكن ما هو حال الذين لا يحضرون، والذين يخالفون واجبهم الدستوري؟ تكلمنا دائماً عن أن المقاطعة هي عمل غير ديمقراطي ، والمقاطعة هي حتى في البرلمان عمل استثنائي يقوم به النائب مكرها، ولكن العمل الطبيعي أن يحضر ويقول كلا أو نعم. وأتشرف أنني أول رئيس يطعن مرتين في القوانين لدى المجلس الدستوري ، في المرة الأولى قُبل الطعن، وفي الثانية آمل في أن يُقبل الطعن ويُقبَل المجلس الدستوري لدى كل الناس وعلى رأس الديمقراطية اللبنانية".
وقال "هذا ليس الاستحقاق الدستوري الوحيد الذي يُعطل، بل هناك استحقاقات كثيرة تُعطَّل في هذه البلاد، هناك من يريد أن يعزل رئيس الجمهورية ولكن لا أحد يستطيع أن يعزله، يستطيعون شتم رئيس الجمهورية على كل منبر ولكن لا يستطيعون تغيير مواقفه السيادية والوطنية ، المواقف السيادية في السياسة الخارجية والسياسة الداخلية، والتمسك بالقانون والدستور وبإعلان بعبدا، لا يستطيعون ثني رئيس الجمهورية عن التمسك بالاستراتيجية الدفاعية وبآلية التعيينات التي تعطي الحق لكل مواطن كفي من دون النظر إلى سياسته، لأن الوظيفة هي حق لكل مواطن وليست حقاً لهذا الفريق السياسي أو ذاك".
وأضاف "أنا أعترف أنني لم أستطع في خلال السنوات المنصرمة أن أحقق المشاريع الاصلاحية والإنمائية التي بدأت بها أنا والآخرون وتعاونا عليها في المناطق كافة وفي جبيل بصورة خاصة، لكنني أتشرف وأعتز أن أترك للرئيس المقبل مواقف سيادية يتمسك بها وينطلق منها".