الرباط - العرب اليوم
عبر سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، عن ثقة بلاده في التغلب على آفة الأمية، وأكّد أن المغرب يملك القدرة على رفع التحدي وتحقيق الأهداف المسطرة، المتمثلة في خفض الأمية إلى 20 في المائة عام 2021 وإلى 10 في المائة عام 2026.
وجاءت تصريحات العثماني خلال كلمة ألقاها الجمعة في حفل تنصيب المسؤولين في الوكالة الوطنية لمحو الأمية، والذي تزامن مع تخليد اليوم الوطني لمحاربة الأمية، الذي يصادف 13 من أكتوبر / تشرين الأول من كل عام.
وأكد العثماني أن هزم الأمية أمر مقدور عليه، شريطة تضافر الجهود وتعبئة الأطراف كافة، وإبرام شراكات متنوعة لرفع تحدي القضاء عليها، وقال إن بلوغ هذا الهدف "مقدور عليه، لكن يحتاج أن يبذل الجميع مجهوده، كل حسب موقعه".
واعتبر رئيس الحكومة المغربية أن ورش محو الأمية ملف استراتيجي يرتكز على الشركاء، ولا بد من علاقات جيدة مع جمعيات المجتمع المدني وتسهيل مهمتها، والتعامل معها بالكلمة الطيبة، وبالاستقبال الجيد والتواصل المستمر، ومدها بالمعلومات وتذليل العقبات، وفق تعبيره.
ودعا العثماني إلى مد الجسور مع شركاء آخرين من قطاعات وزارية ومؤسسات عمومية، وقطاع خاص وجماعات ترابية في المدن أو في القرى، وغير ذلك ممن يريد المشاركة في هذه الورش الوطنية، مشددًا على أنه "لا بد أن نمد أيدينا لنتعاون مع هؤلاء لرفع التحدي"، وذلك في إقرار واضح منه بأن الجهود الحكومية وحدها غير كافية لدحر الآفة، التي تسهم في تعطيل التنمية في البلاد.
ومضى العثماني قائلًا "نحن واعون بأن مواجهة آفة الأمية تحتاج إلى التضامن والتعبئة الجماعية، إلى جانب امتلاك الرؤية الواضحة والأهداف الدقيقة والعمل المستمر"، لافتًا نظر المسؤولين الجدد بالوكالة الوطنية لمحو الأمية إلى ضرورة بذل الجهود لإنجاح هذه الورشة، التي تحظى برعاية عاهل البلاد، ومبرزًا أن الدعم الملكي "يمنحنا دفعة معنوية ومسؤولية للتعبئة الحقيقية لإنجاح هذه الورشة".
وأشاد رئيس الحكومة بالمجهودات التي تقوم بها وزارة الأوقاف المغربية والشؤون الإسلامية، التي تؤطر نحو 25 في المائة من إجمالي المستفيدين من برامج محو الأمية، إلى جانب وزارة التربية الوطنية والوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، كما دعا الجميع إلى أن يكونوا في مستوى الإرث الغني للمغرب، من الناحية التاريخية والحضارية والعلمية.
وكان العثماني قد أعلن في تصريحات الشهر الماضي أن أكثر من مليون مغربي استفادوا من برامج محو الأمية خلال الموسم الدراسي 2017 - 2018، وأكد في الآن ذاته أنه رغم الإنجازات التي تحققت والمجهودات التي بذلت من قبل مختلف الفاعلين، فإن "الآثار السلبية لآفة الأمية في بلادنا، سواء على مستوى الأفراد أو المجتمع أو الاقتصاد الوطني، ما زالت تؤرقنا".
وتشير الإحصاءات الرسمية التي أعلنتها المندوبية السامية للتخطيط في يناير/ كانون الثاني الماضي، إلى أن معدلات الأمية في المغرب انخفضت من 43 في المائة عام 2004 إلى 30 في المائة في 2017.