واشنطن ـ رولا عيسى
دعا رؤساء ثماني من أكبر وكالات الأنباء في العالم، المفوضية الأوروبية إلى التحقيق في اغتيال الصحافية المالطية دافني كاروانا جاليزيا وفي استقلال وسائل الإعلام في مالطا، وكتب المحررون والمديرون رسالة إلى النائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانز، يصفون فيها مقتل كاروانا غاليزيا بأنه "صادم" و "تذكير مروع" بالمخاطر التي يواجهها الصحافيون والمواطنون الذين يمارسون الصحافة في محاولة للكشف عن الفساد والسلوك الإجرامي.
ومن بين الموقعين رئيسة تحرير صحيفة الجارديان كاثرين فاينر، والمحرر التنفيذي لصحيفة نيويورك تايمز وعميد باكيت، ومدير لوموند جيروم فينوجليو، ومدير الأخبار والشؤون الجارية في بي بي سي جيمس هاردينج.
كانت كاروانا غاليزيا قُتلت الشهر الماضي نتيجة لانفجار سيارة مفخخة بالقرب من منزلها، وكانت تقود تحقيقا بشأن الفساد في مالطة مع تورط الحكومة والمعارضة وكثيرا ما تجاوز عدد القراء لمدونتها حركة الصحف في البلاد، ولم تعلن أي جماعة أو أفراد مسؤوليتهم عن الهجوم، وحضر آلاف الأشخاص مسيرة بعد وفاة كاروانا غاليزيا للمطالبة بتحقيق العدالة للصحافيين، وقال ابنها إن الجزيرة أصبحت "دولة مافيا".
ويقول المحررون والمديرون إنه لا يمكن السماح للعملية الاغتيال بتحقيق "الهدف الواضح لإسكات تحقيقاتها بشأن الفساد المؤثر على أعلى المستويات فى مالطا"، ويشيرون أيضا إلى التحليل الذي قدمته المفوضية الأوروبية الذي أثار مخاوف بشأن افتقار وسائل الإعلام بمالطا للاستقلال السياسي، وإلى أنها هي "الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي يوجد بها هذا القدر الواسع من امتلاك الأحزاب السياسية للوسائط الإعلامية".
والمحررون الآخرون الذين وقعوا الرسالة هم وولفغانغ كراش من سوديتش زيتونغ، وليونيل باربر من صحيفة فايننشيال تايمز، وماريو كالابريسي من لا ريبوبليكا، وأنطونيو كانو من إل بايس.
وردا على الرسالة، طالب تيمرمان السلطات المالطية ببذل كل الجهد اللازم فى تحقيقاتهم، وقال: "بالنسبة إلى المفوضية الأوروبية لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية حقيقية ولا سيادة القانون دون وسائل إعلام حرة، وهذا ما قلناه بوضوح في الأسبوع الماضي عندما ناقش البرلمان الأوروبي الاغتيال الهمجي لدافني كاروانا غاليزيا، حرية الإعلام ليست مجرد قيمة في حد ذاتها، إنها أساس جميع القيم الأخرى التي نحملها، وإذا أُجبر الصحافيون على السكوت، فهذا يحدث للديمقراطية أيضا"، كما قال: "غدا سوف ترفع الأعلام في مقر المفوضية نصف الصاري تكريما لدافني كاروانا غاليزيا وجميع أولئك الذين أعطوا أرواحهم من أجل حرية الكلام التي بدونها الحرية هي صدفة فارغة".