فيينا ـ عادل سلامه
عرض في المشهد الافتتاحي للمسلسل التلفزيوني "برونو" ، الذي يعرض شخصية نمساوية تعشق الأزياء ، ذلك الفيلم الذي أخرجه ولعب دور في بطولته "ساشا بارون كوهين"، بالإضافة إلى ممثلة مساعدة تقوم بدور فتاة مصابة بمرض التوحد ، والتي تبرز من خلال أدائها أن المرض مضحك، لذا فإن المسلسل وقع في نفس الخطا الذي وقع فيه من قبل الأعمال كافة التي تناولت هذا المرض .
وتعتبر الحبكة الدرامية للمسلسل شاردة عما يرمي إلى إبرازه القائمين على العمل ، على الرغم من ترويض تلك الحبكة بشكل جميل في سياق الفيلم الذي يحتوي أيضًا على قاعدة فرعية حيث يحاول "برونو" الاعتماد على طفل أميركي ، من أصل أفريقي يدعى "أوج" ، حيث أن التوحد في الواقع أمرًا معقدًا ، وهي جزء من المحادثة الدولية حول الهوية بطريقة لم تكن موجودة من قبل.
ويشير التقرير إلى أن الشخصيات والصفات التي يحاول الفيلم إبرازها عن التوحد عبارة عن صورة نمطية لما تتناوله الأفلام والتلفزيون، وغالبًا ما يتم معالجته بطريقة هزلية ، يغلب على الأعمال الدرامية تشبيه المتوحد بأنه الشخص الذي لا يستطيع أن يفهم الاستعارات ويأخذ الكلام حرفيًا ، في بعض النواحي، الصورة الأكثر استدارة للتوحد على شاشة التلفزيون في الوقت الراهن هي شخصية "جوليا" في المسلسل الأميركي للأطفال المعروف بإسم "شارع سمسم" ، والذي يتناول قصة فتاة صغيرة لديها مشكلة مع الأمور الحسية ومشاكل في فهم قوانين التفاعل الاجتماعي ، إلا أنه تعرض تفاعله مع الأمور الإبداعية مثل الأغاني.
وتقدم سلسلة نيتفليكس الجديدة بعض الأعمال عن التوحد ، بشكل جيد للغاية ، كما أنه يعطي خلفية لأولئك الذين لا يعرفون الكثير عن هذه الحالة، والعرض "شيء جيد" في حد ذاته ، ومن الصعب عدم الإشادة بالقصد والجهد ، حيث أن الطابع المحوري للعرض هو سام ، وهو طالب في المدرسة الثانوية الأميركية يبلغ من العمر 18 عامًا ، يتوق إلى أن يكون له علاقة جنسية رومانسية مع أنثى ، حينما تشاهد هذا العمل تشعر وكان مؤلف العمل قام بجهد في فهم أعراض الحالة حيث قام بالبحث عن الحالة بشكل جيد ليحاول إبراز سلوكيات التوحد الأكثر وضوحًا ، ولا سيما تلك التي كان من الممكن وصفها بأنها علامات متلازمة إسبرغر.
ومن مميزات العمل به الكثير من الحوار المكتوب بالطريقة الاحتكاكية تلك الطريقة التي تكتب بها المسرحيات الأميركية ، وهناك بعض الدقة والبصيرة في الطريقة التي استعرض المثلين خلالها طريقة قيام المتوحد بأعمال مثل الأعمال المنزلية وأمور أخرى.
ومن سلبيات العمل هناك العدد من الأخطاء الأدائية للممثلين لتأدية بعض المشاهد التي تبرز المتوحدين، عرض الكثير من الأعراض الخاطئة عن المرض ، كما أنه تناول بعض الصور النمطية لأعراض المرض كما قدمها العديد من الأفلام والمسلسلات من قبل.