صنعاء - علي ربيع شهد ثاني أيام عيد الفطر في اليمن، الجمعة، هدوءاً نسبياً بعد أيام من الاستنفار الأمني غير المسبوق خوفاً من هجمات وشيكة لتنظيم"القاعدة" رافقته ضربات جوية نفذتها طائرات من دون طيار ضد عناصر التنظيم في اليمن أسفرت عن مقتل 35  مشتبها به على الأقل في ثماني غارات كانت آخرها مساء الخميس على بلدة غيل باوزير في حضرموت(شرق اليمن).
ويأتي هذه بالتزامن مع إعلان السعودية، الخميس، إلقاء القبض على يمني وتشادي كانا يتواصلان مع قادة"القاعدة" في اليمن لتنفيذ عمليات انتحارية، وفي ظل معلومات غربية عن قيام الزعيم العالمي لـ"القاعدة" أيمن الظواهري بترقية زعيم التنظيم في اليمن ناصر الوحيشي إلى درجة المدير العام لـ"القاعدة" والنائب الأول له.
وقال شهود محليون في حضرموت، لـ"العرب اليوم"، الجمعة، إن طائرة من دون طيار يرجح أنها أميركية استهدفت الخميس سيارة في ضواحي بلدة غيل باوزير(70 كيلومتراً شرق مدينة المكلا) ما أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر كانوا على متنها يشتبه في انتمائهم لـ"القاعدة".
وهي الغارة الثانية على حضرموت يوم الخميس، بعد غارة على منطقة العيون قتلت عنصرين على الأقل، وهي الثالثة في أول أيام عيد الفطر بعد غارة على مأرب(شرق صنعاء)  قتل فيها ستة من المشتبه بانتمائهم لـ"القاعدة"، ما يرفع إجمالي الغارات منذ استئنافها في الـ27 من تموز/يوليو الماضي إلى ثماني غارات قتل فيها 35 شخصاً على الأقل، في ضربات جوية تعد الأعنف هذا العام على تنظيم"القاعدة" في اليمن.
وكانت الأيام الماضية شهدت استنفاراً أمنيا غير مسبوق، أغلقت خلاله السفارات الغربية في اليمن أبوابها وقامت واشنطن وبريطانيا بإجلاء رعاياها إثر معلومات استخبارية عن نية"القاعدة" شن هجمات على مصالح ورعايا الدول الغربية في اليمن.
ونقلت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية عن مسؤول أميركي رفيع أن المخطط الذي دفع الولايات المتحدة إلى إغلاق 19 مكتباً دبلوماسياً يقف خلفه فرع "القاعدة" في اليمن، وليس زعيم التنظيم، أيمن الظواهري.
كما كشف موقع الدايلي بيست أن زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري عين قائد فرع "القاعدة" في جزيرة العرب ناصر الوحيشي نائبا له خلال مؤتمر عبر الهاتف ضم عددا من ممثلي فروع التنظيم المتطرف في العالم.
وقال الموقع التابع لمجموعة نيوزويك إن إغلاق السفارات الأميركية في الشرق الأوسط وأفريقيا تقرر بعد اعتراض المؤتمر الهاتفي من قبل المخابرات الأميركية، مؤكداً أن "الظواهري خلال هذا المؤتمر عين الوحيشي "مديرا عاما" للتنظيم والرجل الثاني فيه".
وتنفذ واشنطن هجماتها على تنظيم "القاعدة" في اليمن منذ العام 2002، بالاتفاق مع السلطات اليمنية،  و قتلت خلالها عشرات من عناصر التنظيم وقياداته، في وقت تعتبره جناح التنظيم الأكثر خطراً على أمنها القومي.
وينشط عناصر التنظيم في مناطق جبلية وصحراوية تغلب عليها التركيبة السكانية القبلية، في جنوب وشرق اليمن،  وسبق له أن استولى في العام 2011 على مدن في أبين وشبوة جنوب البلاد وأعلنها إمارات إسلامية قبل أن يتمكن الجيش اليمني من استعادتها من قبضة مسلحيه ودحرهم منتصف العام الماضي في عملية عسكرية واسعة بمساندة مليشيا قبلية عرفت باسم"اللجان الشعبية".
في غضون ذلك، أبدى مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر، أسفه للأحداث الأخيرة في اليمن، وقال إنه يشعر بالقلق جراء" التهديدات المستمرة لأمن اليمن وشعبه ومنشآته".
جاء ذلك في بيان له من نيويورك نشرته، الجمعة، وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، عبر فيه عن أسفه لما يشهده اليمن من أحداث أمنية واستهدافات غالباً ما توقع قتلى وجرحى في مناطق مختلفة، وآخرها حادث استهداف مروحية عسكرية في محافظة مأرب والذي كان أودى بحياة نحو11 عسكرياً.
وأضاف المبعوث الأممي أنه يأمل" أن تعمل السلطات اليمنية على ملاحقة ومحاسبة المتورطين في هذه الأعمال".
وقال إنه"على ثقة أن القيادة اليمنية تعمل بجدية كبيرة على درئها، وأن اليمنيات واليمنيين قادرون على رصّ الصفوف لمواجهتها عبر مواصلة العمل الجدّي لإتمام المرحلة النهائية من مؤتمر الحوار الوطني بنجاح بعد انتهاء إجازة العيد والوصول إلى مخرجات فعلية على طريق بناء يمن مستقر وديمقراطي".