وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى

وجه وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى كلمة بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد للعاملين في الميدان التعليمي وعموم الطلاب، عبر القناة "السعودية الأولى" قال فيها:

يسرني بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد أن أقدم بين أيديكم هذه الكلمة القصيرة .. سائلاً المولى عز وجل أن يجعله عام خير وبركة وسلام على بلادنا العزيزة وعلى العالم أجمع..

وسأبدأ كلمتي بالثناء على الله وحده، وحمده وشكره على نعمه التي أفاء بها علينا في هذه البلاد العزيزة، قبلة الإسلام والمسلمين ومهوى أفئدة المؤمنين ومصدر إشعاع العلم والمعرفة والعدل والحق المبين.

ثم أتقدم بوافر الشكر والتقدير لقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين وإلى سمو ولي عهده الأمين على ما يبذلونه من جهود عظيمة وآراء سديدة لجعل هذا الوطن العظيم شامخاً منيعاً آمناً مستقراً ينعم آهله ومن أقام فيه بالخير الوفير والأمن العميم والفرص الكبيرة في التعليم والعمل والعطاء والنماء..

ثم أتقدم لأبناء أسرة التعليم من معلمين ومعلمات ومشرفين ومشرفات وقادة تربويين بالشكر الجزيل على ما بذلتموه من عطاء خلال العام الماضي كل بحسب موقعه ومسئولياته، متطلعاً إلى استمرار هذا العطاء، بل وبذل مزيد من الجهد والعمل الجاد في العام الدراسي الذي سيبداً غداً بإذن الله تعالى.

إخواني وأخوتي منسوبي وزارة التعليم:

ستنطلق شعلة الحياة من جديد في فصولنا بتوافد فلذات أكباد الوطن إليها بأحلام وتطلعات كبيرة نحو المستقبل. سيبدأ عام دراسي جديد ينهل فيه أبناؤنا من علمكم، وتوجيهاتكم، وقيمكم.

إن ولاة أمرنا وأبناء هذه البلاد يتطلعون إلى دوركم الحقيقي في الميدان التربوي ويراهنون عليكم في بناء مستقبل أفضل لهذه البلاد، ويدركون حجم المسئولية الملقاة على عواتقكم في إيجاد تعليم نوعي وجامعات ومدارس يجد فيها الطالب فرصته للتعلم ولبناء المهارات ولتطوير القدرات وبناء الشخصية السعودية المنتمية لدينها ووطنها ومجتمعها، الشخصية السعودية المتزنة والمتوازنة في جميع تصرفاتها، الشخصية السعودية المبدعة والمبتكرة، الشغوفة بحب المعرفة والعلم، المقتحمة لدروب التعلم والاستفادة من تجارب الأمم والشعوب، والإيجابية المساهمة في رفعة الإنسانية وحضارتها الزاهية..

إن بلادنا تستحق أن يكون لديها نظاماً تعليمياً متقدماً يزخر بالطاقات المبدعة والعقول النيرة والسواعد المنتجة لنوفر أفضل الفرص لأبناءنا الطلاب وبناتنا الطالبات ولننافس على مستوى العالم، وإنني على ثقة بأن أبناءنا العاملين في كافة مستويات العمل التعليمي والتربوي من معلمين ومعلمات ومشرفين ومشرفات وقادة تربويين هم على قدر المسئولية وعلى مستوى التطلعات فهم يعملون ليلاً في التحضير والتدريب والاستعداد ونهاراً في التدريس والتوجيه والمتابعة فلهم منا جزيل الشكر وعظيم الامتنان..

أبنائي وبناتي الطلاب والطالبات:

تبدأون غداً عاماً دراسياً جديداً بكل همة ونشاط تتطلعون إلى مزيد من المعرفة ومزيد من القيم والخبرات والتجارب تجدون في المدرسة أو الجامعة البيئة الخصبة والمصادر المتنوعة والدروس المثمرة، تعملون بجد نحو الالتزام بتعاليم الدين وقيم المجتمع وتحافظون على مكتسبات الوطن وتعملون بتعاون وتكاتف مع الجميع مع الأساتذة والمعلمين والطلاب الآخرين..

إنها فرص عظيمة، وأوقات ثمينة يجب أن تغتنموا كل ساعة فيها بل كل دقيقة بما يفيدكم من علوم وثقافات وخبرات، فمستقبل بلادكم بين أيديكم، أنتم من سينتقل غداً من دار التعلم إلى دار العمل والإنتاج والبذل والعطاء، وبلادكم قد هيأت لكم كل السبل للاستزادة من العلوم والمعارف، ووفرت لكم كل الإمكانيات للتفرغ للعلم والتحصيل، والعالم من حولنا يتطور بشكل سريع في تقنياته ومؤسساته وعلومه وتجاربه فعلينا أن نستعد لهذا السباق وأن نكون في موقع المنافسة علماً وانتاجاً وعطاء ومشاركة..

إخواني وأخواتي أبناء هذا البلد الكريم:

لقد بذلت وزارة التعليم ممثلة في جهازها المركزي وإدارات التعليم وجامعاتها ومدارسها كل ما تستطيع لنبدأ عاماً حافلاً بكل مفيد وجديد، ولنوفر بيئة تعليمية مناسبة لأبناءنا وبناتنا لكي ينخرطوا في مسيرة العلم والتعليم بكل عزيمة واطمئنان، وإننا لننشد أن يكون عاماً تتحلى فيه روح المسئولية من الجميع وترتفع فيه مستوى الانضباط والجدية من الجميع، ولن يكتمل دورنا ويتحقق أملنا إلا بمشاركة فاعلة من الأسرة وولي الأمر بالمتابعة والدعم والتشجيع والتواصل المستمر مع الجامعة والمدرسة لدعم أبناءكم ومعالجة ما قد يطرأ من مشكلات أو عوائق تعليمية أو نفسية.. والجميع يدرك أهمية مثل هذا التواصل في نجاح الطالب وتقدم مسيرته العلمية والتعليمية.

إننا نثق في حكمتكم وفي توجيهاتكم وكلنا أمل في العمل كأسرة واحدة همها الإخلاص والنجاح والتقدم إلى الأمام بإذن الله عز وجل..

وختاماً أسأل الله أن يحفظ ولاة أمرنا وأن يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها ورخائها.