نيويورك ـ سناء المرّ
حددت وكالة "أسوشييتيد برس" الحوادث التي يتعرض لها عمال السينما على جانبي الكاميرا منذ عام 1990 حيث لقي ما لا يقل عن 43 شخصًا حتفهم في الولايات المتحدة بينما وجد أن 150 شخص عانوا من إصابات مستديمة لتظل معهم طوال حياتهم، وتم تحصيل هذه الأرقام من خلال تمشيط البيانات من مكان العمل ومعدلات تحقيق السلامة في الطيران وسجلات المحاكم والأخبار، وهذه الأرقام لم تروي القصص كاملة: وقد عثرت الوكالة على عدة حالات بها حوادث كبرى لم تنعكس في سجلات التحقيقات ولم تظهر في قاعدة بيانات إدارة السلامة والصحة المهنية لمعظم الحوادث الخطيرة التي وقعت، بالإضافة إلى المفقودين من قاعدة البيانات بعد وقوع عدة جوادث مميتة في الولايات المتحدة خارج مراكز الإنتاج التقليدية في كاليفورنيا ونيويورك.
وتعد الحادثة الأكثر وضوحًا في عام 1993 هي وفاة الممثل براندون إثر إطلاق النار عليه أثناء تصوير فيلم "الغراب" وغفل المسؤولون في ولاية كارولينا الشمالية رغم وجود نحو 1500 صفحة من التحقيقات بشأن وفاته وحمّل المتحدث باسم الوكالة اللوم على أنه خطأ كتابي.
وتقع معظم الحوادث في أماكن العمل سواء وقعت لمجموعة الفيلم أو مصنع أو مزرعة فإن إدارة السلامة والصحة المهنية هي جهة التحقيق، وحظيت وفاة براندون لي والذي كان يؤدي فنون الدفاع عن النفس مثل والده بروس لي باهتمام شديد في جمبع أنحاء العالم ودفعت لتغييرات في كيفية التعامل مع الأسلحة النارية في مواقع التصوير ويدل ذلك حتى الآن أن الشركات تخصص مبالغ تافهة لتواجه مرحلة ما بعد الحوادث الخطيرة، وغرّمت إدارة السلامة والصحة المهنية الشركة المنتجة لفيلم "الغراب" مبلغًا قدره 84 ألف دولار وهي أعلى غرامة مفروضة منذ عام 1990 لكن الغرامة قد انخفضت بعد ذلك لتصبح 55 ألف دولار في حين حقق فيلم "الغراب" أكثر من 50 مليون دولار.
وقال جيه جيه أبرامز والذي أنتج وأخرج العديد من الأفلام الرائجة بما في ذلك "ستار تريك" و"حرب النجوم" إنه لا يوجد شيء أهم من سلامة طاقم العمل "سواء على سفينة الفضاء أو مجموعة الفيلم" وأضاف "تقع الحوادث وهناك المزيد من الحوادث التي سوف تقع، وأعتقد أن طواقم الفيلم تضطلع بعمل رائع لمنع وقوع هذه الحوادث".
وكان جون ساتل قد تسلق مؤخرة شاحنة في 6 مايو/آيار من عام 2011 في استوديوهات يونيفرسال لفحص الحمولة في فيلم "المنتقمون" والذي تم تصويره في نيو ميكسيكو وأثناء تسلقه سقط وأصيب بكسر في الجمجمة توفي على إثره في اليوم التالي وكان ساتل لم يحظ بالقدر الكافي من النوم قبل أن يتم استدعاؤه في الاستوديو لالتقاط تحميل "مارفل" وقالت ابنته لانيت ليون إنه كان يعمل على الفيلم منذ أسابيع حتى أنه احتفل بعيد مولده الـ 65 قبل شهر من ميعاده ليجعل تسليم الفيلم أمرًا سريًا لتعزيزه على شباك التذاكر في فصل الصيف.
وكانت عائلة جوليو فيلاماريونا وهو حارس الأمن الذي قتل في لوس أنجلوس إثر إطلاق نار في مسلسل "إن سي آي إس" قادرة على رفع دعوى قضائية ضد شبكة سي بي إي لأنه كان يعمل لصالح شركة خاصة وليس في استوديو التصوير وحصلوا على حكم وغرامة قدرها 10.45 مليون دولار كما أقام الاستوديو جنازة له ونشر وفاته أثناء العرض وكان جوليو قد قتل في فبراير من عام 2011 وهو مثل كثير من المهاجرين الذين قدموا إلى الولايات المتحدة هربًا من الخطر وترك وراءه حياته المهنية في القطاع المالي والأعمال في السلفادور ليصاب أثناء تصوير المسلسل، وقبل وقت قصير من وفاته كان جوليو قد حصل على مسكن دائم وتم تعيينه من خلال أحد البنوك وقالت عائلته أنه يجب توفير المزيد من الأمن في مواقع التصوير.
وكشف تحقيق آخر في عام 2010 إثر وقوع حادث تسبب في إصابة خطيرة بسبب إطلاق نار أثناء تصوير سلسلة أفلام "ترانسفورمرز" وهي خير مثال على التفاوت، حيث كانت غابرييلا سيديلو تقود سيارتها على أحد الطرق السريعة في الهند بينما قطع كابل المكابح وارتطمت رأسها وهو ما تسبب بإصابات هائلة ووصل محقق إدارة السلامة الهندية إلى مكان الحادث بعد 3 أيام وكان في استقباله ضابط سلامة الاستوديو ومحام واعتمادًا على إفادات الشهود التي جمعتها الشرطة مع وجود تأكيدات أن أجهزة السحب الجديدة ستكون مصممة لمنع وقوع مثل هذا الحادث تم إغلاق التحقيق في القضية بعد 3 أسابيع دون إجراء أية مقابلات مع الشهود أو الكتابة بشأن الحادث والتي تعد "مضيعة للوقت"، وحصلت عائلة سيديلو على تسوية قدرها 18 مليون دولار من شركة بارامونت.