الجزائر - الجزائر اليوم
من يشاهد القناة الفرنسية، “فرانس24″، هذه الأيام يعتقد أنها ليست القناة التي أجرت الحوار المثير للجدل مع الصحافي السابق، فرانسيس غيلاس، وهذه الملاحظة سجلها أكثر من مراقب، وهو التحول الذي طرأ على خط القناة، بعد استدعاء السفير الفرنسي بالجزائر، كسافيي دريانكور، على خلفية التصريحات المغلوطة التي بثتها القناة ذاتها عبر شاشتها، والتي أدلى بها المحلل الفرنسي اليهودي ذو الأصول الجزائرية.
وبعد ان تركت المجال واسعا امام ضيفها المشبوه (فرانسيس غيلاس)، للقدح في الرئيس عبد المجيد تبون، والإفراط في التشكيك في نتائج الانتخابات الرئاسية التي أوصلته الى سدة قصر المرادية، وزعم تحويل المعدات الطبية الصينية التي قدمتها للجزائر لمحاربة الجائحة الفيروسية إلى غير وجهتها الحقيقية، نكصت عائدة لتثني على رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بشكل غير مسبوق، بحيث خصصت تغطية غير مسبوقة، للإجراءات التي وقعها على صعيد محاربة فيروس كورونا المستجد، من أجل تطمين الشعب الجزائري.
القناة، وتأكيدا لموقفها الجديد، انخرطت في ما يشبه الإطراء على الجزائر من خلال تأكيدها على أن البلاد تتوفر على الإمكانات المالية والمواد الغذائية لمواجهة تداعيات هذا الوباء، الذي أثر بشكل غير مسبوق في مقدرات البلاد المالية، جراء التراجع المخيف لأسعار النفط، والتي وصلت مستويات لم تهبط إليها منذ نحو ثلاثين سنة.
وعلى عكس ما نقلته القناة عن فرانسيس غيلاس، الذي وقع افتتاحية في بداية تسعينيات القرن الماضي، في صحيفة الفاينانشل تايمز، رسم فيه وضعا سوداويا على الجزائر، بحيث وضعها على حافة الإفلاس، كما قال وزير الخزانة يومها، علي بن واري، بهدف محاصرة البلاد ماليا، دارت القناة 180 درجة.
ويعتبر الخط الجديد للقناة الفرنسية التابعة رأسا لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية، إزاء الشؤون الجزائرية جديدا عليها، فقد دأبت على صب المزيد من البنزين على النار، ولعل الجميع لا زال يتذكر طريقة تغطيتها للحراك الشعبي، والذي بدا للكثيرين مبالغا فيه، ويهدف إلى تعفين الوضع الداخلي للبلاد، كما انه جاء متماشيا مع الموقف الفرنسي الذي شكك في نزاهة الانتخابات الرئاسية، ولم يكن من أوائل الدول التي هنأت الرئيس تبون مباشرة بعد فوزه.
تغير طريقة تغطية القناة الفرنسية للشؤون الجزائرية، جاء بعد استدعاء الخارجية الجزائرية للسفير الفرنسي، ما يرجح فرضية تلقي مسؤلي القناة تعليمات من الكيدورسي، تدعوهم إلى مراجعة طريقة تعاطيهم مع الشؤون الجزائرية.
والسؤال هنا هو، هل الخارجية الفرنسية لم تكن على علم بما كانت تبثه قناة فرانس 24، وأنها تفطنت الى ذلك بعد استدعاء سفيرها بالجزائر، أم إنها كانت على دراية تامة بحجم الإزعاج الذي كانت تسببه للجزائر؟ وكيف يمكن تفسير ذلك؟
الاجابة واضحة ولا تحتاج الى عناء كبير، وهو ان مثل هذه المواقف لا يمكن تفسيرها الا بابتزاز حقير تمت مواجهته بالكيفية التي تناسبه.
قد يهمك ايضا :
شاهد: ليلى الشيخلي تكشف أسباب ارتباط اسمها بقناة الجزيرة
شاهد: "فرانس24" تحتفل بمرور عام على انطلاق بثها باللغة الإسبانية