غزة ـ كمال اليازجي
أعلنت وزارة الصحة، مساء اليوم الأربعاء، مقتل الصحافي أحمد أبو حسين، من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، متأثرًا بجروحه التي أصيب بها برصاص الاحتلال، خلال تغطيته مسيرات العودة شرق جباليا، قبل أسبوعين تقريبا.
وأشارت وزارة الصحة إلى أن الصحافي أبو حسين كان يعالج في المستشفى الأندونيسي في بلدة بيت لاهيا، ثم تم تحويله للعلاج في مستشفيات الضفة، ومنها إلى مستشفى "تل هاشومير" داخل أراضي عام 48، نظرا لخطورة إصابته التي تسببت بتلف في الدماغ، وتهتك بأعضاء جسده، إلا انه ارتقى شهيدا اليوم.
ويرتفع عدد الشهداء في غزة باستشهاد الصحفي أبو حسين، منذ 30 آذار الماضي إلى 40 شهيدا، وكان الشهيد أبو حسين يحمل كاميرته ليوثق جرائم الاحتلال وينقلها للعالم، مرتدياً سترته الصحافية وخوذة حديدية كتب عليها (press) عندما سقط على الأرض، جراء عيار ناري أصابه في البطن، شرق جباليا، قبل أسبوعين.
وتجمع الكثيرون حوله وهو يضع يده على بطنه، وسارع رجلا إسعاف كانا صدفة، عند مسافة مترين منه وحملاه إلى سيارة إسعاف، لتعلن المصادر الطبية وقتها، إصابته بعيار ناري في البطن وأن حالته خطيرة؛ لم يكن يعلم "أبو حسين" الذي قضى شهيدًا عصر اليوم الأربعاء، متأثراُ بجروحه التي أصيب بها في الثالث عشر من الشهر الجاري أنه سيكون أحد ضحايا الاحتلال الذي يتعمد قنص الصحافيين، ليكون الشهيد الثاني من الحركة الصحافية بعد أن استشهد الصحافي ياسر مرتجي في الحادي والثلاثين من شهر آذار الماضي والأربعين في مسيرات وخيام العودة.
واللافت أن إصابة الصحفيين مرتجي وأبو حسين بالنوع ذاته من رصاص الاحتلال المتفجر وفي المكان ذاته من جسديهما، الأمر الذي يؤكد تعمد القتل.
وكانت وزارة الصحة تمكنت من نقل "أبو حسين" الذي قد أصيب بعيار ناري متفجر أدى إلى تهتك في أحشاءه الداخلية، للعلاج في مستشفى رام الله الحكومي ليتم تحويله إلى مستشفى "تل هاشومير" نتيجة لاستمرار التدهور المستمر في حالته الصحية وصولا لتلف في الدماغ واستشهاده.
وكشفت روايات سابقة لـ"الأيام" أن الشهيد الذي أصيب في الجمعة الثانية لمسيرات العودة، "جمعة رفع العلم"، كان يحاول التقاط صورة للمتظاهرين الذين يرفعون الأعلام الفلسطينية، وكان مميزاً عن غيره بسترته التي كتب عليها "PRESS" عندما استهدفه أحد أفراد القناصة الإسرائيليين، شرق جباليا.
ويعمل "الزميل" أبو حسين" المقيم في مخيم جباليا مراسلاً لموقع " بوابة الهدف" الالكترونية" وإذاعة الشعب في قطاع غزة، وكانت وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بثت مشاهد تفصيلية عن استهداف "أبو حسين" وسط تأكيدات بتعمد الاحتلال قنص الاحتلال الإعلاميين الذين يقومون بتغطيات للأحداث الجارية عند الجدار الحدودي.