بغداد - جعفر النصراوي رصدت والتي تتخذ من بغداد مقرًا لها في تقريرها الفصلي، المعني بحالات التهجير القسري والاعتداء على الحياة البشرية، أكثر من 6 حالات للاغتيال في شهر رمضان المبارك الحالي، تم فيها استهداف رجال كبار في السن وبدوافع طائفية، مشيرة إلى "عدم الوصول إلى الجاني في أيًا من الحوادث المرصودة".
وقالت المؤسسة في تقريرها، الذي اطلع "العرب اليوم" على نسخة منه: إن كثير من هذه الحوادث تشهدها منطقة الشعب في بغداد ذات الطبيعة المختلطة سكانيًا، بحيث بينت في إحصائية مفصلة واقع الاغتيالات التي تشهدها هذه المنطقة، في ظل صمت مطبق من القائمين على الأجهزة الأمنية فيها، والذين لم يتمكنوا من القبض على أي شخص من المجرمين. في حين فضلت العديد من العوائل أن تلزم جانب الصمت خوفًا من استهداف بقية أفرادها.
وذكرت المؤسسة بالأرقام والتواريخ والعناوين سلسلة مفصلة من حالات الاعتداء والاستهداف للمساجد خلال أيام شهر رمضان المبارك، بالإضافة إلى استهداف مصليها، موضحة أن "بعض أسر الضحايا رفضوا التقدم بشكاوى أو بلاغات أصولية، خوفًا من استهداف بقية العوائل على يد الميليشيات المتسلطة في تلك المنطقة".
ووجة التقرير نداء استغاثة عاجل للمسؤولين من أجل التدخل وإيقاف أعمال القتل والاستهداف المنظمين في حق مكون معين في تلك المنطقة، مشددًا على "مساءلة قائدي الجيش والشرطة في المنطقة".
ونقلت المؤسسة عن أبو بلال العلواني (اسم مستعار خوفًا عليه من الاستهداف) أن "ميليشيا طائفية اغتالت الحاج حقي عبد الرزاق الصالحي المصلي في جامع الجهاد والبالغ من العمر 65 عامًا بأسلحة كاتمة للصوت، وسبقت هذه العملية بيومين، وتحديدًا في 8 تموز/ يوليو 2013 عملية أخرى استهدفت رجل كبير السن يدعى أبو مظفر وهو رجل مقعد عندما كان يجلس في القرب من داره بأسلحة كاتمة للصوت.
ويضيف العلواني أن "الميليشيا ذاتها اغتالت في 4 تموز 2013 صاحب محل كبير السن، عندما ترجل مسلحون وأطلقوا النار عليه من مسدسات كاتمة الصوت، وبعدها بأيام تم اغتيال الحاج محمود حسن علي الجنابي أمام داره الواقعة في الشعب والذي يبلغ من العمر 60 عامًا، بعد أن طرق عناصر الميليشيات الباب وفور خروجه أطلقوا عليه النار".
ويعود العلواني بالزمن إلى مطلع شهر تموز الماضي، حيث أقدمت الميليشيات على اغتيال رجل يدعى أبو حسن، وهو أحد مصلي جامع "النور"، عقب خروجه من الجامع بعد الانتهاء من صلاة العصر، ويبلغ من العمر 60 عامًا، في حادث هو الثاني من نوعه استهدف الجامع خلال أسبوع وسبقه تفجير قنبلة يديوية وسط الباحة الداخلية للجامع.
ويقرأ العلواني من سجله أيضًا: إنه في 16 تموز 2013، اغتالت الميليشيات رجل يعمل حداد قرب جامع "الأرقم" اسمه ثائر ابو علي وقبلها بيومين وفي 14 تموز بالتحديد، اغتالت الميليشيا نفسها الحاج محمد إبراهيم العبيدي أبو عمار (50 عامًا)، بعد خروجه من صلاة الجمعة من جامع "الرواس" في حي القاهرة.
ويؤكد العلواني أنه "سجل اغتيال 10 آخرين من أهالي منطقة الشعب، ولكن ذويهم رفضوا الإفصاح عن أية معلومة، خشية استهداف بقية العوائل التي يمارس بحقها أسوأ أنواع الترهيب وأبشعها، لإرغامهم على ترك المنطقة وبيع منازلهم بأسعار بخسة"، مشددًا على أن "أغلب الذين تم اغتيالهم هم من سكان المنطقة الأصليين، الذين قضوا عشرات الأعوام في هذه المنطقة".
ونقلت المؤسسة أيضًا وبشكل سريع مجموعة من حوادث الاغتيال التي استهدف فيها مصلي المساجد بالتحديد في بغداد خلال الأيام الأخيرة، ومنها اغتيال نجل إمام وخطيب جامع العلي العظيم في الزعفرانية واغتيال أحد مصلي جامع الجهاد في منطقة الشعب وكذلك 6 من مصلي جامع النور في حي سومر واغتيال إمام وخطيب جامع المثنى في حي القاهرة الشيخ عامر الجناي واغتيال أحد مصلي جامع الفياض في حي البنوك، وهناك أيضًا حادث اغتيال 4 من مصلي جامع الرزاق في قرية الانتصار في الراشدية وأحد مصلي جامع قباء في حي الشعب و3 من مصلي جامع أبو عبيدة الجراح في حي القاهرة.
ويمضي التقرير في ذكر الأحداث الأمنية، ويعرج على استهداف لمساجد والاستيلاء عليها، بحيث نجد فيه الاستيلاء على جامع الفردوس في حي أور وجامع عاتكة الكيلاني في الجادرية وجامع فرج علي الصالح في الكرادة.
وعن الاستهدافات، ذكرت المنظمة أن "جامع أحمد المختار في الدورة تعرض إلى انفجار لسيارة مفخخة وعبوة ناسفة استهدفتا المصلين بعد خروجهم من صلاة التراويح، وكذلك الحال بالنسبة لجامع شاهين الكبيسي في الدورة، حيث استهدف بتفجير 3 عبوات ناسفة في القرب منه، استهدفت المصلين وأهالي المنطقة بعد صلاة التراويح، وكذلك جامع خالد بن الوليد في الدورة تعرض إلى انفجارين متفرقين خلال أسبوعين بعبوات ناسفة، استهدفت المصلين بعد صلاة التراويح واستهدف جامع الأرقم في الدورة بعبوة ناسفة استهدفت المصلين بعد خروجهم من صلاة الجمعة الموحدة. وهناك أيضًا جامع الغفران في الراشدية، والذي انفجرت عبوة ناسفة موضوعة مقابل باب الجامع استهدفت المصلين بعد خروجهم من صلاة الجمعة وجامع الشهيد يوسف الطائي في منطقة الشعب حيث تم استهداف المصلين بعبوة ناسفة بعد خروجهم من صلاة الجمعة وألقيت قنبلة يدوية داخل باحة جامع الجهاد في منطقة الشعب بعد صلاة العشاء واستهداف جامع النور في حي سومر بـ 3 قنابل يدوية ألقيت داخل باحة الجامع من قبل الميليشيات بعد صلاة الفجر.
 
ويواصل التقرير استعراضه للحوادث التي جرت قبل واثناء شهر رمضان المبارك. ويوجد فيه أيضًا تعرض جامع مصعب بن عمير في حي البنوك إلى انفجار قنبلة يدوية ألقيت داخل باحة الجامع من قبل عناصر الميليشيات بعد صلاة المغرب، وتكرر السيناريو ذاته في جامع عبد الله بن عمر في حي البنوك حيث انفجرت قنبلة يدوية ألقيت داخل باحة الجامع من قبل عناصر الميليشيات، واستشهد عدد من المصلين وجرح آخرون بانفجار عبوة ناسفة داخل جامع أبي الحسنين في الدورة بعد صلاة العشاء وانفجرت عبوة ناسفة موضوع في القرب من جامع حاتم السعدون، فيما تعرض جامع جبريل الأمين في منطقة الثعالبة (بوب الشام)، إلى انفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة قرب الباب الخلفي بعد صلاة العشاء واستشهد 8 مصلين في جامع الحاج زيدان في منطقة الطوبجي بعد أن فتح عناصر الميليشيات النار على المصلين أثناء خروجهم من صلاة العشاء، وتم استهداف جامع سعاد النقيب في الغزالية بعبوة ناسفة استهدفت المصلين بعد خروجهم من صلاة التراويح.
ويفرد التقرير فصلا كاملا عن استهداف المقاهي والملاعب الرياضية وأماكن تجمع الشباب، والتي أودت بحياة العشرات منهم، في حين يلفت التقرير النظر إلى أن معظم هذه الحوادث والاغتيالات منها على وجه الخصوص لم تسجل ضد أحد ولم يتم اعتقال أي مشتبه بارتكابها له وأن الأمور تسير وكأنها طبيعية وليست هناك دماء تراق وعوائل تهجر وأخرى في طور.