الرئيس الفلسطيني محمود عباس
رام الله ـ نهاد الطويل
أثار قرار القيادة الفلسطينية بشأن العودة الى مفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي بعد 3 سنوات على قطعها، حالة من الجدل في الشارع الفلسطيني على موائده الرمضانية.
وتساءل النشطاء على صفحات التواصل الإجتماعي بشأن قرار العودة إلى مفاوضات مع الاحتلال، في حين تتركز تلك بين مؤيد ومعارض للمفاوضات من
جهة، وبين متسائل عن ماهيتها ومرجعياتها والأسس التي سترتكز عليها تلك المفاوضات، وذلك في ظل تكتم رسمي فلسطيني إعلامي على كل التفاصيل، وذلك حفاظًا على سريتها وسيرها المستقبلي.
وترغب القيادة الفلسطينية بالتفاوض "سرًا"، حيث أعلنت في أكثر من مناسبة، أن "المفاوضات التي ستنطلق برعاية أميركية في واشنطن خلال أيام ستكون سرية"، في حين تتفق السلطة الفلسطينية وإسرائيلي على مبدأ "سرية المفاوضات" وبمباركة أميركية، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى إجراء المفاوضات مع الفلسطينيين بصورة سرية، معتبرًا أنّ "أي اتفاق سيتم التوصل إليه مستقبلاً سيتم طرحه في استفتاء شعبي، وجدير أن تجري المحادثات بين الجانبين بصورة سرّية لأن هذا سيزيد الاحتمالات بأن نتوصّل إلى نتائج".
وكشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في تصريحات صحافية، أن مفاوضات السلام مع الإسرائيليين ستتم بسرية وبعيدًا عن الإعلام، لكن نتائجها ستعلن سواء نجحت أو فشلت، مشددًا على أن أي اتفاق سيتم التوصل إليه مع الإسرائيليين سيتم إجراء استفتاء شعبي عليه.
وأشار عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" نبيل شعث إلى السرية العميقة في تصريحات سابقه له، عندما قال "لن نذهب إلى المفاوضات إلا إذا حصلنا على ما طلبناه"، رافضًا الإفصاح عن فحوى تلك الطلبات.
ويطالب الشارع الفلسطيني قيادته بضرورة التواصل بشكل موضوعي وشفاف وتزويده بالمعلومات المتعلقة بالمفاوضات وسيرها، وذلك تطبيقا للحق في الوصول إلى المعلومات، باعتبار أن هذه المحطة ستكون عصيبة بالنسبة للقضية الفلسطينية إذا ما توصلت إلى إتفاق تاريخي، كما يرى كثيرون.
ويعلق أحد النشطاء في صفحته على "فيسبوك"، بالقول "اعتقد أن نسبة جيدة من الشعب تؤيد العودة للمفاوضات، لكن نسبة جيدة أيضًا تريد معرفة تفاصيل ما حدث، وأن لا يكون الإعلام الإسرائيلي هو مصدر المعلومات، المطلوب توضيح فلسطيني رسمي لأبرز تفاصيل الاتفاق وماذا اشترطت القيادة الفلسطيينة، وعلى ماذا وافقت إسرائيل، فوسط قلة المعلومات المنشورة في الإعلام الفلسطيني بشأن المفاوضات المرتقبة، يتلقى المواطن الفلسطيني معلوماته وأخباره من الإعلام الإسرائيلي، فيما يُشكل ذلك وجبة يومية حتى وأن كانت هذه الوجبة الإخبارية مليئة بالمعلومات التي لا تفيد سوى الدعاية الإسرائيلية، وسط غياب الإعلام الفلسطيني.
واعتبر الإعلامي سامر خويرة، أنه "على مدى عقدين من الزمان لم تكن يومًا القيادة صادقة مع شعبها ولن تكون طبعًا، ولم توضح يومًا ماذا فعلت ولماذا فعلت، وهذا أفقد الثقة بها وبإعلامها ، وزاد من شعبية الإعلام الاسرائيلي الذي يكشف لنا الكثير من الخفايا وللأسف".
ونشر "العرب اليوم" تقريرًا قبل أسابيع عدة، أفاد فيه أن الرئيس محمود عباس يفرض سرية تامة على حواره مع الإدارة الأميركية التي يسعى وزير خارجيتها جون كيري لبلورة مبادرة أو أفكار لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساسها، وهو ما نفاه الأمين العام للرئاسة الطيب عبد الرحيم حينها.
وبحسب الإنطباعات والمواقف الذي رصدها " العرب اليوم " في الضفة الغربية المحتلة، فإن الشارع يرى بإصرار كل الأطراف على سرية المفاوضات خطورة كبيرة، بينما يقول معارضو الرئيس عباس وخصومه السياسيين أنهم ربما يتفاجئون والشعب الفلسطيني باتفاق جديد على غرار اتفاقات "اوسلو" ليتم عرضه على استفتاء شعبي في الضفة الغربية من دون القطاع والشتات، ثم يقول: هذه هي إرادة الشعب.