بيروت - العرب اليوم
انشغل الرأي العام اللبناني في اليومين الماضيين بقضية طفل سوداني رفضت إحدى دور الحضانة في منطقة كسروان في لبنان، استقباله بسبب لون بشرته، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالانتقادات اللاذعة لإدارة الحضانة، فاتهمها المغرّدون على موقع "تويتر" بالتحريض العنصري والتمييز غير الإنساني.
وبعد بثّ إحدى القنوات التلفزيونية تقريرًا إخباريًا مفصلًا عن الحادثة، أوضحت الإدارة أن قرارها نبع من طلب بعض الأهالي عدم استقبال أطفال غير لبنانيين، وأوضحت أن العديد من الأهالي رفضوا وجود طفل أسود البشرة في نفس الحضانة مع أبنائهم، ما أجبرها على اتخاذ القرار حرصًا على استمرارية العمل.
وبعدما كثر الحديث عن الموضوع، عمدت وزارة الصحة إلى التحرك الفوري والتقصي عن اسم وعنوان الحضانة لأن الوزارة لم تتلقَّ أي شكوى رسمية في هذا الإطار، وبناءً عليه، تم توجيه إنذار خطّي إلى الحضانة لمخالفتها أبسط قواعد حقوق الإنسان والطفل بما فيها القانون 422-200 المعنيّ بحماية الطفل، كما تم التنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية لإجراء دورة توعية ضد العنصرية للأهالي الرافضين دخول الطفل السوداني إلى الحضانة من جهة، ومساعدة عائلة الطفل لتخطي التعنيف المعنوي الذي تعرضت له من جهة أخرى.
وأشارت الوزارة في بيانها إلى أنه تم التواصل مع والد الطفل بغية إبلاغه بإمكان الحضانة استقباله، فشكر الوالد الوزارة على اهتمامها إلا أنه تم تسجيل الطفل في حضانة أخرى، وفي الختام، شدّدت وزارة الصحة العامة على الحضانات ضرورة احترام شرعية حقوق الطفل، ورفض كل أنواع التمييز العنصرية تحت طائلة الملاحقة.
وذكّرت جميع اللبنانيين والأجانب المقيمين، بالخط الساخن للوزارة وهو 1214 للتبليغ عن أي شكوى أو الحصول على أي استفسار لمنع حصول أي خروقات من هذا القبيل.