بغداد ـ جعفر النصراوي تصاعدت أعمال العنف في العراق الاثنين عندما تم تفجير 15 سيارة ملغومة مما أسفر عن مقتل 50 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين وذلك وفقا لما أعلنه المسؤولون الأمنيون، حيث انفجرت 10 سيارات مفخخة في بغداد صباح الاثنين في الأحياء الشيعية في مدينة الصدر وهي منطقة في بغداد، وشهدت بغداد لوحدها 10 تفجيرات وشملت الأهداف مستشفى ومطعما وعددا من الأسواق، وقالت السلطات إن 34 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 100، وشدد المسؤولون في الحكومة ذات التوجه الشيعي التي يقودها رئيس الوزراء نوري المالكي على الناحية الأمنية خوفا من الوضع الأمني وانتشار الفوضى في بغداد، وعلى ذلك فأصبحت هناك إجراءات أمنية مشددة عند نقاط التفتيش وتزايدت طوابير السيارات وقامت الأجهزة الأمنية بتفتيش السيارات بحثا عن متفجرات، وكثفت التفجيرات وغيرها من الهجمات المنسقة باستخدام السيارات المفخخة منذ بداية شهر رمضان في 10 تموز/يوليو الجاري والتي أحيت المخاوف من أن العراق يمكن أن يعود إلى مستويات العنف الطائفي شهدها على مدى العقد الماضي بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 في حين أن العنف هو في أقل مستوى له هذا العام ولا تزال التفجيرات شائعة، أما في عامي 2006 و 2007 كان العنف على أشده وكانت البلاد على شفا حرب أهلية لا تزال التفجيرات شائعة ويعتقد أن ما يصل إلى 700 شخص لقوا مصرعهم هذا الشهر، وشجع هذا العنف المتشددين من الأقلية السنية بسبب الحرب الأهلية الدائرة في سورية المجاورة، حيث الأغلبية السنية تحاول الإطاحة بحكومة الرئيس بشار الأسد الذي ينتمى إلى الطائفة العلوية وهي فرع من المذهب الشيعي، في حين أصدرت وزارة الداخلية العراقية بيانا دون الخوض في التفاصيل حثت فيه على مقاومة الجهود التي تبذل لتغذية الانقسامات الطائفية وتغرق البلاد في الفوضى وتشل الحياة المدنية وحذرت من أن المهاجمين قادرين على شن هجمات منسقة لأن لديهم الدعم السياسي والطائفي.
وفي الكوت التي تقع جنوب شرق بغداد، انفجرت سيارتان ملغومتان قرب محطة للحافلات مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وجرح قرابة 20، وفقا لمسؤول طبي ، وقال أحد المصابين ويدعى علي نعمان، 33 عاما "لقد تعودنا على الحروب من صدام، وحصلنا على الدبابات والصواريخ من الأميركيين، والآن مع المالكي لدينا السيارات المفخخة كل يوم لم يتغير شيء في العراق، ولكن شيئا لن يتغير والناس يموتون كل يوم".
 وقال مسؤول في الشرطة إنه تم تفجير سيارتين مفخختين في البصرة التي تقع في جنوب العراق مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل قرب سوق وإصابة 14 وفي محافظة المثنى انفجرت سيارة مفخخة في سوق في مدينة السماوا، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص وجرح 19 وفقا لمسؤول في الشرطة وفي تكريت التي شمال بغداد حيث فجر المهاجمون منزلا لضابط في الجيش العراقي مما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة اثنين، وقالت الشرطة قبل تسعة أيام حدث انفجار في حي الكرادة في وسط بغداد أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 17 وكان ذلك جزءا من موجة من أعمال العنف التي أسفرت عن مقتل 46 شخصا على الأقل داخل العاصمة وخارجها.
وفي هذه الأثناء، قال قائد عمليات بغداد اللواء عبد الأمير الشمري في مؤتمر صحافي إن قوات الأمن استعادت 349 من قرابة 800 سجين هربوا من سجن أبو غريب في هذا الشهر.