مبادرة عباس للأسد لإنهاء القتال في مخيّم اليرموك
رام الله ـ نهاد الطويل
كشفت مصادر فلسطينية رسمية الأربعاء أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعث برسالة نهاية الأسبوع الماضي، تتضمن مبادرة خاصة لإنهاء القتال في مخيم اليرموك بسورية بين المسلحين بداخله المسيطرين عليه منذ عام والجيش السوري، وذلك عبر الوفد الرباعي الذي أرسله باسم منظمة التحرير
الفلسطينية إلى دمشق.
وناقش الوفد هذه المبادرة وشؤون أخرى متصلة بالعلاقات الثنائية بين السلطة الفلسطينية والنظام السوري مع كل من مساعد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ورئيس المجلس الأمني الوطني اللواء علي المملوك، وضم الوفد الفلسطيني الوزير في الحكومة الفلسطينية أحمد مجدلاني وزكريا الآغا وبلال قاسم وأحد مسؤولي الاستخبارات العسكرية الفلسطينية.
ووصفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية تلك اللقاءات بالناجحة جداً، وأنها حظيت بمتابعة شخصية من الرئيس بشار الأسد.
وقالت الصحيفة والتي نشرت الوثيقة الأربعاء ومضمون المبادرة التي أرسلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى دمشق لإيجاد حلّ سلمي لمسألة مخيّم اليرموك، إن المبادرة حظيت بموافقة السلطات السورية، إذ تجرى مشاورات لتحصيل توافق بين الفصائل كلها عليها عدا حماس.
وكشفت المصادر أنّ المبادرة نالت موافقة النظام السوري عليها، فيما ستكون على مدار الأيام المقبلة محل نقاش بشأن بنودها بين الفصائل الفلسطينية كافة، وذلك بهدف التوصل إلى إبرام توافق فلسطيني عام عليها.
وأضافت المصادر أن وفد المنظمة الذي حمل المبادرة إلى دمشق يتأهب للعودة إليها، وذلك فور إعلامه من قبل قادة الفصائل بأنه تمّ التوافق عليها، وتتوقع أن يحصل هذا الأمر في غضون أيام.
وأشارت المصادر إلى أنّ حركة حماس غير مشمولة بالاتصالات الجارية بين مختلف الأطياف الفلسطينية للتوافق على إقرار المبادرة والبدء بتنفيذها، نظراً إلى كون قادة الفصائل الفلسطينية في رام الله وضعوا «فيتو» على مشاركتها في هذه العملية.
وبحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية فإن نص الوثيقة يؤكد أنه "انطلاقاً من الموقف السياسي المبدئي الذي أعلنته قيادة منظمة التحرير الفلسطينية من مجمل التطورات الداخلية في بعض البلدان العربية ومن الأزمة التي تمرّ بها سورية الشقيقة بشكل خاص، والذي يستند إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذه البلدان، وعدم الزج بالفلسطينيين والمخيمات الفلسطينية في هذه التطورات من خلال تحييدها والحفاظ على المخيمات بيئة آمنة تحتضن سكانها من فلسطينيين وسوريين خالية من السلاح والمسلحين والمحافظة على الجهد الكفاحي الفلسطيني متجهاً نحو فلسطين والقدس وفي مواجهة عدونا الرئيس المتمثل في الاحتلال الإسرائيلي."
وأضافت الوثيقة"واستناداً إلى ما تقدّم، وبعد التطورات والأحداث التي أدت إلى تشريد مئات الآلاف من أبناء شعبنا من المخيمات وتحوّل العديد منها إلى مناطق غير آمنة، فإننا في فصائل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ومن موقع مسؤوليتنا الوطنية والسياسية، نتقدّم بهذه المبادرة آملين من المعنيين والمخلصين أن نعمل معاً بهدف تحقيق مضمونها.
وأكدت الوثيقة"انطلاقاً من موقفنا المبدئي بالحياد الإيجابي والنأي بالفلسطينيين والمخيمات الفلسطينية عن الانجرار والانخراط في أتون الصراع الجاري على أرض سورية الشقيقة، فإننا ندعو إلى أن تكون المخيمات الفلسطينية جميعها وفي مقدمتها مخيم اليرموك مناطق وبيئة آمنة وخالية من السلاح والمسلحين وفقاً للآتي، إنهاء المظاهر المسلحة داخل المخيّمات كافة وتسوية أوضاع الراغبين في ذلك".
ودعت المبادرة إلى عدم تكريس المخيمات مناطق اشتباك ووقف أشكال الاشتباكات كافة ووقف القصف والقنص، وتسهيل حرية الدخول والخروج من وإلى المخيم بما يشمل عبور الأفراد والمواد الغذائية والطبية والمركبات، ما يشجع عودة النازحين إلى منازلهم.
وطالبت المبادرة بضرورة إعادة خدمات الكهرباء والماء والاتصالات والبنية التحتية والشؤون البلدية والخدمات التعليمية والصحية.
وشددت المبادرة الفلسطينية على أهمية تسوية أوضاع المعتقلين من أبناء المخيمات الذين لم يثبت تورطهم في الأحداث.
وأكدت المبادرة ضرورة المتابعة والتنسيق المشترك في إطار تنفيذ عناصر المبادرة بما يكفل إزالة العقبات أمام تنفيذها، وتوفير متطلبات نجاحها.