فتاة سورية تنادي بالحرية
وقالت صحيفة "الغارديان" في مقال كتبه دوغلاس الكسندر المتخصص بقضايا الشرق الاوسط إن "تقديم الدعم للمتمردين السوريين سيؤدي الى نشوب حرب أهلية مأساوية في تلك البلاد".
واضاف الكسندر في مقاله الذي حَمل عنوان "لا تؤججوا الصراع في سورية إنه ينبغي "علينا العمل مع روسيا لضمان عملية الإنتقال السياسي في سورية" معتبرا أن إعلان بريطانيا عن نيتها دعم المعارضة السورية يشكل مرحلة جديدة لقوات المعارضة، في الذكرى السنوية الثانية لبدء الصراع السوري الذي أسفر حتى الان الى مقتل أكثر من 70 الف سوري وتشريد حوالي مليون شخص.
وأكد الكسندر أن "قيام بريطانيا بتدريب مقاتلي المعارضة السورية قد أثار حفيظة العديد من أعضاء مجلسي اللوردات والعموم في البرلمان البريطاني"، موضحاً أنه " ليس علينا الاختيار بين زيادة الدعم العسكري للمعارضة أو بين عدم تقديم أي مبادرة، إذ أصدرت العديد من العقوبات الدولية على سورية، إلا أنها لم تكن فعالة في إنهاء الصراع الدائر في البلاد".
ورأى الكسندر أن " من شأن الدول التى تدعم الحكومة السورية ان يكون لها دور في المساعدة على وقف الامدادات المالية التي تدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد".
وقال "ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعلم ضمنياً أن نظام الأسد لن يستمر طويلاً - وإن كان لا يقولها بصوت عال- والسؤال الحقيقي الذي يدور في ذهن جميع الأطراف اليوم، ماذا بعد سقوط الأسد"؟
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد اكد مساء الثلاثاء، أن بلاده يمكن أن تنأى بنفسها عن حظر الأسلحة الذى يفرضه الاتحاد الأوروبي، وذلك عبر تزويد المعارضين السوريين لنظام الرئيس بشار الأسد بالسلاح.
وأعلن كاميرون في حديث مع نواب مجلس العموم البريطاني أنه يفضل التحرك فى إطار "نهج أوروبي" على صعيد رفع الحظر على الأسلحة للمعارضة السورية.
وقال، "لم نتخذ بعد قرار" تسليم أسلحة، ولكن إذا قرر الاتحاد الأوروبى المنقسم أصلا حول هذه المسالة عدم تسليح المعارضين السوريين "فإننا نتحرك بحسب ما نراه مناسبا".
وأضاف"أنه أمر ممكن، ما زلنا بلدا مستقلا، يمكننا أن نتبنى سياسة خارجية مستقلة فإذا ما شعرنا بأنه من الملائم التحرك للمساهمة فى التغيير فى سوريا، للمساعدة فى وضع حد لحمام الدم فسوف نفعل ، لكن ما إذا ادركنا بأن شركائنا الأوروبيين يمنعوننا من القيام بذلك ، عندها علينا أن نعيد النظر فى مقاربتنا".
وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى قد قَرَروا الشهر الماضي تخفيف هذا الحظر عبر تزويد المعارضين السوريين بمعدات غير قاتلة، وبُعيد ذلك، أعلنت لندن إرسال آليات وسترات واقية للرصاص للمقاتلين المعارضين.
وفي سياق متصل قالت منظمة دولية معنية بالدفاع عن حقوق الأطفال في تقرير جديد وزع في لندن اليوم إن عدد الأطفال السوريين الذين يُجندون من قبل طرفي الصراع في سورية في تزايد مستمر.
وذكرت منظمة " انقذوا الأطفال"، ومقرها بريطانيا، في تقريرها الذي صدر بعنوان " الطفولة في مرمى النيران" أن الأطفال في سورية استخدموا كحراس ومخبرين ومقاتلين وفي بعض الأحيان كدورع بشرية.
وقَدرت المنظمة غير الحكومية عدد الأطفال الذين هم بحاجة عاجلة للمساعدة في سورية بنحو مليوني طفل أثّر الصراع الدائر في البلاد على كافة نواحي حياتهم.
وأضاف التقرير أن باحثين أتراك وجدوا أن كل ثلاثة من أصل أربعة أطفال فقدوا عزيزًا لديهم في المعارك الدائرة في سورية.
ووفقا للتقرير" يعيش العديد من هؤلاء الأطفال في ظروف غير إنسانية تزيد من خطر الإصابة بالأمراض المستعصية نظرا لافتقارهم للرعاية الصحية".
وفي مجال التعليم، حُرم أطفال سورية من التعليم نظرا لأن نحو ألفي مدرسة إما تعرضت للدمار أو تحولت إلى ملجأ يحتمي به المدنيون.
وقال التقرير إن الأطفال في سورية " هم الضحايا المنسيون للصراع، يواجهون الموت والصدمات وحرموا من مساعدات الإغاثة الأساسية".
وناشدت المنظمة المجتمع الدولي للتدخل مشيرة إلى أن حل هذه الأزمة هو " إنهاء الصراع الدائر في سورية".
ويأتي هذا التقرير غداة تحذير منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسيف، من نشأة جيل ضائع من الأطفال في سورية.
وقالت اليونيسيف، في تقرير صدر بمناسبة الذكرى الثانية لبدء النزاع، إن ملايين الأطفال في سوريا يكبرون وهم لايعرفون شيئا غير العنف، كما أنهم محرومون من التعليم، ويتعرضون لصدمات قد تلازمهم طوال حياتهم.
ويضيف التقرير بأن أطفال سورية لا يمكنهم احتمال عام آخر من من الحرب. فمن بين 4 ملايين شخص داخل سورية بحاجة إلى إغاثة، كما أن مليونين سنهم دون 18 عاما، وأكثر من نصف مليون سنهم أقل من 5 أعوام