عدد من مقاتلي الجيش السوري الحر في حلب
واشنطن ـ يوسف مكي
انتقدت قطر قرار الاتحاد الأوروبي بتجديد حظر الأسلحة الشامل المفروض على أطراف الصراع في سورية، وقالت إن "ذلك من شأنه أن يطيل أمد الصراع في البلاد"، لاسيما وأن قطر هي واحدة من الدول الرئيسة التي تدعم المقاومة السورية في حربها ضد حكومة الأسد. وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية
القطرية، حمد بن جاسم آل ثاني إن "قرار الاتحاد الأوروبي غير صائب"، واتهم الحكومة السورية بـ "شراء الوقت".
وكان وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي قد وافقوا الإثنين الماضي على تمديد حظر توريد الأسلحة إلى سورية لمدة ثلاثة أشهر أخرى، وذلك على الرغم من قبول الاقتراح البريطاني بالسماح "بالمزيد من الدعم بالمعدات غير القتالية والمساعدات التقنية اللازمة لحماية المدنيين".
وأكدت مصادر دبلوماسية أن "القرار الأوروبي قد يسمح أيضًا بتقديم المشورة والتدريبات العسكرية للمقاومة في المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة".
وأعرب حمد بن جاسم عن دهشته للقرار الأوروبي، وقال إن "الثوار في سورية لا يريدون سوى تمكينهم من الدفاع عن أنفسهم"، ووصف القرار بأنه "غير صائب وأنه سيطيل أمد الأزمة في سورية".
وفي كانون الثاني/يناير الماضي، قال رئيس الاستخبارات السعودية الاسبق، الأمير تركي بن فيصل إن "المقاومة السورية ينبغي أن تحصل على أسلحة مضادة للدبابات والطائرات، لإحداث التوازن والحيلولة من دون هيمنة الجماعات المتطرفة على المعارضة السورية".
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الثلاثاء أن "الولايات المتحدة قد تعيد النظر في مسألة رفضها تزويد المقاومة السورية بالسلاح، وكان أوباما قد رفض نصيحة كبار المسؤولين المختصين بالمسائل الأمنية خلال الخريف الماضي، إلا أنه ومع استمرار تدهور الأوضاع في سورية، بات من الممكن التفكير مجددًا في الموقف الأميركي". ونسبت الصحيفة إلى أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية أن "قرار أوباما ليس قرارًا لا رجعة فيه ، وذلك في ظل تطور الأوضاع".
يذكر أن قرار أوباما بحظر توريد السلاح للمقاومة السورية، يرجع إلى خشيته في التورط في حرب بالوكالة ومخاوفه من أن تقع تلك الأسلحة في أيدي جماعات لا تحظى بثقة الغرب، واحتمالات استخدامها ضد المدنيين أو المصالح الإسرائيلية والأميركية.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد قدمت معدات غير قتالية بقيمة 50 مليون دولار إلى المعارضة السورية، من بينها تليفونات أقمار صناعية وأجهزة راديو ومعدات اتصالات وأجهزة كومبيوتر ومعدات تدريبية. ومن المنتظر أن تبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة في عدة مدن سورية عمليات التواصل الإذاعي عبر شبكة "راديو أف أم".
إلا أن قرار الولايات المتحدة بعدم توريد الأسلحة، قد تسبب في الحد من نفوذ الولايات المتحدة مع الجماعات التي من المرجح أن تسيطر على أغلب المناطق في سورية في حالة سقوط الأسد.
وقال وزير الخارجية الأميركية، جون كيري إنه "يخطط لمناقشة مزيد من الأفكار حول كيفية تغيير الأوضاع الحالية، بما في ذلك التعاون مع روسيا أقرب حلفاء سورية".
وفي تطور أخر ذي صلة بالموضوع ، يقوم وزير الخارجية السورية، وليد المعلم بزيارة إلى موسكو خلال الأسبوع المقبل، ولكن لم يتم الاتفاق بعد حول زيارة زعيم المعارضة السورية، معاذ الخطيب أيضًا، الأمر الذي أطاح بالآمال في بداية مبكرة لمحادثات محتملة بين حكومة الأسد والمعارضة. وتأمل روسيا في أن "تتزامن الزيارتان معًا في موسكو".
وأكدت روسيا أن "دعوة محققي الأمم المتحدة لمحاكمة المشتبه في قيامهم بجرائم حرب في سورية في المحكمة الجنائية الدولية غير ملائمة، وغير بناءة، وتأتي في غير محلها".