طهران ـ مهدي موسوي نسب موقع "وند" الإخباري على شبكة الإنترنت إلى ضابط منشق عن الاستخبارات الإيرانية القول بوقوع انفجار هائل داخل المنشأة النووية الإيرانية الموجودة في أعماق أحد الجبال في منطقة فوردو، فيما أكد نائب رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية شمس الدين باربارودي للصحافيين الإيرانيين، الأحد، على عدم وقوع أي انفجار في المنشأة النووية، بينما لم يتمكن آفي ديشتر في الأمن الإسرائيلي الداخلي من تأكيد تلك التقارير، التي لا يدعمها أدلة، ولكنه رحب بها.
وحسب صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، فقد جاء في تقرير الموقع أن الانفجار المزعوم وقع في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف صباح، الإثنين الماضي، أي عشية الانتخابات الإسرائيلية، وأن هذا الانفجار قد دمر المنشأة النووية جزئيًا، مما أسفر عن احتجاز 240 فردًا داخل المنشأة النووية تحت الأرض. وقال التقرير "إن الحكومة الإيرانية حملت إسرائيل مسؤولية ذلك الانفجار".
وعلى الرغم من مرور أسبوع على الحادث إلا أنه تعذر حتى الآن التأكد من صحة ما جاء في التقرير من مصادر مستقلة.
وتقول صحيفة "ديلي تلغراف": "إنه لو صحت المعلومات الواردة في التقرير فإن ذلك سيكون بمثابة أكبر وأخطر هجوم على القدرات النووية الإيرانية حتى الآن، كما أنه يمكن أن يسفر عن رد فعل رهيب وعنيف من الجانب الإيراني".
إلا أن نائب رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية شمس الدين باربارودي أكد للصحافيين الإيرانيين، الأحد، على عدم وقوع أي انفجار في المنشأة النووية.
وفي صباح الأحد، لم يتمكن آفي ديشتر في الأمن الإسرائيلي الداخلي من تأكيد تلك التقارير، التي لا يدعمها أدلة، ولكنه رحب بها، وقال "إن أي انفجار يضر المنشآت الإيرانية ولا يضر البشر أمر يلقى ترحيبًا في إسرائيل".
ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية على إطلاع مكثف بشبكة الاستطلاع التي تراقب مواقع المنشآت النووية قولهم إنه لا يتوفر لديهم معلومات استخباراتية مؤكدة عن انفجار في موقع فوردو.
ويفترض الخبير في سياسات الأمن الخارجي بالجامعة العربية في القدس شلومو أرنوسون أن إيران قد قامت عمدًا بتسريب تلك التقارير الكاذبة عن الانفجار، في محاولة منها لمنع المفتشين الدوليين من دخول الموقع.
وقال أيضًا "إن الحكومة الإيرانية لديها القدرة على اختلاق مثل هذه الرواية، ولكنه يرى أنها لو صحت فإن أي أضرار في موقع فوردو سوف تعود بالتأكيد بفائدة على إسرائيل".
وأضاف قائلاً "إن إسرائيل سوف تقوم بأي إجراء في حدود طاقتها لوقف البرنامج النووي الإيراني، سواء كان ذلك عن طريق تعطيله أو الهجوم المباشر عليه، مثل الحرب الإلكترونية التي يتم شنها على مدى السنوات القليلة الماضية، أو القيام بتخريب المنشآت النووية.
يذكر أن المنشأة النووية في فوردو قد تم إنشاءها على عمق يزيد عن تسعين مترًا تحت الأرض، وهي محصنة ضد الغارات الجوية أو القنابل. كما تحتوي هذه المنشأة على ما يزيد على 2700 من أجهزة الطرد المركزي اللازمة لتخصيب اليورانيوم، بنسبة تخصيب تزيد على 20 في المائة.
وكانت الحكومة الإيرانية قد اتهمت إسرائيل بشن سلسلة من الهجمات والتفجيرات على أهداف نووية، والتي أسفرت إحداها عن مقتل العالم النووي الإيراني مصطفى أحمدي روشان، في انفجار سيارة، في كانون الثاني/ يناير من العام الماضي.
وعلى الرغم من إدعاء إسرائيل عدم معرفتها بالانفجار المزعوم إلا أن أحد كبار المسؤولين بالحكومة الإسرائيلية قال إن اختراق موقع حصين مثل فوردو يمكن، ليس بالأمر المستحيل، فقد حدث ذلك من قبل على يد جهاز الاستخبارات الإسرائيلية.
وقال المسؤول الإسرائيلي إلى صحيفة "ديلي تلغراف": "إننا قادرون على اختراق أي شيء من صنع البشر".