دمشق ـ جورج الشامي، غيث حمّور وكالات أفادت شبكة شام عن مقتل 139 شخصًا، الثلاثاء، في مختلف المدن السورية، وإصابة العشرات في الاشتباكات المستمرة بين الجيشين الحر والحكومي خاصة في دمشق وريفها وحلب ودرعا، في وقت ارتفعت فيه حصيلة القتلى في تفجير مقر اللجان الشعبية الموالية للحكومة في بلدة السلمية في محافظة حماة، هذا وقد أنشأت الحكومة السورية قوة عسكرية موازية للجيش مؤلفة من مدنيين مسلحين لمساعدة قوات الحكومة على خوض حرب تزداد صعوبة على الأرض مع المجموعات المقاتلة المعارضة، بحسب ما ذكر المرصد السوري، و من جانبها قررت المعارضة السورية بدء تحرك دبلوماسي للضغط على الأمم المتحدة لوقف تسليم مساعدات إلى الحكومة مرجئة اتخاذ قرار بتشكيل حكومة في المنفى، وعلى صعيد آخر عاد التيار الكهربائي تدريجياً إلى أرجاء العاصمة السورية دمشق وريفها، بعد انقطاع متواصل تراوح بين 15 ساعة في بعض المناطق و35 ساعة في بعض المناطق الأخرى انطلاقاً من ليل الأحد الماضي، في الوقت الذي تعيش فيه دمشق وريفها على وقع أزمة وقود جديدة، في ظل نقص حاد في مادة (البنزين) وأنباء عن رفع سعر اللتر (55 ليرة سورية حالياً ما يعادل نصف دولار)، مما أدى لاختناقات مرورية ضخمة في أماكن توضع محطات الوقود (الكازيات).
و على صعيد الاشتباكات أفادت شبكة شام عن مقتل 139 شخصًا، الثلاثاء، في غضون ذلك قال ناشطون سوريون مساء الثلاثاء "إن المعارك اشتدت بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة في ضواحي دمشق وطريق المطار وأماكن أخرى من البلاد، في الوقت الذي قتل فيه العشرات بأعمال العنف في مدن سورية عدة".
وفي حادث منفصل قالت مصادرنا "إن 60 شخصاً على الأقل بينهم نساء وأطفال قتلوا عندما انفجرت سيارة مفخخة استهدفت مقراً لميليشيا مؤيدة للحكومة الاثنين في بلدة سلمية التي تقع إلى الشرق من مدينة حماة".
وتمركزت اشتباكات، الثلاثاء، بالقرب من العاصمة، بما في ذلك كامل الطريق الذي يربط دمشق بالمطار الدولي فيما  دفع القتال المتواصل على طريق المطار شركات الطيران الإقليمية والدولية إلى تعليق رحلاتها إلى دمشق في الأسابيع الأخيرة برغم أن مسؤولين سوريين يؤكدون أن المطار ما زال مفتوحًا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، إن القوات الحكومية جددت القصف المدفعي على مدينة حمص وسط البلاد.
وأضاف أن عدة قذائف أصابت أيضا معقل المعارضة في درعا جنوبي سورية وأحياء خارج العاصمة دمشق كانت القوات الحكومية تحاول في وفى هذه الأثناء تستعد مجموعة من المواطنين الروس لإجلاء عائلاتها هربًا من الحرب المستمرة منذ 22 شهرا إذ كانت روسيا أرسلت طائرتين إلى لبنان للبدء في إجلاء مواطنيها من سورية، ورأت أوساط في المعارضة أن هذا الأمر يعد أقوى إشارة على أن أهم حليف دولي للرئيس الأسد باتت لديه شكوك جادة حيال قدرة الأخير على التمسك بالسلطة.
هذا و قد عاد التيار الكهربائي تدريجياً إلى أرجاء العاصمة السورية دمشق وريفها، بعد انقطاع متواصل تراوح بين 15 ساعة في بعض المناطق و35 ساعة في بعض المناطق الأخرى انطلاقاً من ليل الأحد الماضي.
وأتى الانقطاع بعد اعتداء إرهابي على خط التغذية الرئيسي للمنطقة الجنوبية -كما ذكر وزير الكهرباء-، وأكد الوزير عماد خميس متابعته للورشات العاملة لإعادة التيار الكهربائي إلى كل المناطق، وكان 60% من المناطق أعيد التيار الكهربائي إليها في ظهر الاثنين، ومن المتوقع أن تنتهي المشكلة في وقت متأخر من الثلاثاء وصباح الأربعاء.
وقال خميس في مؤتمر صحافي خصّه بالوضع الحالي لشبكة الكهرباء في المنطقة الجنوبية في سورية: "ازدادت في الأيام الأخيرة الاعتداءات على خطوط التوتر العالي ومحطات التحويل والتوليد التي تغذي المنطقة الجنوبية بالكهرباء (دمشق ،ريف دمشق، السويداء، درعا والقنيطرة)، والاعتداء الأخير كان في هذا الإطار ولكن بمتابعة ورشاتنا للعمل قمنا بإجراءات عاجلة لإعادة التيار بشكل تدريجي والورشات مستمرة في عملها لإعادة التيار، وهنا اطمئن المواطنين بعدم القلق من هذا العطل أو غيره لأننا نعمل على مدار الساعة لمواجهة التعديات السافرة التي يقوم بها المسلحون على المنظومة الكهربائية، وهذا بحد ذاته يفضح أفكارهم وممارساتهم وخلفياتهم لأن من يستهدف الكهرباء يستهدف كل الشعب السوري لأن الكهرباء ضرورة لأي مواطن ولأعماله وحياته اليومية وهنا نحمل المسلحين والدول التي تدعمهم مسؤولية الاعتداء على المنظومة الكهربائية والبنى التحتية والمنظومة الاقتصادية السورية".‏
ودعا خميس المواطنين كافة للتعاون مع جهود الوزارة للحفاظ على المنظومة الكهربائية وحسن إدارتها واستخدامها والترشيد ما أمكن نظرا للظروف الاستثنائية التي يتعرض لها البلد بكل مكوناته وقال "نحن لن نتخلى عن مسؤولياتنا وواجباتنا مهما زادوا من حقدهم وتخريبهم وإرهابهم فالكهرباء هي لكل مواطن ضرورة وحاجة".‏
 ويشار إلى أن السوريون  يعانون من انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من عام ونصف، يتراوح بين 6  إلى 12 ساعة يومياً، لتأتي الأزمة الأخيرة لتزيد الطين بلّاً، وتضع العاصمة السورية وريفها في ظلام دامس لأكثر من نصف يوم كامل، وتشير الأخبار الواردة من وزارة الكهرباء أنه مع إصلاح الأعطال الأخيرة، وزوال موجة البرد القارص الذي أدت لاستخدام زائد للتيار الكهربائي، وارتفاع الحمولة على العنفات، ستشهد الأيام القادمة انخفاض ساعات التقنين وربما زوالها بشكل كامل في قادم الأيام.
و يأتي في الوقت الذي تعيش دمشق وريفها على وقع أزمة وقود جديدة، في ظل نقص حاد في مادة (البانزين) وأنباء عن رفع سعر الليتر (55 ليرة سورية حالياً ما يعادل نصف دولار)، مما أدى لاختناقات مرورية ضخمة في أماكن توضع محطات الوقود (الكازيات)، فيما توقفت العديد من المركبات عن العمل (الخاصة، والعامة) بسبب صعوبة الحصول على المادة، ولإغلاق أبواب عدد من محطات الوقود، وللزحمة الخانقة على المحطات التي تفتح أبوابها، وتصل طوابير السيارات في بعض المناطق إلى ما يزيد عن 3 إلى 4 كيلو متر (الصورة في مشروع دمر في أحد ضواحي العاصمة السورية دمشق).
وفي توضيح الحكومة السورية من قبل مدير عام شركة محروقات الدكتور ناظم خداج ، أكّد أن المادة متوفرة ولكن المشكلة تكمن في عمليات نقلها وإيصالها إلى دمشق والمحافظات الجنوبية نتيجة الظروف، وأضاف في حديثه لإحدى الصحف المحلية السورية "إن المادة بدأت تصل إلى محطات الوقود تباعا، وخلال الأسبوع الحالي ستشهد دمشق والمحافظات الجنوبية انفراجا واضحا في المادة"، وفيما يتعلق بزيادة سعر (البانزين) أكدلا زيادة على سعر مادة البنزين، وكل ما يقال لا يتعدى كونه إشاعة، وسعر الليتر على حاله 55 ليرة سورية فقط.
و على الصعيد الدبلوماسي  الوقت نفسه صرح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، الثلاثاء، في الرياض أن العرب يواجهون مأزقا كبيرا" في سورية، مجددا الطلب من مجلس الأمن الدولي القيام بما يتوجب عليه في هذا الشأن.
وقال الوزير السعودي خلال مؤتمر صحافي عقب انتهاء قمة الرياض التنموية أن "المأساة السورية للأسف تكمن في وجود حكومة ترفض أي حل، يواصلون تصور أن كل من يقاتلهم إرهابي ومن غير المرجح التوصل لحل سياسي معها"، مضيفاً "ازداد ذلك بعد تعيين المبعوث الدولي العربي الأخضر الإبراهيمي ونحن في مأزق كبير، ماذا يمكن أن نقوم به أكثر من ذلك؟".
وتابع متسائلا "ما الذي يتوقع منا أن نقوم به من أجل أن نفوز بالمعركة؟ الوضع سيء جدا في سورية، دمشق أقدم مدينة أصبحت مكانا للقصف كيف لنا أن ندرك إمكانية الوصول إلى حل بالمفاوضات مع شخص يفعل هذا بأهله وتاريخه هذا أمر لا يمكن تصوره".
واعتبر الفيصل أن "الأمم المتحدة أمامها واجب أساسي في هذه القضية عندما نصل الى مرحلة نقول معها هذا يكفي لقد مات الآلاف ودمرت المدن والبنية الأساسية"، وقال "إذا لم يكن هناك قرار من الأمم المتحدة سيزداد الأمر سوءا ويتوجب على المجتمع الدولي القيام بما عليه من خلال مجلس الأمن، قمنا بما يتوجب علينا وفوضنا مجلس الأمن والجمعية العامة فوضت مجلس الأمن ليقوم بشيء".وتابع متسائلا "لكن إلى أي حد يمكن الاستمرار في حلقة مفرغة.
هذا و أشارت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من الحكومة، الثلاثاء، إلى أن الجيش الحكومي "بصدد الإعلان عن مفاجآت قاسية جدًا لكل من لا يزال مصممًا على القتال في ريف دمشق ورافضًا الاستسلام للجيش".
و في سياق آخر، أنشأت الحكومة السورية قوة عسكرية موازية للجيش مؤلفة من مدنيين مسلحين لمساعدة قوات الحكومة على خوض حرب تزداد صعوبة على الأرض مع المجموعات المقاتلة المعارضة، بحسب ما ذكر المرصد السوري.
في المقابل، قررت المعارضة السورية بدء تحرك دبلوماسي للضغط على الأمم المتحدة لوقف تسليم مساعدات إلى الحكومة مرجئة اتخاذ قرار بتشكيل حكومة في المنفى.
وأورد بيان للائتلاف السوري المعارض، مساء الاثنين، في ختام اجتماع استغرق يومين في اسطنبول أن المجتمعين الذي فاق عددهم الستين ناقشوا "مسألة تشكيل الحكومة المؤقتة لتسيير أمور المواطنين في المناطق المحررة، وتوافقوا على أن الأوضاع الداخلية والدولية تفرض تشكيل الحكومة المؤقتة بأسرع وقت، مع الحرص على أن تكون قادرة على أداء المهمة الجسيمة المتوقعة منها".
واتفقوا على "تشكيل لجنة للتواصل مع القوى الثورية والسياسية الداخلية ومع القيادات والمنظمات الدولية المختلفة لضمان قدرة هذه الحكومة على الحياة والاستمرار عندما ترى النور في القريب العاجل".
وأمام قمة عربية اقتصادية في الرياض، اعتبر نبيل العربي الاثنين انه لا توجد حتى الآن "أي  بارقة أمل" بنجاح مهمة الأخضر الإبراهيمي.
وأضاف "أضع أمام هذا المحفل طرحا ضروريا هو دعوة مجلس الأمن لان يجتمع فورا ويصدر قرارا ملزما بوقف أطلاق النار حتى يتوقف شلال الدم في سورية".
من جهته، اعتبر الرئيس المصري محمد مرسي أمام القمة أن "مسؤوليتنا جميعا تجاه الشعب السوري تحتم علينا سرعة الحركة مع المجتمع الدولي لوقف نزيف الدم السوري وإنهاء هذه الحقبة من حكم الحكم الحالي في سورية وتمكين الشعب من اختيار قياداته ونظامه بإرادته الحرة".
وسط هذه الأجواء، أفاد حلف شمال الأطلسي أن بطاريات صواريخ "باتريوت" المانية وهولندية وصلت صباح الاثنين إلى ميناء الاسكندرون في محافظة هاتاي جنوب تركيا. وقال مصدر في الحلف أن "الباتريوت الالمانية التي نقلت بحرا وصلت على متن سفينة إلى ميناء الاسكندرون". كما وصلت سفينة هولندية تنقل بطاريتي صواريخ "باتريوت" أخريين، إلى قبالة الاسكندرون على أن تفرغ حمولتها صباح الثلاثاء على الأرجح.
وفي نيويورك، انتقل البحث في شأن سورية إلى إعداد مناقشة نقاط مشروع قرار "يتجنب الخوض في النقاط الخلافية ويركز على توطيد ما اتفق عليه حتى الآن خلال المحادثات الروسية - الأميركية" بمشاركة الممثل الخاص المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي وفقاً لمصادر دبلوماسية. واجتمع الإبراهيمي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في إطار مشاوراته التي ستشمل أيضاً سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن استباقاً للجلسة المقررة في ٢٩ الشهر الجاري "والتي سيقدم خلالها تقريراً مهماً سيحدد توجه المجلس للمرحلة المقبلة" حسب المصادر نفسها.
وأوضحت أوساط مجلس الأمن أن "الإستراتيجية المتفق عليها الآن في شأن سورية" تتلخص في ثلاث نقاط: أولاً "العمل على توافق الدول الخمس الدائمة العضوية على أفكار بهدف تبني قرار يثبت في ما تم الاتفاق عليه حتى الآن بشأن شكل هيئة الحكم الانتقالية بسلطات تنفيذية كاملة" في سورية. وأضافت المصادر "النقطة الثانية هي الفصل السابع حيث لا تزال المواقف متباعدة في شأنها وما إذا كان القرار سيفرض عقوبات على الأطراف التي لا تتقيد به، أو على الأقل يهدد بفرض مثل هذه العقوبات". وقالت إن "الوجهة الغربية تطرح مسألة فرض عقوبات على كل الأطراف السوريين الذين يتجاهلون القرار بعد صدوره، دون استثناء". أما النقطة الثالثة وفق المصادر نفسها فهي "إيجاد صيغة لتجنب الوقوع في مشكلة تعريف دور الرئيس السوري بشار الأسد خلال المرحلة الانتقالية، وتحديد هذا الدور وشكله ومضمونه". وقالت المصادر إن الإبراهيمي "سيكثف جهوده خلال الأيام العشرة المقبلة في إطار إعداده التقرير الذي سيقدمه إلى مجلس الأمن كحصيلة للمشاورات بين الولايات المتحدة وروسيا ولقاءاته الأخرى.