الإعلامية اللبنانية ديما صادق

لم يكتف أنصار حزب الله بترهيب معارضيه، بل تعدّوه للشماتة بالموت والتلويح بمنع إعلامية من حضور دفن والدتها بمنطقة خاضعة للمليشيا.شماتة ترجمت أسلوب العصابات الذي يتعامل به حزب الله مع منتقديه، والابتزاز الذي قد يصل حد المناورة حين يتعلق الأمر بالموت، في توظيف غريب يدين -أخلاقيا- المليشيا التابعة لإيران.

ومنذ اللحظة الأولى لإعلان الإعلامية اللبنانية ديما صادق، الأربعاء، عن وفاة والدتها عبر حسابها بموقع "تويتر"، بدأ الهجوم عليها من قبل أنصار حزب الله بعبارات وتعليقات شماتة، وبلغ الأمر حد إعلانها حظر حسابها عبر تطبيق "واتس آب"، بسبب "حملة لا أعلم طبيعتها حتى الساعة"، بحسب قولها.

وبالتزامن مع ذلك، خرج أنصار المليشيا "يتباهون" بأن حزب الله سمح لصادق بحضور جنازة والدتها في قرية قانا الجنوبية الخاضعة لسيطرته، وهي المعارضة الشرسة له.

ومن التعليقات التي تعكس أسلوب التهديد المعمول به في مناطق نفوذ المليشيا:"ديما صادق في دفن والدتها ببلدة قانا، أي في معقل من معاقل حزب الله، ولم يوجه لها أحد أي كلمة، هذا وإن دلّ فإنما يدلّ على المستوى الأخلاقي الذي يتمتع به جمهور حزب الله، وعلى ديما صادق أن تخجل من نفسها".

تعليقات فجرت حملة تضامنية واسعة مع صادق وضد حزب الله وأنصاره، رفضا للشماتة بالموت وبكل ما تتعرض له الإعلامية المعروفة بانتقادها للمليشيا، وهي أيضا التي كانت قد بدأت برنامجا جديدا لها قبل يوم واحد من وفاة والدتها، استهلته بحلقة ضد حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله، ما فاقم نقمة أنصار المليشيا عليها.

وكتبت الإعلامية ديانا مقلد عبر حسابها بتويتر تقول: "نعت ديما صادق والدتها فأتى الرد من موتورين من أنصار حزب الله بشتائم، كون الزميلة قدمت برنامجا جديدا لها تضمن في حلقته الأولى نقدا عاليا ومستحقا ضد نصرالله وسياساته. حذفت ديما التغريدة".

وأضافت: "الردود الشامتة تعكس سفالة رأس الهرم وليس القاع، فالمشكلة تبدأمن القيادة وليس من صدى موتورين".

بدوره، علّق الاعلامي عمر حرقوص على الهجوم على صادق قائلا: "الهجوم من بعض مناصري حزب الله على ديما صادق إثر وفاة والدتها هو أسوأ ما يمكن أن نراه".

وتابع: "لنتذكر كيف وزعوا الحلويات (في إشارة إلى حزب الله) مع قتل وتهجير الشعب السوري واغتيال الصحفي جبران تويني وغيره".

وشدد على أن "نهاية الوقاحة ستكون وخيمة، وتذكرني بحرب حزب الله وحركة أمل والتشفي الذي دفع ثمنه أهالي قتلى الطرفين"، في إشارة إلى المعارك التي وقعت خلال الحرب الأهلية اللبنانية بين خصوم الأمس وحلفاء اليوم (حزب الله وحركة أمل)".

أما الصحفي فادي نزال، فكتب يقول: "عيب ما يحصل مع ديما صادق.. يعايرونها أنهم حملوا نعش والدتها وشاركوا بدفنها بعدما كانت تهاجم حزب الله".

وأضاف: "هذا موت وهذه إهانة للمقاومة وهذا لا يختلف عن داعش بشيء".

الموقف نفسه عبرت عنه الصحفية إيمان إبراهيم التي كتبت عبر حسابها بتويتر تقول: "يعايرون ديما صادق بأنهم سمحوا لها بدفن والدتها؟ هل بات المطلوب الحصول على إذن لندفن أهالينا... فلننته من فائض القوة هذا وبأنك مواطن درجة أولى والمواطن الذي يخالفك الرأي السياسي مواطن درجة ثانية ... طفح الكيل".

الصحفية مريم سيف، علقت أيضا ساخرة عبر حسابها، قائلة: "جمهور المرشد الأخلاقي يعايرون ديما صادق بأنهم سمحوا لها أن تدفن والدتها من دون إشكال".

ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي يتعامل فيها معها حزب الله وأنصاره مع موت معارضيه بهذه الطريقة، فلقد سبق أن وزعوا الحلوى في مناطقهم عندما اغتيل الصحفي جبران تويني والنائب في تيار المستقبل وليد عيدو، العام 2005، وغيرهما، هذا فضلا عن سياسات القمع والترهيب والعنف أحيانا التي تعتمدها المليشيا في تعاطيها مع كل معارضيها.

    قد يهمك ايضا:

"حزب الله" يدين اغتيال العالم النووي الإيراني  

اربع سنوات من "عهد حزب الله" في لبنان