بكين ـ مازن الاسدي
أكدت صحيفة غلوبال تايمز الصينية، في افتتاحيتها الصادرة صباح الاثنين، أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لا يعرف كيف يدير قوة عظمى، وذلك في الوقت الذي يشنّ فيه الرئيس الأميركي المنتخب هجومًا شرسًا على بكين على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وقالت الصحيفة " لا ترقى سلوكيات دونالد ترامب إلى كونه رئيسًا سيتولى مقاليد الأمور في البيت الأبيض، فهو لا يملك الحس الذي يؤهله إلى قيادة قوة عظمى بحجم الولايات المتحدة الأميركية"، وجاءت التوترات بين ترامب وقادة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، في أعقاب هجوم ترامب على الصين على حسابه على موقع "تويتر"، بسبب استيلاء الأسطول الصيني على غواصة غير مأهولة تابعة إلى الأسطول الأميركي كانت في مهمة أبحاث في بحر الصين الجنوبي.
وفي البداية، أشار مسؤولون صينيون إلى أن بلادهم بصدد التوصل إلى تسوية "سهلة" للحادث الدبلوماسي، ولكن بعد تغريدات ترامب، اتهمت واشنطن بتعقيد الأزمة، وكتب ترامب في تغريدة ثانية، صباح السبت: "سرقت الصين الغواصة الأميركية في مشهد غير مسبوق"، ووبدورها، أعلنت الصين، في القوت ذاته، أنها ستعيد الغواصة، لكنها نددت بتصريحات ترامب.، وعلى الرغم من هذا غرد ترامب قائلًا: " ينبغي أن نخبر الصين أننا لا نريد منهم إعادة الطائرة دون طيار، فليحتفظوا بها".
وألمحت غلوبال تايمز التي تعكس التوجه الرسمي في الصين، إلى احتمالية تدهور العلاقات بين واشنطن وبكين في عهد دونالد ترامب، خاصة عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية وقراره بإجراء مكالمة هاتفية لم تتجاوز مدتها 10 دقائق مع رئيسة تايوان تساي إنغ- وين، والذي يراه المحللون أنه يهدد بكسر البروتوكول الأميركي الذي اعتادته منذ عقود حيال علاقتها مع تايوان والتي تنظر إليها الصين على أنها إقليم منشق عنها.
وحذر الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما مؤخرًا من ردود فعل خطيرة حال استمر خلفه دونالد ترامب في التشكيك في آراء الصين كدولة، محذرًا من مغبة " انزلاق العلاقات الأميركية مع الصين في بئر الصراعات"، ومن ناحية أخرى أبدى الرأي العام الصين تشككه في احتمالية أن تكون الهجمات التي يشنها ترامب على بكين، جزءًا من محاولات حرب نفسية، أو حتى تكون انعكاسًا لافتقاره النضج السياسي.
وحذرت الافتتاحية قائلة: "إذا ما تعامل ترامب مع الصين بعد تقلده منصبه رسميًا بالطريقة نفسها التي تظهر في تغريداته الهجومية، لن تلتزم الصين بضبط النفس، ينبغي أن تكون الحكومة الصينية على أهبة الاستعداد إلى ترامب المتشدد".