بيروت، واشنطن ـ جورج شاهين/ يوسف مكي   دعا البيت الأبيض، الثلاثاء، أوروبا إلى اتخاذ إجراءات ضد "حزب الله" اللبناني، بعدما اكدت بلغاريا إن ثمة معلومات بشأن وقوف الحزب وراء التفجير الذي استهدف حافلة ركاب إسرائيليين في مطار مدينة بورغاس. وقال مساعد الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب جون برينان، في بيان، إن "التحقيق البلغاري يكشف حزب الله على ما هو عليه فعلاً، مجموعة إرهابية مستعدة أن تهاجم بتهوّر رجال ونساء وأطفال أبرياء، وهو يشكّل خطراً متزايداً ليس على أوروبا فحسب بل على بقية العالم".
وأثنى برينان على السلطات البلغارية "لالتزامها بمحاسبة حزب الله على هذا العمل الإرهابي على أراضٍ الأوروبية"، وقال إن الولايات المتحدة "ستستمر في تقديم المساعدة للحكومة البلغارية في تقديم المسؤولين عن هذا الهجوم الشائن أمام العدالة".
وأضاف أن نشاطات حزب الله "الخطرة والمزعزعة للاستقرار" من "مهاجمة سياح في دول أجنبية إلى نشاط قائده (الأمين العام للحزب السيّد) حسن نصر الله الداعم لحملة (الرئيس السوري) بشار الأسد العنيفة ضد الشعب السوري" يهدّد أمن وسلامة دول ومواطنين حول العالم.
وقال إن اتهام بلغاريا لحزب الله "يشدد على أهمية التعاون الدولي في كبح التهديدات الإرهابية".
ودعا الشركاء الأوروبيين والأعضاء الآخرين في الجمتمع الدولي إلى "اتخاذ إجراءات استباقية لكشف البنية التحتية لحزب الله، وإعاقة خطط التمويل الخاصة به وشبكات العمليات التابعة له بهدف منع هجمات مستقبلية".
وكان وزير الداخلية البلغارية تسفيتان تسفيتانوف قال الثلاثاء إن ثمة معلومات تشير إلى تورّط حزب الله اللبناني بالتفجير الذي استهدف حافلة تقلّ إسرائيليين في مطار مدينة بورغاس الصيف الماضي.
وأضاف تسفيتانوف أن السلطات تمكّنت من تحديد اثنين من ثلاثة مشتبه بهم، وهما يحملان جوازي سفر أسترالي وكندي، ولكنهما يقيمان في لبنان منذ العام 2006، مرجّحاً انتماءهما الى حزب الله.
يشار إلى أن هجوماً إنتحارياً وقع في 18 من تموز/يوليو الماضي في مطار بورغاس البلغاري، ما أدّى إلى مقتل 5 إسرائيليين وسائقهم البلغاري، بالإضافة إلى الإنتحاري.
واتهمت تل أبيب طهران وحليفها حزب الله اللبناني بتنفيذ الهجوم، وهو أمر نفته إيران وحزب الله على السواء.
وفي بيروت ، عبر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عن نيته بالتعاون مع الدولة البلغارية لجلاء ملابسات الإنفجار الذي استهدف قافلة بلغارية تقل سياحا إسرائيليين العام الماضي "إحقاقا للحق وصونا للعدالة" مؤكدا ثقته بـ "أن السلطات المختصة في بلغاريا ستقيّم جديا ما قد تخلص اليه هذه التحقيقات من نتائج".
واضاف، إن لبنان يؤكد على علاقته الوطيدة مع دولة بلغاريا ودول الاتحاد الأوروبي ، وحرصه على أمن بلغاريا ودول الاتحاد كافة، ورغبته في الابقاء على حسن العلاقات وتطويرها على الصعد كافة، على قاعدة الاحترام المتبادل والالتزام بقواعد العلاقات بين الدول. من هذا المنطلق قمنا ، قبل فترة، بزيارة ناجحة الى بلغاريا، أكدنا في خلالها على أهمية تطوير علاقاتنا الثنائية، ولمسنا من المسؤولين البلغاريين كل الحرص على لبنان وحسن العلاقات معه.مجددا في الوقت نفسه ،ادانة لبنان ورفضه لأي عمل أو إعتداء يستهدف أي دولة عربية أو أجنبية.
وفي بيروت ايضا، عمم مكتب الإتحاد الأوروبي في بيروت بيانا قال أن الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أخذت علماً بنتائج التحقيق في شأن الهجوم الإرهابي الذي وقع في بورغاس في 18 تموز 2012. وتهنئ السلطات البلغارية على نتيجة هذا التحقيق الشائك.
واضاف البيان ، يجب تقييم الانعكاسات المترتبة على التحقيق بجدية نظراً إلى ارتباطها بهجوم إرهابي وقع على أرض الاتحاد الأوروبي وأسفر عن مقتل وجرح مدنيين أبرياء. وتدين الممثلة العليا جميع الأعمال الإرهابية أينما حصلت، وتشدد على التزام الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء مكافحة الإرهاب مهما كانت الجهة التي تقف وراءه. وينبغي سوق الإرهابيين الذين خططوا لهجوم بورغاس ونفذوه إلى العدالة.
 في الجانب الاسرائيلي رحب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتحقيق البلغاري وقال إن حزب الله مسؤول مباشر عن عملية بورغاس
وقال نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه إن "نتائج التحقيق البلغاري كما نُشرت  الثلاثاء واضحة تماماً، وحزب الله هو المسؤول المباشر عن العملية الفظيعة في بورغاس، ويوجد حزب الله واحد فقط لا غير، وهذه هي منظمة واحدة لها قيادة واحدة".
واضاف نتنياهو أن "هذا بمثابة تأكيد آخر على ما قد كنّا نعلم من قبل بأن حزب الله وأسياده الإيرانيين يديرون حملة إرهاب عالمية تجتاز الحدود والقارات".
وتابع أن "الاعتداء في بورغاس عبارة عن حلقة في سلسلة اعتداءات إرهابية تم تخطيطها وتنفيذها من قبل حزب الله وإيران، التي شملت اعتداءات على مدنيين في كل من تايلاند وكينيا وتركيا والهند وأذربيجان وقبرص وجورجيا، وجميع هذه الاعتداءات ارتكبت بمحاذاة الدعم الإجرامي الذي يمنحه حزب الله وإيران لنظام الرئيس بشار الأسد القاتل في سوريا".
واعتبر نتنياهو إن "الاعتداء في بورغاس كان اعتداءً على تراب أوروبي ضد دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، ونأمل أن يستخلص الأوروبيون النتائج المطلوبة بما يتعلق بالطابع الحقيقي لحزب الله".