عناصر من الجيش اليمني
عناصر من الجيش اليمني
صنعاء ـ علي ربيع
تواصلت غارات الطائرات الأمريكية من دون طيار، في اليمن، في أول أيام عيد الفطر، عندما قصفت سيارة في محافظة حضرموت(شرق اليمن)، مساء الخميس، تقل عناصر مفترضين من تنظيم"القاعدة" في جزيرة العرب ما أدى إلى مقتل اثنين منهم على الأقل، وذلك بعد ساعات من غارة مماثلة على مأرب(شرق صنعاء). وتأتي
هذه الغارات الأميركية في ظل استنفار أمني محلي ودولي صاحبه إغلاق سفارات غربية في صنعاء وإجلاء رعايا الولايات المتحدة وبريطانيا خوفاً من هجمات إرهابية،في وقت وصل عددها منذ استئنافها قبل أسبوعين إلى سبع غارات قتل فيها نحو 33 عنصرا مفترضاً من التنظيم بينهم سعوديون.
وقال شهود عيان لـ"العرب اليوم" إن طائرة من دون طيار استهدفت عصر الخميس، سيارة تقل عناصر من"القاعدة" في منطقة العيون وسط حضرموت(شرق اليمن) ما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل لم يتم التعرف على هويتهم بعد". مؤكدين أن طائرة من دون طيار شوهدت وهي تجوب سماء محافظة حضرموت منذ وقت مبكر فجر الخميس ".
وجاءت هذه الغارة بعد ساعات قليلة من غارة أخرى قصفت محافظة مأرب المجاورة وقتلت نحو ستة أشخاص مفترضين من التنظيم بحسب ما أكدته مصادر محلية في وقت سابق، وهذه هي الغارة الثانية التي تستهدف حضرموت هذا الأسبوع.
وعززت السلطات اليمنية من إجراءات الحماية على السفارات الأجنبية والمنشآت الحيوية، وشوهدت طائرات استطلاع أميركية تحوم في أجواء صنعاء اليومين الأخيرين لجهة البحث عن أي تحركات مشبوهة لمسلحي"القاعدة".
من ناحية ثانية، شن مسلحون يعتقد أنهم على صلة بـ"القاعدة" هجوماً، الأربعاء، على نقطة أمنية للجيش في مأرب مكلفة بحماية حقل نفطي، مستخدمين قذائف (آربي جي) والأسلحة الرشاشة، بحسب ما أعلنته وزارة الداخلية اليمنية الخميس، على موقعها الإلكتروني.
وفي حين لم يسفر الهجوم عن إصابات، أكدت الوزارة "أن جنود النقطة وهم من منتسبي اللواء 107 مشاة تصدوا للهجوم وأجبروا المسلحين على الفرار" واصفة هذا الاعتداء بالتخريبي ومشيرة إلى أنها فتحت تحقيقا في الحادثة لمعرفة هوية العناصر التخريبية وضبطهم".
إلى ذلك، نفى مصدر أمني يمني رفيع، في بيان حصل "العرب اليوم" على نسخة منه، ما كانت تناقلته وسائل إعلامية أجنبية على لسان مسؤول حكومي عن إحباط السلطات اليمنية مخططا لـ"القاعدة" كان يهدف لمهاجمة منشآت نفطية وإسقاط مدينة المكلا في حضرموت، ليلة 27 من رمضان.
وأكد المصدر "أن ذلك الخبر محض افتراء، بحسب تعبيره، وليس له أي أساس من الصحة ويستهدف نشر البلبلة وإقلاق الحياة الآمنة والمستقرة التي تنعم بها محافظة حضرموت".
وعلى صعيد متصل، نجا قائد مليشيا شعبية مساندة للجيش اليمني، من محاولة اغتيال على يد مسلحي"القاعدة" في بلدة مودية بمحافظة أبين(جنوب اليمن)، وقالت أجهزة الأمن، إن رئيس اللجان الشعبية بمنطقة القوز في مديرية مودية بمحافظة أبين وليد محمد الحمش نجا من محاولة اغتيال قامت بها عناصر إرهابية"
وأوضحت "أن مسلحين كانوا على متن سيارة هايلوكس حاولوا استهداف الحمش إلا أن محاولتهم باءت بالفشل لاذوا على إثرها بالفرار وأن الإجراءات مستمرة لمعرفة هوية الجناة وضبطهم".
إلى ذلك كشفت الداخلية اليمنية، الخميس، عن هوية قتلى تنظيم "القاعدة" في الغارة الجوية التي استهدفتهم الخميس في منطقة آل شبوان بمديرية الوادي في مأرب وقالت إنهم ثلاثة أشقاء، يدعى الأول عبدالله قائد سالم عرفج والآخران أحدهما يدعى الحسن والثاني الحسين وجميعهم من أهالي رغوان بمحافظة مأرب.
كما كشفت الوزارة عن نجاة ثلاثة سعوديين من عناصر التنظيم ورابع يمني في الغارة التي استهدفت الأربعاء منطقة مرخة في محافظة شبوة(جنوب شرق) وقالت إن أجهزة الأمن عثرت على آثار دماء على بعد 10 أمتار من السيارة التي كانت تقلهم، لكنها أكدت أن الأربعة تعرضوا لإصابات جسيمة وقد تم إسعافهم من قبل عناصر إرهابية أخرى إلى إحدى المناطق في مديرية مرخة السفلى".
وتنفذ واشنطن هجماتها على تنظيم "القاعدة" في اليمن منذ العام 2002، بالاتفاق مع السلطات اليمنية، و قتلت خلالها عشرات من عناصر التنظيم وقياداته، في وقت تعتبره جناح التنظيم الأكثر خطراً على أمنها القومي.
وينشط عناصر التنظيم في مناطق جبلية وصحراوية تغلب عليها التركيبة السكانية القبلية، في جنوب وشرق اليمن، وسبق له أن استولى في العام 2011 على مدن في أبين وشبوة جنوب البلاد وأعلنها إمارات إسلامية قبل أن يتمكن الجيش اليمني من استعادتها من قبضة مسلحيه ودحرهم منتصف العام الماضي في عملية عسكرية واسعة بمساندة مليشيا قبلية عرفت باسم"اللجان الشعبية"..
في غضون ذلك، أعلنت السلطات المحلية في مأرب، أن عملية ضخ النفط الخام المستخرج من حقول صافر استؤنفت، إلى ميناء التصدير في منطقة رأس عيسى على البحر الأحمر غرب البلاد، وذلك بعد أن أنهت الفرق الهندسية إصلاح أنبوب التصدير الرئيسي من الأضرار التي تعرض لها جراء تفجيره قبل خمسة أيام على يد مسلحي القبائل.