واشنطن ـ عادل سلامة سافر الجهادي الأميركي عمر همامي إلى الصومال من أجل المشاركة فيما يسمى بـ "الحرب المقدسة"، والتي أعرب فيها والداه عن مدى ما يشعران به من أسى وحسرة على ابنهما الذي تحول من طالب موهوب إلى إرهابي، وقالا "سوف نظل نحبه حتى الموت". ونشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تفاصيل المقابلة التي أجريت مع عائلة المجاهد الأميركي.
وذكرت الصحيفة إن عمر همامي مواطن أميركي من ولاية ألاباما كما أن اسمه الآن بات مدرجًا على قائمة أكثر المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، وكان غادر الولاية متجهًا إلى الصومال العام 2006، وهناك التحق بجماعة "الشباب" التي ترتبط بتنظيم "القاعدة".
ولكنه اختلف مع الجماعة خلال العام الماضي، ومنذ ذلك الحين تتردد مزاعم بأنه تعرض لأكثر من محاولة لاغتياله، وكان آخرها تلك المحاولة التي جرت خلال الشهر الماضي، عندما تلقى طلقًا ناريًا في رقبته عندما كان يجلس في مقهى لتناول الشاي.

وتحكي عائلته عن صدمتها عندما تحول همامي الذي يحمل حاليًا اسم أبو منصور الأميركي من طالب موهوب إلى العقل المدبر كما يقال لتفجيرين انتحاريين على الأقل.
وعلم كل من شفيق ودبرا همامي بأن ابنهما أصبح إرهابيًا عندما رأوه في تسجيل فيديو دعائي إسلامي على شاشة التليفزيون.
ويقول شفيق من منزله في دافين في ألاباما إنه شاهده في مقابلة له على التليفزيون، واعتبر أن ذلك بمثابة نهاية الحياة، لأنه أدرك أن الأمور بعد ذلك لن تعود كما كانت في السابق، واعتبر أن تلك اللحظة كانت بمثابة لحظة مدمرة لكليهما، فهو ابنهما الوحيد.

وأكد في تصريحات أدلى بها إلى "سي إن إن" أن ابنه كان طفلاً لطيفًا للغاية، وكان يتمتع بالذكاء ومتفوقًا في دراسته وفي مجال الرياضة، وقال أيضًا إنه كان يتمنى أن يراه مهندسًا أو طبيبًا.
وأضاف قائلاً "إن عمر بدت عليه علامات التشدد الديني أثناء فترة دراسته في جامعة ألاباما"، لافتًا إلى أنه عندما كان رئيس اتحاد الطلبة المسلمين أدان علنًا هجمات 11/9.
ولكنه تزوج من امرأة صومالية وانتقل إلى مصر، وهناك تعمق في دراساته الإسلامية، وبعد سنوات قليلة من ذلك تلقت عائلته مكالمة هاتفية من زوجته تقول إنه سافر إلى الصومال في زيارة لأقاربها ولكنه لم يعُد بعدُ.
وشاهداه في المرة التالية وهو يحمل بشدة على أميركا وفسادها على تسجيل فيديو، وهو يرتدي قناع زعماء الحرب في الصومال.
ووضعت السلطات الأميركية في تلك الأثناء اسمه على قائمة المطلوب القبض عليهم، ورصدت مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله، ولم يكن رفاقة في جماعة الشباب الصومالية ممن لا يحق لهم الحصول على هذه المكافأة.
ويقول الأب إنه حاول هو وأمه تربيته على أفضل ما يكون ولكنه اختار طريقه بنفسه، رغم عدم موافقة أبيه على ذلك الذي لم يكن له قادرًا على تغييره.

أما دافين الأم وهي مسيحية فتقول إنها تتعرض للإهانة والإساءة في شوارع البلدة التي لا يتعدى عدد سكانها 22 ألفًا، ولكنها تظل على إيمانها وثقتها في الرب ودعم الأصدقاء لها.
وحاول عمر من خلال سيرته الذاتية المكونة من 127، ونشرها على الإنترنت أن يفسر علاقته بالحلم الأميركي، وقال إن الخوف الحقيقي الذي يشعر به الأميركان هو عندما يرون مواطن أميركي في الصومال يتحدث عن الجهاد، فهم يخشون أن تتحطم حواجزهم الثقافية في الوقت الذي بدأ الشباب الأميركي المسلم يختار الجهاد طريقًا.
وتقول الصحيفة: إن همامي هو واحد من بين اثنين أميركيين يشتركان في أنشطة بجماعات إرهابية خارج الحدود الأميركية.
أما الثاني فهو آدم غادان المتحدث السابق لابن لادن الذي يعيش في باكستان.
وشارك همامي في القتال مع حركة "الشباب" الصومالية لسنوات عدة، وحصل على شهرة من خلال نشر تسجيلات فيديو على "يوتيوب" وهو يغني أغنيات راب دينية ترفع شعار الجهاد، سعيًا لجذب الشباب المسلم الأميركي، وذلك على الرغم من أن الموسيقى حرام وفقًا لمفهوم تنظيم "القاعدة" الإسلامي.
وشهد العام الماضي بداية اختلافه مع حركة "الشباب" الصومالية، وبات همامي منذ ذلك الحين شوكة في ظهر الجماعة، بعد اتهامه لزعمائها بأنهم يعيشون حياة رغدة من أموال الضرائب التي يجمعها المقاتلون من السكان الصوماليين.
ويقول شفيق إن قيادة الحركة التي يصفها بأنها عصابة تريد الآن قتل ابنه، لأنه يرفض العيش بأموال الفقراء، واستهداف المدنيين بتفجيرات انتحارية.
يذكر أن وسيلة الأب الوحيدة لمعرفة أخبار ابنه هي صفحته على "تويتر".
ويختلف همامي مع الحركة الصومالية لأنها تهمش الأجانب داخل الحركة، ولا تهتم إلا بنشاط الحركة في الصومال فقط وليس عالميًا.
وعلى الرغم مما فعله عمر إلا أن عائلته لا تزال تأمل بأن يكون آمنًا، ولا تزال على حبها لها.
وانتقدته حركة "الشباب" الصومالية في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي في بيان على الإنترنت تقول فيه "إن تسجيلاته التي ينشرها إنما هي محاولة للشهرة، وبدافع نرجسي عاشق للذات".
وقال البيان أيضًا "إن الحركة تلتزم أخلاقيًا بالقضاء على عناده ومكابرته".
وعلى الرغم من التهديدات التي تستهدف حياته إلا أنه قال في مقابلة مع موقع "وايرد"، خلال الشهر الماضي، إنه لا يزال يرى ضرورة مهاجمة المصالح الأميركية في كل مكان في العالم، وإنه لن يتراجع عن ذلك.
وأوضح أنه يزرع الخضروات في مكان ما في الصومال، ويساعد زوجاته في المنزل، ويتبادل الحوار مع زملائه القدامى في حركة الشباب على "تويتر"، كما أنه يسخر من أعدائه في الحركة ويقول إنهم لا يقدرون على الإمساك به، وهو يحاربهم من خلال "تويتر"، وأن الحركة سوف تفقد دعم تنظيم "القاعدة".