القاهرة ـ محمد الدوي قالت مصادر رفيعة المستوي لـ"العرب اليوم"، إن "الإخوان المسلمين" وأعوانهم من الجماعات يتبنون "مخططات شيطانية" يتم تنفيذها إذا فشلت اعتصاماتهم في رابعة العدوية ونهضة مصر في تحقيق أهدافها في الخروج الآمن للقيادات المتورطة في أعمال تحريض علي القتل والعنف وسفك الدماء، وليس من أجل عودة الرئيس المعزول محمد مرسي الذي تيقنت الجماعة تماماً وآمنت أنه لن يعود وسيحاكم علي ممارساته في حق الوطن طبقاً للقانون والعدالة، علي حد قوله.
وأضافت المصادر، أن قيادات الجماعة الآن تبحث عن الخروج الآمن لها وتسعى إلي إبرام صفقة تضمن عدم خضوعهم للعدالة والقانون والحفاظ علي كيان الجماعة والتنظيم المهدد بالفناء، وذلك عبر وسائل عديدة أبرزها الضغط من خلال الشارع والميادين وعدم فض الاعتصامات والاحتشاد في جميع المحافظات، بالإضافة إلي الاستعانة بالوسطاء الأميركيين والأوربيين بدفع من التنظيم الدولي وتركيا وللحفاظ علي سرية ما جري بين هذه الأطراف من اتفاقات سرية تهدف الإضرار بالأمن القومي المصري ووحدة البلاد.
وأشارت أن التفويض الشعبي للنائب الأول لرئيس الوزراء القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، لم يكن لفض الاعتصامات في رابعة العدوية وميدان النهضة، ولكن لما هو أكبر وقادم من أعمال عنف وإرهاب يتبناها الإخوان والجماعات المسلحة الموالية لهم، وتستهدف مؤسسات ومرافق حيوية وإستراتيجية في الدولة من خلال تبني سلسلة من التفجيرات للإيحاء بأن مصر دولة فاشلة وغير مستقرة، وإن أبرز ما يستهدفه الإخوان وأعوانهم في حالة فشل اعتصاماتهم واحتشادهم في الميادين والوصول لصيغة تحمي رقابهم من المحاكم لما اقترفوه من أعمال تحريض وقتل وسفك للدماء، هو مترو الأنفاق والسياحة المصرية.
وأكدت أن أجهزة الأمن السيادية والوطنية في أعلي درجات اليقظة والحيطة والحذر، ونجحت بشكل كبير في رصد جميع هذه المحاولات وإحباطها وتراقب بدقة منافذ ومداخل البلاد البرية والبحرية والجوية جميعها، لمنع تسلل عناصر إجرامية وإرهابية سواء من الخارج أو من الحدود الشرقية أو سيناء، للنفاذ إلي داخل البلاد وتأمين كامل ومحكم لمؤسسات الدولة الحيوية والإستراتيجية وأمن المواطنين، مضيفةً أن عيون أجهزة الأمن لا تنام علي الإطلاق، وترصد كل شئ وإلى أبعد ما يتصوره الإخوان، وليس في الداخل فحسب، ولكن في الخارج أيضاً كإجراء وقائي لإحباط مثل هذه المخططات الشيطانية مبكراً، وقد ظهر ذلك جلياً علي الأرض واكتشاف وإحباط عمليات تهريب عديدة للأسلحة والذخائر التي حاولوا إدخالها إلى البلاد.
وحذرت المصادر الإخوان المسلمين وأعوانهم من الجماعات من الإقدام علي مثل هذه الجرائم وارتكاب ما يروع الشعب المصري، مؤكدةً أنها ستكون نهاية هذه الجماعات وإن الدولة ممثلة في شعبها وجيشها وشرطتها لن ترحم هؤلاء علي الإطلاق وستتعامل معهم كأعداء للوطن والشعب وسيدفعون ثمناً غالياً. مشيرةً أن التفويض الشعبي غير المسبوق للفريق أول عبد الفتاح السيسي ممثلاً للجيش المصري، وأيضاً تفويض الشرطة المدنية سيكون حاسماً وحازماً في مواجهة المخططات الإرهابية إذا لجأ الإخوان وأعوانهم من المتطرفين والتكفيريين إليها.
وأشارت أن مصر تتعرض لضغوط دولية تقودها الولايات المتحدة وتركيا وحلفاء الإخوان الذين جاءوا بهم إلى الحكم لكن كل هذا لن يغير في الأمر شيئًا، لأن إرادة الشعب المصري خلف جيشه وشرطته المدنية ومؤسساته الوطنية لا يستطيع أحد كسرها، وإنها قادرة علي تحقيق ما تريده، وأن هناك قوي دولية تتفهم المستهدف في مصر وتبدي استعداداً كبيراً للتعاون ودعم الموقف المصري بكل ما يحتاجه، مؤكدةً أن الشعب المصري الصلب لا يمكن كسر إرادته تحت أي مسمي.
كما أشارت أنه لا تراجع عن فض الاعتصامات في ميداني رابعة العدوية والنهضة، وأن الشرطة المدنية مخولة بهذا الأمر وتتخذ من الإجراءات القانونية التي تطبقها الدول الكبرى في التعامل معها وأمام المنظمات جميعها، مؤكدةً أن هناك معلومات مؤكدة وموثقة أن ما يجري في رابعة والنهضة ليس اعتصاماً سلمياً علي الإطلاق وأن عشرات المصريين يقعون ما بين قتيل ومسحول ومصاب بالإضافة إلى الكميات الكبيرة والمروعة من الأسلحة بأنواعها المختلفة، وإجبار الأبرياء والفقراء والبسطاء علي الاستمرار في الميادين تحت تهديد السلاح، بالإضافة إلى تعطل مصالح الدولة والمواطنين.
وطمأنت الشعب المصري أنه لا يوجد من يستطيع كسر إرادة المصريين أو لي ذراعهم أو الضغط عليهم للتنازل عن ثوابت قانونية وإنسانية وأنه ليس من حق أي شخص الإقدام علي فعل شئ لا يريده الشعب المصري.
وذكرت أن هناك العديد من الأقنعة بدأت تتكشف وتعلن حقيقتها سواء أشخاص أو حركات، وأن الشعب المصري سيكتشف حقيقة هؤلاء ويفضحهم ولن يسكت عنهم، وأن مصر تدخل مرحلة جديدة تجسد إرادتها الحقيقية ولن يعود زمن الإملاءات، وأن من يريد من الخارج إنهاء المشهد الإرهابي سلمياً، عليه بالضغط علي الإخوان لينضموا إلى صفوف الشعب بدلاً من أن يتعرضوا للفناء أو العزل.
من ناحية أخري، كشفت مصادر أمنية أن هناك حالة من الصراع والانقسام داخل جماعة "الإخوان المسلمين" بين مؤيد ومعارض لما يجري في الميادين، والشوارع، والتصريحات، والتهديدات، حيث رأي المعارضون أن كل ما يفعله بعض قيادي الإخوان لن يؤتي ثماره سوي مزيد من تدهور شعبية الجماعة وجرها إلى منزلق خطير يهدد وجودها، وأنه يجب الاستسلام للأمر الواقع والحوار مع المسؤولين لضمان وجود الجماعة شعبياً وسياسياً، وهو الأمر الذي رفضه صقور الإخوان متهمين معارضيهم بالمزايدة والخوف والحسابات والطمع في أشياء أخري.
وأعلنت مصادر من داخل الجماعة حسب معلومات أمنية أن بعض قيادات الإخوان المعتدلين الذين يعارضون نهج العنف يحاولون الاتصال بالوسطاء في الداخل لترتيب وجهات النظر، لكنهم لا يملكون السيطرة علي المخدوعين من قبل القيادات التي تدعو للعنف، وأنه يجري الآن إعادة ترتيب للبيت الإخواني ومكتب الإرشاد، علي أن يكون من العقلاء بعد مرحلة القبض علي قيادات الإخوان في رابعة العدوية والنهضة، وأن هذه القيادات ستعلن عن نفسها بشكل كامل عقب فض الاعتصامات، وستفتح حواراً للحفاظ علي الكيان السياسي للجماعة، ممثلاً في حزب "الحرية والعدالة"، وأيضاً في ضمان الوجود الشعبي وإنقاذ الجماعة من العزلة أو ربما الفناء من خلال خطاب جديد بعيد عن خطاب مكتب الإرشاد السابق الذي جر الجماعة إلى مواجهة عنيفة مع الشعب المصري وكانت نتائجها خاسرة.