القاهرة ـ سعيد فرماوي
انطلقت فعاليات مؤتمر "دور الإعلام في دعم المجتمع الفلسطيني- التحديات والفرص"، في مقر مؤسسة "الأهرام" في العاصمة المصرية القاهرة، وسط حضور كبير من الإعلاميين والصحفيين المصريين والفلسطينيين والعرب، ودارت مناقشات وجلسات المؤتمر حول ضرورة إعلاء المصالح العليا للشعب الفلسطيني فوق المصالح الحزبية ودعم وحدة الشعب الفلسطيني.
ويهدف المؤتمر إلى مساعدة المجتمع الفلسطيني على التعامل مع التحديات التي تواجهه، خاصة فى ظل ظروف محلية وإقليمية ودولية غير مسبوقة، وتغيرات متسارعة على كافة الأصعدة ، وبروز قضايا ومخاطر جديدة بالمنطقة استحوذت على اهتمام الرأي العام مما أدى إلى تراجع الاهتمام الإعلامي بالقضية الفلسطينية خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ.
وقال صبحي عسيلة الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية والسياسية، إن الإعلام الفلسطيني والعربي أصبح مرآة للانقسامات بين الأطراف، إذ تتصدر تجاوزات الفصائل الفلسطينية المشهد الإعلامي ليغطي على جرائم الاحتلال، لافتًا إلى أن الإعلام الفلسطيني والعربي غاب عنه الشفافية مما أدى لتكريس الانقسام .
وأشار عسيلة إلى تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية بسبب الثورات العربية وأصبحنا لا نسمع عن مشاكلهم مع الاحتلال إلا في المواسم والكوارث الكبرى، معتبرا أن إقحام السياسية في الإعلام الفلسطيني واعتبار الإعلام منبرًا للسياسية والدفاع عن القضية الفلسطينية أحد عيوب الممارسات الإعلامية عربيا وفلسطينيا .
وأكد فتحي محمود مدير تحرير صحيفة "الأهرام" المصرية أن القضية الفلسطينية لم تنفصل عن الشأن المصري، وهي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، ولم تتخلَ مصر طوال معاركها العسكرية والسياسية من أجل تحرير فلسطين، عن تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه. وخلال المداخلات، دعا لؤي أبو معمر مدير عام إذاعة "صوت الوطن"، إلى توحيد الخطاب الإعلامي الفلسطيني لخدمة القضية الفلسطينية.
وأكد أبو معمر ضرورة تبني إستراتيجية إعلامية فلسطينية جامعة تساهم في إنهاء الانقسام الداخلي الذي أضر بالشعب الفلسطيني وأحدث تراجعاً حادا للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية. وتطرق إلى الانتهاكات التي تمارسها قوات الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين والمؤسسات الصحفية في محاولة للتغطية على جرائمه المتواصلة بحق شعبنا الفلسطيني. وشدد على ضرورة توطيد التعاون والعلاقات بين الإعلام الفلسطيني والمصري والعمل على تبادل الزيارات وعقد المزيد من الندوات والورشات والمؤتمرات.
وطرح محمد أبو جياب رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية قضية الاستقطاب السياسي التي تزخر بها الساحة الإعلامية الفلسطينية وتحوله إلى استقطاب عسكري، بعد أن مهَّد له الإعلام من خلال تراشق التصريحات واللقاءات، حتى أن الفلسطينيين سمعوا للمرة الأولى مصطلحي حكومة غزة وحكومة رام الله من خلال الإعلام نتيجة هذا الانقسام. وأكد أن الإعلام قد غاب عن القضايا المركزية فيما يخص سلب الأراضي والقضاء علي فلسطين بشكل كبير، بالاتجاه إلي الانشغال بصراعات الانقسام، مشيرًا إلى أن المطلوب هو أن يلعب الإعلام المصري والفلسطيني والعربي والعالمي بالتوجيه نحو الوحدة وتقارب وجهات النظر، بين الفلسطينيين مرة أخرى.
وترأس الجلسة الأولى من مؤتمر "الأهرام" الدكتور عبد العليم محمد مستشار مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، ودارت الجلسة حول دور الإعلام في دفع عملية المصالحة الفلسطينية، وأدار الحوار فيها الدكتور صبحي عسيلة الخبير في مركز الدراسات السياسية في الأهرام والصحفي الفلسطيني محمد أبو جياب رئيس تحرير صحيفة "الاقتصادية."
وترأس الجلسة الثانية الدكتور حسن أبو طالب ويدير النقاش الدكتور علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وتدور حول خلق بيئة مواتية للاعتدال ومناهضة التطرف ويدير النقاش الإعلامية الفلسطينية حنان المصري. كما ترأس الجلسة الثالثة الكاتب الصحفي محمد أبو الفضل ويدير النقاش فيها مفيد أبو شمالة مدير شركة سكرين للإنتاج الإعلامي والدكتور عبد المنعم المشاط أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاهرة.
ومن المقرر أن يُجري وفد الصحفيين الفلسطينيين المشارك في المؤتمر، الخميس، زيارات لمؤسسات إعلامية مصرية، ومدينة الإنتاج الإعلامي للاطلاع على العمل ولقاء إعلاميين مصريين.