الامتحانات الرسمية الخاصة بشهادة "بكالوريا"

تحولت الامتحانات الرسمية خاصة شهادة "بكالوريا"، التي تعتبر بمثابة جسر عبور للانتقال إلى الجامعة، إلى هاجس يطارد التلاميذ في الجزائر خاصة وأن موعد إجرائها يتزامن هذا العام مع شهر رمضان المبارك، فمنذ بداية الموسم الدراسي والطلاب، لا يكفون عن التذمر :"ماذا لو أثر الصيام في تركيزنا؟ هل سنستطيع تحمل الحرارة والصوم ؟ وأصبحت هذه الامتحانات بمثابة كابوس مخيف، يطارد أحلام الطلاب، خاصة وأن عائلاتهم تعلق عليهم أمال كبيرة، وهناك بعض الأولياء يلجؤون إلى أسلوب التهديد الوعيد.

وقالت " إشراق . د " واحدة من المقبلات على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا، إنها تنتظر بفارغ الصبر اجتياز هذه العقبة، لتتخلص من هذا الكابوس المخيف الذي يطاردها، وأكدت بكثير من التذمر والاستياء أنها متخوفة، من تأثير الصيام على تركيزها خاصة، وأن شهر رمضان هذا العام تزامن مع اشتداد درجات الحرارة، نظرًا لاقتراب فصل الصيف". 

وتابعت أن امتحان شهادة البكالوريا، هي أشبه بجسر يحمل كل الطلاب باجتيازه والمرور إلى الضفة الأخرى، " الجامعة " بأمان فهوة بمثابة نقطة فاصلة في حياة الطالب الجزائري وفي حياة عائلته، وأصبحت الامتحانات الرسمية، على غرار شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط، في السنوات الأخيرة، تخلف مآسي كبيرة، وتحصي الجزائر حسب تقرير كشفت عنه الرابطة الجزائرية، للدفاع عن حقوق الإنسان، وهي أبرز تنظيم حقوقي في الجزائر، أزيد من 80 حالة انتحار وسط التلاميذ بسبب نتائج الامتحانات النهائية.

وأوضحت الرابطة على نسخة منه، أن حالات الانتحار وسط التلاميذ بسبب النتائج المتدنية، في الامتحانات المصيرية أصبحت في تزايد مستمر خلال السنوات الأخيرة، وحسب الأرقام التي كشف عنها التنظيم الحقوقي البارز في الجزائر، فإن الجزائر تسجل 10 حالات انتحار سنويًا، ما يقارب 80 حالة خلال 8 سنوات الأخيرة.

وقالت الرابطة "إن الانتحار في غالب الأحيان لا يكون بسبب الرسوب، بل بسبب تهديدات الأولياء"، ووجهت الرابطة الحقوقية جملة من النصائح للأولياء أبرزها، تقديم كمية دعم كبيرة لأداء المهام الدراسية، وأكدت أن هذه الظاهرة تستدعي دراسة معمقة لمعالجة أسباب هذه التصرفات، وليس فقط الوعيد والعقاب.

وحذرت من العواقب الوخيمة التي ستنجر من أسلوب الوعيد، خاصة وأن أزيد من مليوني تلميذ مقبلين، على اجتياز شهادتي نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، التعليم المتوسط والبكالوريا، ودعت الرابطة الأولياء إلى عدم الضغط، على أبنائهم وعدم تهديدهم بالعقاب حتى لا يدفعوا بهم للانتحار، أو تبني خيار آخر وهو الهروب من المنزل، بل يجب عليهم تفهم أبنائهم ومحاولة معالجة الأسباب الكامنة، وراء فشلهم ورسوبهم.

ومن جانب آخر ألح الخبير النفساني، محمد قوراية، على ضرورة توفير أخصائيين نفسانيين، داخل المؤسسات التربوية بغية تطوير التوجيه النفسي، والاهتمام بالشخصية النفسية، التي يجب أن تكون بطريقة بيداغوجية سليمة، وناشد الخبير النفساني الأمهات بضرورة توفير الراحة النفسية للطالب، قبيل أسابيع من موعد الامتحان الرسمي، وتفادي نقل القلق لأبنائهن.

وأكد محمد قوراية أن التلميذ خلال تلك الفترة، يحتاج للتشجيع وتقويم حقيقي من قبل الأهل، وإبعاده عن القلق الذي يعيشه يوميا، وأوضح أن المنظومة التربوية في الجزائر، لم تول اهتمامًا كبيرًا بالجانب النفسي للتلميذ، وحمل قوراية بالدرجة الأولى المؤسسة التربوية الإهمال النفسي الذي يتعرض له التلميذ خلال اجتياز الامتحان وأثناء تلقيه الدروس.