أنقرة - جلال فواز
أشارت مؤسسة الحدود الإلكترونية إلى وجود تقارير متضاربة من تركيا التي وصفت بأنها معقل الرقاب على الانترنت بمنع أو إبطاء محاولة الوصول إلى شبكات التواصل الاجتماعية في ظل محاولة الانقلاب العسكري، وغردت منظمة Turkey Blocks التي تراقب الرقابة على الانترنت في البلاد مساء الجمعة أنه تم حجب مواقع فيسبوك وتويتر ويوتيوب إلا أن موقع فيميو وانستغرام لا يزالان يعملان، وجاء في تغريدة المنظمة " تشير بياناتنا إلى ساعتين من اختناق وسائل الاعلام الاجتماعية ولكن لا دليل على حجب الانترنت بالكامل في تركيا"، فيما أكد مستخدمو فيسبوك وتويتر أن الخدمة لا يمكن الوصول إليها لكنها عادت لاحقا بشكل بطئ، وأفاد ديجي ألكتون من مجموعة Access Now المناصرة للحقوق الرقمية أن الرقابة على الانترنت في تركيا تحدث عادة عندما تأمر الحكومة مزودي خدمة الانترنت بمنع الوصول إلى مواقع معينة، وأكد ألكتون للغارديان أن مواقع التواصل الاجتماعية خضعت لاضطرابات متعمدة، وأن التكنولوجيين يمكنهم التمييز بين انقطاع التيار بسبب التلاعب أو بسبب عواصف الاستخدام التي يمكن أن تحدث أثناء الأزمات.
وحذر غوستاف بيوركشتين كبير التقنيين في مجموعة Access Now من أن منظمته ليس لديها حاليا نتائج حاسمة أو دليل من الرقابة الحكومية مضيفا " في ظل مهارة الحكومات والشركات في التدخل في الشبكة فإنها تتبع تكتيكات أكثر صعوبة لإثباتها، والصورة حاليا في تركيا ليست واضحة تماما لنا" فيما ذكر موقع تويتر من حساب @policy account "ليس لدينا سبب للاعتقاد بأنه تم حظرنا تماما في تركيا لكننا نعتقد أن هناك بطء متعمد في الوصول للأنترنت في البلاد"، فينا نفي متحدث باسم يوتيوب تأثر الخدمة قائلا " نحن على علم بسقوط يوتيوب في تركيا على الرغم من أن النظام يبدو يعمل بشكل طبيعي"، فيما رفض الفيسبوك التعليق إلا أنه من المفهوم وجود بعض الانقطاعات القصيرة.
وتمكن بعض المستخدمين في تركيا من الوصول إلى فيسبوك لايف وتويتر ولكن ربما كانوا يستخدمون شبكات خاصة (VPNs) للالتفاف على الحظر الذي تفرضه الحكومة، ويبدو أن الشبكات الاجتماعية الأخرى لم تتأثر حتى الأن، حيث ذكر متحدثون باسم تطبيقPeriscope الخاص بالبث المباشر للفيديو والذي يملكه تويتر، وتطبيق واتس أب الذي يملكه فيسبوك بأن خدمتهم لا زالت حية، ولدى تركيا تاريخ طويل من الرقابة على الانترنت بما في ذلك الحجب ثلاث مرات في 2016 وحدها وفقا لجماعة Access Now، وذكر بيتر متشك المستشار القانوني في مجموعة Access Now " قضت تركيا سنوات لبناء قدرتها على حجب مواقع ومحتوى محدد مع تعديل قانون الانترنت لديها لزيادة سيطرة الحكومة على محتواها، والأن تركيا تحجب وتخنق وسائل الاعلام الاجتماعية عند الحاجة لمعلومات دقيقة بعد الهجمات المتطرفة أو خلال فضائح الفساد والانقلابات العسكرية كما يبدو حاليا".
ومررت تركيا عام 2007 قانون الرقابة على الانترنت الذي يسمح للحكومة بحظر أو حجب المواقع، واستهدف القانون صور الاعتداء على الأطفال غلا أن نشطاء حرية الانترنت أشاروا إلى استخدام الضوابط في لحظات الاضطراب السياسي أو لفرض رقابة على الخطاب السياسي، وفي عام 2014 منعت تركيا الوصول إلى تويتر ويوتيوب بعد تسريب تسجيلات ضارة سياسيا، وفي 2015 أمرت محكمة تركية بحجب موقع يوتيوب وفيسبوك وتويتر مؤقتا بسبب نشر صور لعمية اختطاف، ويعد الرئيس التركي أردوغان من أشد منتقدي وسائل الاعلام الاجتماعية، حيث وصف تويتر عام 2013 بأنه خطر على المجتمع، مضيفا لوفد من لجنة حماية الصحافة في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2014 " أنا ضد الانترنت أكثر فأكثر يوميا"، ومن المفارقات تحول أردوغان الذي كان في عطلة في إسطنبول خارج العاصمة إلى وسائل الاعلام الاجتماعية عندما اكتشف الانقلاب، حيث تحدث إلى التليفزيون الوطني من خلال خدمة فيس تايم من خلال هاتفه أي فون ونشر بيان على تويتر.