رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين
لندن - سليم كرم
من المرجح أن تؤدي مناقشة الأزمة السورية في قمة مجموعة الدول الثماني إلى خلافات بين روسيا والغرب الأمر الذي قد يفسد أجواء القمة. وفي هذا السياق نشرت صيحفة الغارديان مقالاً يقول إن هناك فكرة طيبة مطروحة أمام قمة مجموعة الثماني وهي الفكرة التي يدعو رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من خلالها
في اجتماع القمة إلى الاتفاق على إجراء ضد ما يسمى بالممارسات الضريبية الضارة باعتبارها فكرة مبتكرة وواعية وتحتاج إلى معاهدة دولية من أجل تحقيقها. ولاشك في أن التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن سيكون بمثابة انتصار حقيقي لديفيد كاميرون. وعلى الرغم من أن هذه الاتفاقية ستستغرق وقتا إلا أنه من الأفضل أن يبدأ العمل من أجلها الآن.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو "لماذا يتم إفساد هذه الفكرة بالأزمة السورية؟" ومما لا شك فيه أن الأزمة السورية ستؤدي إلى نشوب خلافات ومشادات بين الغرب وروسيا، والأكثر من ذلك هو أن هذه الخلافات بدأت بالفعل ليس فقط بين الغرب وروسيا وإنما أيضا داخل المعسكر الغربي. والأسوأ من ذلك هو أن الأزمة السورية قد تفسد أجواء القمة ذاتها وتقلل من فرص الاتفاق في مواضع أخرى.
ويشير المقال إلى أن قيام كاميرون بوضع المسألة السورية في جدول أعمال القمة إنما يرتكب خطأ فادحاً. وعلى الرغم من أن اللوم قد يقع على روسيا لأنها تدعم نظام الأسد باعتباره حليفاً قديماً لها، إلا أن بريطانيا وأميركا ، من وجهة نظر بوتين، تقومان بدعم شلة من المتمردين المتشددين المتعصبين بل ومن آكلي لحوم البشر، وبالنسبة لأميركا فإن باراك أوباما لديه القدر الكافي من المشاكل مع موردي الأسلحة داخل أميركا.
ويقول أستاذ دبلوماسية الفرص الانتهازية هنري كيسنجر إن فن إدارة مؤتمرات القمة يتمثل في تجنب أفراد القمة اتخاذ مواقف حصينة ضد بعضهم البعض بما يضفي عليهم أجواء من المبالغة. ومن المفضل في مثل هذه الأحوال التوصل إلى نقاط اتفاق ولو قليلة، واتخاذها كأساس للبناء عليه وعلى ما يبدو فإنه لا يوجد أي فرد في الفريق المرافق لكاميرون يفهم ذلك، وأفضل رهاناته اليوم تتمثل في استبعاد المسألة السورية من جدول أعمال القمة والتفرغ لموضوعات ومسائل مفيدة.