الكاتب والمفكر جهاد الخازن

كشف الكاتب والمفكر جهاد الخازن، أن الرئيس الأسبق لمصر حسني مبارك، كان رأيه في الإخوان أنهم لا يصلحون للحكم، وأن منهم إرهابيين، ويرى ثورة الشباب في البداية حركة تمرد على السلطة، إلا أنه حتمًا لم يأمر بقتلهم، ولم يخض أي حرب في 30 عامًا، للحفاظ على دماء شباب مصر.

وعن ترشح جمال مبارك في انتخابات الرئاسة المقبلة، قال الخازن، "طلبت من مبارك أن يكتب مذكراته، ولم يرفض اقتراحي أو يؤيده، لعله يدرس الموضوع، ولم أسمع منه أبدًا تأييده أن يخلفه جمال مبارك في الحكم، ولم أسمع من جمال أي شيء يوحي بأنه يريد الرئاسة". وردا على سؤال "هل انتهى الربيع العربي فعليا؟، تابع "لم يكن ربيعًا عربيًا، وإنما خريفًا يبس فيه الزرع وجف الضرع، مع ذلك كنت سأرحب بسقوط أنظمة عربية غير ديمقراطية المثل الأبرز عليها معمر القذافي، الذي أمر رئيس المخابرات موسى كوسة، بقتلي، لأنني قلت له على التليفزيون إن الجماهيرية خطأ في اللغة، فالجماهير صيغة منتهى الجموع أو جمع الجمع، والنسبة في العربية على المفرد".

وبشأن رؤيته لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للولايات المتحدة الأميركية، أكد الخازن أن الزيارة كانت ناجحة جداً، ولكن يبقى التنفيذ، "ومن الواضح أن رأى دونالد ترامب في السيسي هو الإعجاب والتقدير والاحترام، وأعتقد أن وجود السيسي والملك عبدالله الثاني ومحمود عباس في واشنطن، جاء صدفة، فترامب يستضيف رؤساء الدول واحدًا بعد الآخر، وبعد العرب تابعنا اجتماعه مع الرئيس الصيني في فلوريدا".

وأضاف "ترامب يقول إنه يريد حل النزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل، إلا أنني أرى أن طموحاته تفوق قدراته، ففي إسرائيل حكومة إرهابية تحتل وتقتل وهو يريد من زوج ابنته العمل وسيطًا، مع أنه يهودي أرثوذكسي في السادسة والثلاثين، ومن دون خبرة سياسية تُذكر، أي مثل عمّه الرئيس، وهناك طلاب سلام في إسرائيل وبين اليهود حول العالم، إلا أن الغلبة الآن لأقصى اليمين، وهو اسم آخر للجريمة".

وتحدث الخازن عن التدخل الأميركي العسكري في سورية بسبب الغارة الجوية السابقة، قائلًا "بصراحة لا أعرف إذا كانت الولايات المتحدة ستتبع الضربة بالصواريخ على قاعدة جوية بتدخل عسكري، هذا يعني أزمة هائلة في العلاقات مع روسيا، وأنا لا أملك كرة بلورية لأزعم أنني أرى المستقبل من خلالها، وفِي جميع الأحوال لا أتوقع صدامًا عسكريًا بين أميركا وروسيا، لأن الأمر يعني حربًا عالمية لا يريدها أحد".

وردًا على سؤال "من الأفضل للعرب أوباما أم ترامب؟"، قال "باراك أوباما كان صاحب نوايا حسنة، عبّر عنها في خطابه في جامعة القاهرة، إلا أنه كان جباناً لم ينفذ خطوطه الحمراء في سورية، بل لم ينفذ شيئًا مما وعد به في بداية ولايته، وأرى أنه كان نصيرًا للإخوان حتى وهم يفشلون ويقودون مصر في طريق خاطئ يناقض طموحات الشعب المصري وتطلعه إلى حياة أفضل، وأعتقد أن ترامب إنسان لا يمكن الوثوق به، إلا أنني أرجح أن يكون أفضل في التعامل مع الدول العربية من سلفه". وعن العلاقات المصرية السعودية، أشار إلى أن العلاقات الطيبة بين مصر والسعودية أساس العمل العربي المشترك والتضامن، ولا نجاح ممكن من دون هذا التعاون، كما أن العلاقات مرت بأزمة يبدو أنها بدأت تخرج منها الآن، وحسن العلاقات المصرية- السعودية ينعكس على الأمة كلها، وسنرى فيها بداية مصالحة عربية عامة. وفيما يتعلق بآفاق المصالحة العربية بعد القمة، قال إنه يجب أن يكون القرار العربي السياسي يحظى بتأييد غالبية من دولنا، وأن يكون للخير العام.

وبخصوص إمكانية حدوث مصالحة مصرية قطرية، قال الكاتب جهاد الخازن، "قطر خططت لنفسها "الاتجاه المعاكس"، وسكانها 200 ألف مواطن، وتتصرف بحكم دخلها النفطي المرتفع كدولة عظمى، وأرجو أن تغير قطر سياستها، وأن تنبذ فلول "الإخوان" لأنهم عالة عليها، وليس لهم أي فائدة، وأعرف قادة قطر ولا يمكن أن أهاجم أو أنتقد أيًا منهم، لكن أجد تليفزيون "الجزيرة" خارج السرب العربي، بل خارج الزمن، والإخوان لن يعودوا إلى الحكم في أي بلد عربي".