غارة أميركية جنوب اليمن (من الأرشيف)
صنعاء ـ علي ربيع
أفادت مصادر عن مقتل 8 أشخاص على الأقل، وإصابة 3 آخرون، يعتقد أنهم من عناصر تنظيم"القاعدة" في اليمن، مساء الأربعاء، إثر غارتين منفصلتين لطائرة من دون طيار، يرجح أنها أميركية، استهدفت الأولى، محافظة البيضاء(جنوب شرق صنعاء)، بينما استهدفت الثانية منطقة سنحان،على بعد كيلومترات
فقط، جنوب العاصمة صنعاء، تواصلاً لغارات مكثفة بدأت السبت، وبلغ عدد قتلاها حتى مساء الأربعاء، نحو 33 قتيلاً مفترضًا من عناصر "القاعدة"،في إطار الضربات الجوية التي توجهها واشنطن ضد تنظيم "القاعدة" في اليمن، بالتنسيق مع الحكومة اليمنية في سياق مايعرف بـ"الحرب على الإرهاب".
وقالت مصادر محلية لـ"العرب اليوم" في محافظة البيضاء، إن غارة أميركية استهدفت مساء الأربعاء منطقة ذي جراح، القريبة من منطقة المناسح أحد معاقل تنظيم "القاعدة" في محافظة البيضاء، ما أدى إلى سقوط قتيلين، كانا يستقلان دراجة نارية، وإصابة 3 آخرين في منزل مجاور، يعتقد أنهم من أنصار"القاعدة".
وفي حين تعد هذه الغارة هي الثالثة التي تستهدف المنطقة نفسها في محافظة البيضاء خلال الشهر الجاري، تتزامن مع حملة عسكرية يعد لها الجيش اليمني لتنفيذ عملية واسعة تستهدف تجمعات لعناصر تنظيم "القاعدة" في بعض مناطقها القريبة من مدينة رداع، بخاصة منطقة المناسح، معقل القيادي المحلي في التنظيم والزعيم القبلي قائد الذهب.
في السياق نفسه أكد شهود عيان لـ"العرب اليوم" مقتل 6 أشخاص مفترضين من عناصر تنظيم"القاعدة" إثر غارة جوية لطائرة أميركية من دون طيار، استهدفت في وقت متأخر من ليل الأربعاء، سيارة من نوع"هيلوكس" كانوا يستقلونها في منطقة ذرح سنحان الواقعة بين منطقتي سنحان وخولان.، وقال الشهود "إن 6 جثث متفحمة عثر عليها داخل السيارة التي احترقت بالكامل،جراء إصابتها بصاروخين، ما أدى إلى تعذر التعرف على أصحابها".
وتعد هذه هي المرة الثانية التي تستهدف فيها الطائرات الأميركية من دون طيار، منطقة سنحان، مسقط رأس الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، والتي تبعد كيلو مترات فقط، جنوب العاصمة صنعاء، حيث كانت قد شهدت غارة سابقة في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قتلت خلالها القيادي المحلي في "القاعدة" عدنان القاضي، وأحد ضباط الجيش، الذين استمالهم التنظيم لصفوفه.
وكثفت الطائرات الأميركية من دون طيار من هجماتها على مناطق مختلفة في اليمن، منذ السبت الماضي، في أسوأ أسبوع يواجهه تنظيم"القاعدة" في اليمن، حيث ارتفع عدد القتلى في صفوفه بفعل هذه الغارات، التي استهدفت مأرب والجوف والبيضاء، وسنحان، إلى نحو 33 قتيلاً، في أقل من أسبوع، بالإضافة إلى نحو 13 آخرين قتلوا في انفجار منزل في منطقة المناسح في البيضاء، كانوا يتخذونه لصناعة العبوات الناسفة والمتفجرات، التي يستخدمونها في تفخيخ السيارات، ومهاجمة قوات الجيش والأمن.
وفي حين تقوم واشنطن بهذه الغارات ضد عناصر تنظيم"القاعدة" المفترضين، بتنسيق مع الحكومة اليمنية،تلاقي انتقادات شديدة على المستويين الحقوقي والسياسي، باعتبارها انتهاكًا للسيادة اليمنية، وفضلاً عن أنها عمليات قتل خارج نطاق المحاكمة العادلة، كما تقول المنظمات الحقوقية، فإنها أدت إلى مقتل نحو 15 مدنيًا عن طريق الخطأ، خلال العام الماضي، بينهم أطفال ونساء.
وكانت وزيرة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية، حورية مشهور، قد انتقدت بشدة استمرار الغارات الأميركية على الأراضي اليمنية، وقالت، الثلاثاء، في تصريحات صحافية، على هامش اجتماع للأمم المتحدة في دبي من أجل حملة تبرعات إنسانية لليمن إنها تفضل اللجوء إلى خيارات أخرى في ملاحقة عناصر"القاعدة"، من بينها الملاحقة الميدانية على الأرض.
ورغم تأكيد الوزيرة اليمنية على التزام بلادها بمكافحة الإرهاب، إلا أنها دعت إلى تغيير الوسائل والإستراتيجيات في ملاحقة عناصر"القاعدة" بما يضمن عدم الإضرار بالمدنيين أو انتهاك حقوق الانسان"، وقالت "إنها تفضل استخدام العمليات البرية بالتنسيق مع الجيش اليمني".