لندن ـ سليم كرم قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الأربعاء إن سورية أصبحت "أهم محطة للجهاديين" من أنحاء العالم كافة، وإن بريطانيا ستقوم وللمرة الأولى بمنح المعارضة السورية معدات عسكرية غير قتالية، ووعد بتقديم مبلغ 13 مليون جنيه إسترليني إضافي فوق المبلغ الذي سبق وأن تعهدت به بريطانيا من قبل وهو 9.4 مليون جنيه، وذلك لمساعدة مناوئي الرئيس بشار الأسد.  
وعلى الرغم من أن بريطانيا لن تقوم بتزويد المعارضة السورية بأسلحة أو ذخائر إلا أنها استطاعت تعديل بنود الحظر المفروض من قبل الاتحاد الأوروبي على الأسلحة إلى سورية، بحيث تسمح بإرسال أنواع معينة من المعدات العسكرية مثل السيارات المدرعة والسترات الواقية من الرصاص.
واضاف هيغ امام مجلس العموم البريطاني "إن سياستنا لابد وأن تأخذ منحى أكثر نشاطاً للحد من الخسائر البشرية في سورية وهذا يعني زيادة مساعداتنا للمعارضة". مشيرا الى ان الهدف هو زيادة "الضغوط على النظام السوري لإجباره على القبول بحل سياسي".
الأمم المتحدة اكدت في هذه الاثناء ،قالت  ان 20 جنديا من قوات حفظ السلام الفلبينيين قد تم اعتقالهم على يد جماعة مسلحة في المنطقة التي تسيطر عليها سورية من مرتفعات الجولان. وكشف تسجيل فيديو على شبكة الإنترنت، عن رجال مسلحين يزعمون أنهم من أفراد المقاومة السورية ، ويقفون إلى جوار سيارات تحمل شعار الأمم المتحدة.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق أن ما يزيد عن مليون لاجئ فروا من سورية إلى مخيمات مكتظة على حدود البلدان المجاورة لها ومن بينها العراق.
وحذر هيغ من أن الحرب الأهلية السورية يمكن أن تهدد الأمن القومي البريطاني لسبب اندفاع المقاتلين الإسلاميين نحو دمشق، وقال إن سورية اليوم أصبحت محطة وصول رئيسية للجهاديين من أنحاء العالم كافة، وقال أيضا "إننا لا يمكن أن نسمح بأن تتحول سورية إلى منطقة أخرى لتفريخ الإرهابيين الذين يشكلون خطراً على أمننا القومي".
وتشير صحيفة الديلي تلغراف إلى أن نظام الأسد العلماني الذي تسيطر عليه الطائفة العلوية يعد بمثابة خصم لدود للمتطرفين السُّنَّة، وفي ظل استمرار الصراع في سورية، بدأت المعارضة السورية على نحو متزايد تأخذ الطابع الديني الراديكالي المتطرف، وخلال العام الماضي ، دعا أيمن الظواهري زعيم القاعدة الحالي إلى إسقاط نظام الأسد.
وتخشى الحكومات الغربية من أنه في حالة الفشل في مساعدة المعارضة السورية فإن زعامة المعارضة ستقع في أيدي المتطرفين.
ويعتقد أن المئات من حملة جوازات السفر البريطانية سافروا إلى سورية للقتال ضد نظام الأسد، والبعض من هؤلاء معروفين للسلطات البريطانية بتعاطفهم مع الإرهاب والتطرف، ويريد هيغ من خلال تقديم المزيد من المساعدات البريطانية قيادة دفة المعارضة نحو اتجاه معتدل، ولكن هيغ لا يشعر بالقدر الكافي من الثقة التي تجعله يسمح بتزويدهم بالأسلحة التي باتت المقاومة في أمس الحاجة إليها، وعلى الرغم من استبعاد وزير الخارجية البريطانية لتسليح المعارضة في المستقبل، إلا أنه أكد أن ذلك لن يحدث إلا إذا كان هو البديل الوحيد.
وتسيطر المقاومة السورية حالياً على مناطق واسعة في سورية ويقول هيغ أن بريطانيا سوف تساعدهم في إدارة هذه المناطق من خلال تزويدهم بمولدات طاقة ومعدات اتصال وإمدادات طبية ومواقد لمعالجة النفايات والمساعدة كذلك في تقديم المشورة والتدريب حول طريقة الحفاظ على الأمن.
وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية إن الصفة البريطانية في هذا الشأن هي خطوة أولى سيتبعها المزيد ، وأكد أن بريطانيا تتعاون بجد مع المعارضة للنظر في أشكال جديدة من الدعم والمعدات التي يمكن تزويدها في المستقبل، لافتا إلى أن هيغ اعترف ضمناً بخطورة وقوع المعدات البريطانية في أيدٍ شريرة، وقال إن بريطانيا ستراقب تلك المساعدات لتضمن أنها في أيدي الجماعات المعتدلة.
إلا أن أفراد المقاومة أنفسهم يشكون من ندرة المساعدات التي يتلقونها من الغرب ، وذلك في الوقت الذي تقوم السعودية وقطر بتزويد المقاومة بالأسلحة التي يذهب بعضها إلى المتطرفين الإسلاميين.
وقال وزير الخارجية الأميركية جون كيري أثناء زيارته إلى قطر الأربعاء إن واشنطن ترغب في ضمان أن الأسلحة ستكون في أيدي المعتدلين من أفراد المعارضة السورية.
ودعا رئيس أركان قوات الجيش السوري الحر الجنرال سليم إدريس، الغرب إلى تزويد المقاومة بالأسلحة وقال في بروكسل الأربعاء إن المتوفر لديهم الآن قليل جداً، مؤكدا أن الجيش السوري الحر قادر على الإطاحة بنظام الأسد خلال شهر واحد في حال حصوله على أسلحة من الغرب.