صورة من  الارشيف لعناصر من الجيش اليمني صنعاء ـ علي ربيع لقي ثمانية يمنيين على الأقل، من أنصار الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، حتفهم، الخميس، في مدينة عدن (جنوب البلاد) برصاص قوات الشرطة، وأصيب نحو 50 آخرين، إثر محاولتهم، استخدام القوة لاقتحام احتفال حاشد، حضره الآلاف من أبناء الجنوب تأييداً للرئيس عبدربه منصور هادي، في الذكرى الأولى لانتخابه رئيساً لليمن، وتأكيداً على تمسكهم بالوحدة اليمنية والحوار الوطني المرتقب الذي ستتم على طاولته معالجة ملفات اليمن العالقة بما فيها ما بات يعرف بـ"القضية الجنوبية"، في حين حذر هادي أنصار الحراك الجنوبي المدعومين إيرانياً، من الانسياق وراء دعوات اللجوء لاستخدام السلاح.
وحاول المئات من أنصار المعارضة الانفصالية، اقتحام "ساحة العروض" بالقوة في مدينة عدن، لإفشال حفل مؤيدي هادي والوحدة اليمنية، وفيما اشتبكوا مع قوات الشرطة اليمنية التي أطلقت الرصاص الحي في الهواء، واستخدمت قنابل الغاز لتفريقهم، أكدت مصادر طبية لـ"العرب اليوم" مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، وإصابة نحو 50 آخرين، بينهم عدد من رجال الشرطة، جرحوا بأسلحة أنصار الحراك الانفصالي الذي يتزعمه من الخارج نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض، الذي تتهمه صنعاء بتلقي دعم إيراني، وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع في مدينة عدن، في ظل إصرار قيادات الحراك الانفصالي على  التصعيد.
من جهته، حذر الرئيس اليمني فصائل الحراك الجنوبية المطالبة بالانفصال عن الشمال اليمني، من مغبة التمادي في رفض الحوار الوطني، والانسياق وراء الدعوات إلى حمل السلاح في وجه الدولة بدعم خارجي ، في إشارة منه إلى إيران، وقال هادي:" نقول للذين لم يستوعبوا المتغيرات ولا الواقع الجديد اليوم أن دعواتهم للكفاح المسلح بتحريض من الدولة التي تدعمهم بالمال والإعلام والسلاح لن تنفعهم بل إنها ستؤدي إلى ضياع قضيتهم العادلة التي ستكون أهم محور في جدول أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتحظى بالدعم الإقليمي والدولي ولذلك نقول لدعاة العنف هؤلاء كفى مزايدات فالشعب اليمني قد مل من الصراعات طوال العقود الخمسة الماضية".
جاء ذلك في كلمة له ألقاها في احتفال حضره القادة الأمنيون في العاصمة صنعاء، بالتزامن مع قرار رئاسي أصدره هادي، الخميس، يقضي بإعادة هيكلة وزارة الداخلية اليمنية وأجهزتها الأمنية، لتتحول إلى مؤسسة احترافية وخدمية تحفظ الأمن وتحرص على مراعاة حقوق الإنسان، وفقاً لما يقوله الفريق المسؤول عن الهيكلة، في حين لم يصدر مع القرار التنظيمي تعيين أي قيادات جديدة وفقاً للهيكل الجديد.
وفي حين خرجت أكثر من تظاهرة مؤيدة للرئيس اليمني في الذكرى الأولى لانتخابه رئيساً توافقياً لليمن أكد هادي في خطابه أمام القيادات الأمنية، أنه لا يريد تكريس  هذه المناسبة  لتصبح عيداً أو ذكرى سنوية،  كما كان عليه الحال في عهد سلفه،  وقال " لا نريد أن نجعل من هذا اليوم عيدا أو ذكرى سنوية، ذلك أننا لا نريد تكرار أخطاء الماضي، فمثل هذه الأيام في العادة هي محطات طبيعية في حياة الشعوب المؤمنة بالديمقراطية وسيادة القانون، فلا مجال بعد اليوم لتمجيد الأشخاص أو تقديس القيادات أو تسمية الأشياء بغير مسمياته".
وانتخب هادي في شباط/فبراير 2012، رئيساً توافقياً لليمن، خلفاً لسلفه صالح الذي خرجت ضده موجة احتجاجات عارمة مطلع العام 2011، أجبر إثرها على التنحي عن الحكم، بموجب خطة خليجية وافقت عليها الأطراف اليمنية، وتتضمن إجراء حوار وطني شامل يؤسس لدستور جديد وشكل للدولة بما يكفل حلولاً للملفات اليمنية الشائكة، وفي مقدمتها النزعة الانفصالية في الجنوب والتمرد الشيعي في شمال البلاد.