واشنطن ـ رولا عيسى
اعتذرت الشبكة الأميركية "إن بي سي"، عن تعليق لأحد المحللين، أثار الغضب، خلال تغطية أولمبياد "بيونغ تشانغ"، الذي بدا وكأنه يغض نظره عن التاريخ الكوري المؤلم لكوريا الجنوبية مع اليابان، سيّدها الاستعماري السابق.
وأدلى المحلل جوشوا كوبر رامو، بهذا التعليق بينما كان يظهر مع كاتي كوريك ومايك تيريكو خلال مراسم افتتاح المسابقات، يوم الجمعة، وأشار السيد رامو إلى أن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي حضر ضمن الحضور، ووصف اليابان بأنها "بلد احتل كوريا منذ عام 1910 إلى عام 1945، ولكن كل كوري سيخبرك بأن اليابان مثال ثقافي وتكنولوجي واقتصادي ذا أهمية كبيرة للتحوّل الخاص بها".
وأشعلت هذه التصريحات، الغضب على الفور في كوريا الجنوبية، الدولة المضيفة للأولمبياد، حيث لا يزال الاستياء من ضم اليابان القاسي في وقت مبكر من القرن العشرين لشبه الجزيرة الكورية متأججًا، ففي الشهر الماضي فقط، كان حضور السيد آبي في دورة الألعاب الأولمبية موضع تساؤل بعد تصاعد التوتر بسبب رفض اليابان إعادة اعتذارها عن دور الجيش الياباني في إجبار كوريا وغيرها من النساء على العمل في بيوت الدعارة العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية، وبعد وقت قصير من تصريح السيد رامو، بدأ عريضة على الإنترنت لتعميم طلب اعتذار من "إن بي سي"، وبحلول يوم الأحد، وقع أكثر من 8 آلاف شخص على هذه العريضة.
ونصت العريضة على أنّه "أي شخص عاقل على دراية بتاريخ الإمبريالية اليابانية، والفظائع التي ارتكبها قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية، سوف تجد مثل هذا البيان مؤلم للغاية وفاحش، ولن تعزو كوريا الجنوبية النمو السريع وتحول اقتصادها، والتكنولوجيا، والتنمية السياسية / الثقافية للإمبريالية اليابانية"، وفي بيان قرأته مقدّمة أخبار إن بي سي كارولين مانو، على الهواء مباشرة يوم السبت، قالت "إننا نفهم أن الشعب الكوري قد تمت إهانتهم بهذه التعليقات ونحن نعتذر".
وعلّق النقاد على تصريحات أخرى أدلى بها خلال البث السيد رامو، الذي شارك في كل من جوائز بيبودي وجوائز إيمي لعمله لصالح شبكة "إن بي سي" خلال دورة الألعاب الصيفية 2008 في بكين، وبالإضافة إلى دوره كمعلق أولمبي في بعض الأحيان في "إن بي سي"، السيد رامو هو أيضًا الرئيس التنفيذي المشارك لشركة كيسنغر أسوسياتس، وهي شركة استشارية أسسها وزير الخارجية السابق، وعضو في مجلس إدارة ستاربكس و فيديكس، هنري أ. كيسنغر.
ويبدو أن تصريحات السيد رامو تعزز المخاوف المتزايدة لدى بعض الكوريين الجنوبيين من أن الولايات المتحدة تحبذ شراكتها مع اليابان على حليفتها الأخرى الطويلة الأمد في المنطقة، كوريا الجنوبية، وقال أحد مستخدمي تويتر باللغة الكورية، الذي استخدم الاسم المستعار جيمس بوند: "قد تعتقد أن الأميركيين سيكونون معاديين تجاه اليابان لأنها قصفت بيرل هاربور". لكن في الواقع، الحال ليس كذلك، كوريا كما تدرك الولايات المتحدة هي مجرد ملحق صغير مُعلق في شرق الصين ".