الصحافي العراقي كرار التميمي
الصحافة بعد هذه التجربة.
وقال التميمي لـ "العرب اليوم" إن "الخاطفين أصعدوني في سيارة، مساء الثلاثاء، بعدما عصبوا عيني وقيدوا يدي، وساروا بي مسافة ورموني من السيارة"، وأضاف "لم أكن اعرف أين أنا، وقمت بالصياح وبعد قليل جاء أحد الأشخاص ونزع العصبة عن عيني وفك قيدي، ووجدت نفسي بأني كنت على طريق عام في منطقة الشبانات الزراعية"، تبعد نحو (5 كم عن مركز مدينة كربلاء).
وتابع التميمي الذي وضع ضمادات على إحدى يديه وعلى الأخرى جبيرة بسبب "كسر نجم عن ضربه بعصا"، أن "الشخص الذي ساعدني نادى أصدقاءه، وبدورهم أبلغوا مفرزة لشرطة النجدة، وقامت بنقلي إلى المستشفى".
وأوضح التميمي وقد أظهر جروحًا بآلة حادة على يديه، وعلى طول ظهره، أنه تلقى العلاج في ردهة الطوارئ في مستشفى الحسين العام وسط المدينة، وتم أخذ أشعة ليديه، وتبين أن يديه إضافة إلى الجروح فيها أصيبتا بكسر، ثم دونت الشرطة أقواله، وعاد إلى منزله في كربلاء، في صحبة أهله وعدد كبير من زملائه.
وأكد، والد التميمي، الأحد 3/ 3/ 2013، أن ولده المراسل كرار اتصل به، وأبلغ بأن مجموعة مسلحة قامت بخطفه، مبينا أن المكالمة لم تستمر إذ أغلق هاتفه الشخصي بعد أقل من دقيقة.
وروى الصحافي قصة اختطافه وقال "كنت أمام منزلي يوم الأحد الساعة التاسعة مساءً وإذ بسيارة من نوع (BMW) وفيها ثلاثة أشخاص توقفت ليسالني أحدهم محاولاً الاستدلال على مكان، وعندما اقتربت لأشرح لهم أشهروا في وجهي مسدسات، وأجبروني على الصعود معهم ثم قاموا بوضع كيس في رأسي، واقتادوني إلى جهة مجهولة".
وأكد التميمي بالقول "لم أعرف ما هو الهدف من اختطافي ومن هي الجهة التي تقف وراءه"، وبين قائلاً "طيلة اليومين الماضيين لم أعرف مكان وجودي، وحققوا معي مرات عدة بشأن عملي الإعلامي، وكانوا يوجهون لي اتهامات بالعمالة، وقاموا بضربي بالعصي، وتجريحي بآلات حادة في يدي وظهري".
وأظهرت صورة للمراسل كرار علاء التميمي مسلحا يحمل رشاشًا من نوع كلاشنكوف ويصوبه إلى رأسه الذي بدا وأنه تعرض إلى الضرب وآثار دماء على فمه، فيما ظهرت قصاصة ورق في الخلف تشير إلى أن الجهة الخاطفة هي (الجناح المسلح لعصائب أهل الحق)، فيما ترك الخاطفون تعليقًا على الصورة مفاده "تم إلقاء القبض على الناصبي العميل (الإعلامي كرار التميمي) الذي باع مذهبه الشيعي، والتحق في ساحات اعتصامات الأنبار العملاء الخونة (هذا مصير كل من تسول له نفسه).
وبين التميمي أن "الصورة التي تم التقاطها له تمت في اليوم الثاني من اختطافه"، ولفت إلى أن "الخاطفين لم يكونوا يعرفون ماذا يكتبون على العبارة التي وضعوها ورائي على الحائط"، مبينًا "كان يتشاورن أمامي في ما إذا يكتبون عليها جيش المهدي أم عصائب أهل الحق حتى كانوا يريدون كتابة جيش المختار لكنهم اختاروا عصائب أهل الحق".
وكان عضو المجلس التنفيذي لحركة أهل الحق (عصائب أهل الحق) أمير الطائي قال في بيان صدر، الثلاثاء، ردًا على اختطاف كرار التميمي "فإننا نشجب ونستنكر هذه الأفعال الجبانة، التي كانت ولا تزال تريد أن تشوه الصورة الناصعة للمقاومة الإسلامية أهل الحق"، مؤكدًا أن "عصائب أهل الحق بريئة من هذه الأفعال الإجرامية التي تستهدف المدنيين الأبرياء والإعلاميين"، كما علق مرصد الحريات الصحافية على موضوع اختطاف التميمي بالتشكيك، وقال مدير المرصد زياد العجيلي "هناك احتمال أن يكون التميمي قد لفق هذه القصة، خصوصًا وأنه أبلغ مرصد الحريات الصحافية وقبل أسابيع بأنه يتعرض إلى تهديدات مستمرة من قبل جهات مجهولة"، مبينًا أن "إثارة قضية اختطافه ربما تخدمه في تحقيق غاية شخصية كطلب اللجوء إلى دولة معينة على سبيل المثال".
وبشأن الشكوك علق التميمي بالقول "وهل يعقل أن أطلب من أحدهم أن يفعل بي هذا من أجل أن أحصل على لجوء في دولة ما"، وتابع "الحمد لله حالتي وحالة عائلتي جيدة، وفي إمكاني السفر متى ما شئت"، وأردف "ما تعرضت إليه تجربة سيئة للغاية" مؤكدًا بالقول "وأنا سأعتزل الصحافة بعد اليوم".
ولم يتسن لـ "العرب اليوم" التأكد من الشرطة من صحة ملابسات اختطاف التميمي، أو الافراج عنه والعثور عليه مرميًا في منطقة زراعية.
وشهدت محافظتا كربلاء والأنبار خلافات بشأن الحدود بينهما تطورت الى خلاف اجتماعي بصيغ طائفية بعد حادثة النخيب، في 12 أيلول/ سبتمبر 2011، إثر اختطاف مسلحين حافلة لنقل الركاب يقدر عدد ركابها بأكثر من 30 شخصًا بينهم 22 رجلاً، فضلاً عن عدد من النساء والأطفال في منطقة الوادي القذر، 70 كم جنوب قضاء النخيب، 400 كم غرب الرمادي، فيما عثرت القوى الأمنية على جثث 22 منهم أعدموا رميًا بالرصاص.
وتصاعدت الخلافات بين مكونات المحافظتين المتجاورتين على خلفية تظاهرات الأنبار المناوئة للحكومة، وتظاهرات كربلاء المؤيدة لها.