صنعاء - علي ربيع قتل جنديين يمنيين، على الأقل، الجمعة، وجرح نحو 10 آخرين، في اشتباكات مع قوات من الحماية الرئاسية والشرطة العسكرية، بالقرب من القصر الرئاسي في العاصمة صنعاء، عندما قامت بتفريق عشرات من الجنود المحتجين المنتمين لقوات الاحتياط  إثر تظاهرهم للمطالبة بتحسين  ظروفهم المعيشية.
في غضون ذلك عززت وزارة الداخلية اليمنية من إجراءات الأمن حول المنشآت الحيوية والسفارات الأجنبية في عموم مدن اليمن تحسباً لأي هجمات.
واتهمت اللجنة اليمنية العليا، الجنود المحتجين بمحاولة السيطرة على منصة العروض العسكرية في ميدان السبعين(أكبر ميدان في صنعاء) والاعتداء على جنود الحماية الخاصة بها، وقالت إن المحتجين هم من الجنود المنقطعين.
وقال مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا في تصريح رسمي" بأنه وفي صباح هذا اليوم الجمعة وصل إلى ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء عدد من أفراد القوات المسلحة "المنقطعين" لا يتجاوز عددهم 200فرد من ضمنهم 10 مسلحين قاموا بإطلاق النار على الحماية الرئاسية في منصة السبعين ما أدى إلى جرح خمسة أفراد بإصابات مختلفة وقد تعاملت معهم قوة من الشرطة العسكرية الانضباطية ومكافحة الشغب وتم تفريقهم وإلقاء القبض على عدد منهم ".
وعبر المصدر "عن الأسف للإزعاج الذي سببه مثل هذا العمل الفوضوي الذي أخل بالأمن والاستقرار, مؤكدا على أن الشرطة العسكرية ستقوم بملاحقة المطلوبين وإيصالهم إلى البحث العسكري، ومنع أية محاولة للإساءة إلى سمعة ومكانة منتسبي القوات المسلحة".
وأضاف المصدر "أن لجنة تحقيق شكلت لهذا الغرض للتحقيق مع المقبوض عليهم من الجنود لمعرفة الأسباب والدوافع وراء ذلك, وسيتم إحالة المتهمين إلى القضاء العسكري لينالوا جزاءهم الرادع ".
وينتمي الجنود إلى قوات الاحتياط، التي كانت تتبع ماكان يسمى قوات الحرس الجمهوري التي كان يقودها نجل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، قبل أن يقيله الرئيس هادي ويقوم بتفكيك قوات الحرس وإعادة دمجها في الجيش في إطار هيكلة شاملة للقوات المسلحة.
ولم يعرف ما إذا كانت انتفاضة الجنود، حركة عفوية تطالب بتحسين ظروف معيشة الجنود أم أنها مقدمة لعمليات فوضى وتمرد في صفوف الجيش في محاولة لاستنساخ الأوضاع السياسية الدائرة في بلدان الربيع العربي.
في هذه الأثناء، عززت الأجهزة الأمنية من إجراءاتها حول المرافق والمؤسسات والمنشآت الحيوية في مختلف المناطق اليمنية، وقالت وزارة الداخلية على موقعها الإلكتروني "إن تلك التعزيزات تأتي منعاً لحدوث أي إخلالات أمنية تعكر صفو خواتم شهر رمضان".
وأضافت الوزارة" أن تلك التعزيزات ستشمل تشديد الحراسات على المباني والمنشآت الحكومية وكذا المصالح الأجنبية بمختلف أشكالها ،بالإضافة إلى نشر التحريات وتشديد إجراءات التفتيش في النقاط الأمنية داخل المدن وكذا مناطق الحزام الأمني المحيط بالمحافظات والمدن الرئيسية ، كما ستمتد هذه الإجراءات إلى المطارات والموانئ والمنافذ البرية والمنشآت التابعة لها".
وتأتي هذه الأحداث في غياب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عن البلاد، الذي أنهى زيارة له الخميس إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد لقائه بالرئيس أوباما وعدد من المسؤولين الأميركيين، تطرقت إلى العلاقات الثنائية في مجال مكافحة الإرهاب ودعم اليمن لإنجاح العملية الانتقالية  والحوار الوطني القائم بين مختلف الأطراف السياسية.