جانب من الأحداث الدامية في جبل الشعانبي
الجزائر ـ خالد علواش
يصل وفد سياسي أمني تونسي برئاسة وزير الخارجية عثمان الجراندي، إلى الجزائر، الإثنين، في مهمة لتوضيح رؤية السلطة بشان تطاول أطراف تونسية على الجزائر، واتهامها بالتورط في الأحداث الأمنية التي شهدتها أخيرًا.
وسيكون رئيس الحكومة الجزائرية عبدالمالك سلال، في استقبال الوفد التونسي، برفقة وزيري
الخارجية والداخلية، في مطار هواري بومدين في الجزائر العاصمة.
وقد كلّف الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، وزير خارجيته عثمان الجراندي، بترؤس وفد رفيع في زيارة خاصة إلى الجزائر، بعد مرور أسبوع واحد على مجزرة الشعانبي، التي راح ضحيتها 9 جنود تونسيين، وتبعتها اتهامات أطراف داخل تونس للجزائر بالتوّرط في هذه الأحداث.
وقالت مصادر دبلوماسية، "من المقرر أن تجمع الطرفان لقاءات تشاور عدة، لمناقشة عدد من الملفات ذات الطابع الأمني، إضافة إلى المهمة الخاصة التي أكد عليها المرزوقي والمتمثلة في تقديم توضيحات عن محاولات لضرب العلاقات الجزائرية التونسية، وخلق أزمة دبلوماسية بين البلدين، من خلال إطلاق اتهامات عن تورط الجزائر في تدهور الوضع الأمني في تونس، وأن اللقاء سيكون فرصة للوقوف على ما وصلت إليه جهود القيادات العسكرية الجزائرية والتونسية، في إطار سبل وآليات التنسيق الأمني والاستعلاماتي، وكذلك قرار شنّ عمليات تمشيط مشتركة عبر الحدود".
وتأتي زيارة الوفد التونسي إلى الجزائر، بعد أيام من إعلان وزيرة الشؤون الخارجية التونسية ليلى بحرية، أن وفدًا من بلادها سيزور الجزائر قريبًا، لتبديد سوء التفاهم بين البلدين، على خلفية محاولة تحميل الجزائر مسؤولية تدهور الوضع الأمني في تونس، بالإضافة إلى طمأنة الجزائريين على الوضع في هذا البلد، مؤكدة في بيانها أن "هذه الأزمة هي سحابة صيف عابرة وستتبدد بسرعة"، فيما نفت بشكل قاطع تورط الجزائر في أعمال إرهابية في تونس، وقالت "إن العلاقات التونسية الجزائرية لا تزال قوية وعميقة، حيث هناك تعاون وثيق في مجال مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب".
وأعربت حركة "النهضة" التونسية، عن رفضها وإدانتها بشدة للاتهامات الصادرة عن بعض وسائل الإعلام، والتي تُشير إلى ضلوع بعض الدول الصديقة والشقيقة في أحداث العنف والاغتيال التي وقعت في تونس، مؤكدة على لسان زعيمها راشد الغنوشي، أن "هذه التصريحات المغرضة والاتهامات المجانية، تهدف إلى إفساد علاقات تونس مع الدول الشقيقة والصديقة".
ودانت الجزائر بشدة، الادعاءات التي وصفتها بـ"الكاذبة والمغرضة"، الصادرة عن بعض الأوساط في تونس، عبر قنوات تلفزيونية ومواقع إلكترونية، تزعم مسؤولية الجزائر عن تدهور الوضع الأمني في تونس، حيث أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية، في بيان عقب الاتهامات، "نلاحظ بأن بعض الأوساط في تونس تروّج عبر قنوات تلفزيونية وعلى بعض المواقع الإلكترونية ادعاءات غير مسؤولة، وخلطًا غير مقبول، حيث يعتبرونها المتسبب في تدهور الوضع الأمني في تونس، وإننا ندين بشدّة تلك الادعاءات الكاذبة، والتي لا تمت للحقيقة بصلة، والمثنطلقة من عملية استغلال وتضليل ترمي إلى تغليط الشعب التونسي، في الوقت الذي يتجند هذا الأخير لمواجهة الإرهاب، وإن الجزائر التي تظل وفية لمبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان، تبقى متمسكة على الدوام بتعزيز علاقات الأخوة والتضامن مع الشعب التونسي، وأن الجزائر تدعم جهود الشعب التونسي في تحقيق تطلعاته ومثله".
يُذكر أنه هذه ليست المرة الأولى التي تنخرط فيها أطراف تونسية في محاولة الإساءة للجزائر، وإقحامها في ملفات داخلية تونسية، فقد اتهمت هذه الأطراف الجانب الجزائري بالتورط في اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد في شباط/فبراير الماضي، وهي التهمة التي رفضتها الجزائر، وتبرّأت رسميًا من دم المعارض التونسي، قبل أن تتراجع تلك الأطراف لتًبرأ الجزائر.