الرئيس التنفيذي لشركة "ياهو" ماريسا ماير

أكدت شركة "فيرزون" شراء شركة "ياهو" مقابل 4.83 بليون دولار نقدا وإنهاء عملية بيع مطولة لتلاشي الشركة رائدة "ويب"، وينهي الاتفاق الجديد أشهرًا من عدم اليقين حول مستقبل "ياهو" بعد أن أعلنت الشركة خططًا لمراجعة الخيارات الاستيراتيجية في شباط/ فبراير، وذكر الرئيس التنفيذي لـ"فيرزون" لويل ماك آدم في بيان له "الحصول على "ياهو" سيضع "فيرزون" في موقف تنافسي للغاية باعتبارها أكبر شركة إعلامية متنقلة؛ ما يساعد في تحسين تدفق الإيرادات في مجال الإعلان الرقمي".

وأفادت الرئيس التنفيذي لشركة "ياهو" ماريسا ماير أنها لا تخطط لترك الشركة قائلة "منذ لحظات أعلنا اتفاق مع "فيرزون" للحصول على الأعمال التشغيلية لـ"ياهو"، وهو ما يتوج عملية شاملة صارمة على مدى أشهر عدة ويمنح نتائج كبيرة للشركة، ولا يجلب إعلان اليوم فقط خطوة مهمة نحو فصل أعمال "ياهو" التشغيلية عن أصولنا الآسيوية فقط لكنه يقدم أيضا فرصة مثيرة لتسريع نقل ياهو".

وتخطط فيرزون لدمج  "ياهو" مع AOL بعد شركة رائدة شبكة الإنترنت العام الماضي مقابل 4.4 بليون دولار في محاولة لتوسيع نطاق الأعمال التجارية لفيرزون عبر أعمال الإنترنت لشركة AOL، ويذكر أن مارني والدن رئيس  الابتكار والأعمال الجديدة لدى فيرزون سيتولى مسؤولية ياهو و AOL وفقا لموقع CNET، وأفادت الشركات أن "ياهو" ستظل شركة مستقلة حتى تتلقى الصفقة موافقة الجهات التنظيمية،  وظهرت "فيرزون" التي تبلغ القيمة السوقية لها 228 بليون دولار كمرشح أوفر حظا في مزاد شراء "ياهو" منذ بدء المناقصة في نيسان/ أبريل، وتعد قيمة الصفقة (4.83 بليون دولار) بعيدة كل البعد عن القيمة السابقة لـ"ياهو" التي تجاوزت 125 بليون دولار، وتأتي الصفقة بعد أن وجدت "ياهو" نفسها تحت ضغط المسهمين الذين ضاقوا ذرعا بسبب تراجع عائدات الشركة خلال السنوات الثمانية الماضية، وتبيع "ياهو" أعمالها التجارية التي تشمل خدمة البريد الإلكتروني والأخبار والتمويل والمواقع الرياضية وأدوات الدعاية التي تشمل العلامة التجارية الشهيرة للشركة على الإنترنت مثل بريد ياهو وفانتازي سبورت وموقع تخزين الصور "فليكر" والبحث.

وأفاد مصدر مطلع لجريدة "وول ستريت جورنال" أن "فيرزون" ومقرها نيويورك تخطط للحفاظ على العلامة التجارية "ياهو"، في ما أعلن موقع Bloomberg عن الصفقة الاثنين الماضي بقيمة 4.8 بليون دولار، وتشير الصفقة إلى إنهاء "ياهو" باعتبارها شركة مشغلة لتصبح مالكا لحصة قدرها 35.5 % في "ياهو" اليابان، فضلا عن الحصول على فائدة 15% في الشركة الصينية للتجارة الإلكترونية علي بابا، وعانت "ياهو" ومقره في ولاية كاليفورنيا من ركود عميق لفترة طويلة.

وأنشأ خريجو ستانفورد جيري يان وديفيد فيلو "ياهو" عام 1994 وكانت الوجهة المفضلة للكثيرين خلال وجودهم على الإنترنت، وفي عام 2008 تعرضت "ياهو" لمحاولة الحصول عليها من شركة ميكروسوفت إلا أن الشركة حاولت تحديد مهمتها، ولكن لم تتم الإجابة على هذا السؤال ما أدى إلى سنوات من عدم الاستقرار وتغيير الأولويات الإدارية ، وفي كانون الأول/ ديسمبر ألغت "ياهو" خططها بشأن حصة مجموعة علي بابا بعد قلق المستثمرين عما إذا كانت نفذت هذه المعاملة على أساس معفى من الضرائب، وقررت بدلا من ذلك استكشاف بيع الأصول الأساسية بإيعاز من صندوق Starboard Value LP، وبث المعلنون المزيد من الأموال في الإعلان الرقمي الذي يبلغ حجمه في السوق حاليا 160 بليون دولار وفقا لشركة الأبحاث eMarketer لكن معظم الأموال المتدفقة تتبع "غوغل" و"فيسبوك".

وانخفضت عائدات "ياهو" باستمرار منذ عام 2014 وذهبت من 3.2 بليون دولار عام 2015 إلى 2.7 بليون دولار هذا العام وفقا لشركة eMarketer بانخفاض نسبته 13%، وذهبت حصة ياهو من سوق الإعلان الرقمي من 2.1% عام 2015 إلى 1.5% عام 2016، وتعد "غوغل" و"فيسبوك" من الشركات المتفوقة على "ياهو" التي انزلقت إثر اختلال وظيفي واضح، وحاولت "ياهو" شراء الشركتين في مهدها، وذكر محلل بحوث المحتوى برين ويسر "الرياح المعاكسة لجميع اللاعبين الكبار في ما عدا "غوغل" و"فيسبوك" حقيقية للغاية؛ فالنمو الملحوظ لديه فرصة ليأتي مع الاستثمار المستمر سواء من خلال عمليات الاندماج والاستحواذ"، وأعلنت "ياهو" في وقت سابق من هذا الشهر وصولها إلى أدنى حجم للموظفين الذين بلغوا 8800 موظفا.