الجزائر - الجزائر اليوم
انطلقت وفود الأبناء والأحفاد نحو بيوت الآباء والأجداد مع بداية العطلة الدراسية الشتوية قصد قضائها في جو أسري مع الإخوة والأهل، خاصة بالنسبة للأمهات العاملات اللواتي يجدن هذه الرؤية من أنجع الحلول لتعويض غياب من يرعى أبناءهن في غيابهن عن البيت، في حين يبرر آباء آخرون الأمر بأهمية المحافظة على العلاقات المتينة وتوطيد الصلة بين الأفراد، بدورها عرفت المنتزهات والحدائق العامة والمراكز التجارية الكبرى إنزالا جماهيريا غير معتاد بسبب التدفق عليها من كل حدب وصوب.
ينتظر التلاميذ العطلة الشتوية بفارغ الصبر للتردد على بيت الأجداد وبقية الأهل من أعمام وعمّات وأخوال وخالات لتشارك أجمل الأوقات معهم وتسطير أجمل البرامج فيما بينهم بين التنزه واللعب والمرح بعد القيام ببعض الواجبات والأعمال المنزلية البسيطة بالنسبة للقادرين على ذلك ويؤكد في هذا السياق محمد. م والد لأربعة أطفال أنّ لديه تقليد في الأسرة يتجدد مع كل عطلة مرتبط بمتطلبات لها علاقة بحرص الجدة على نصيبها في الجلوس مع الأحفاد، فهي ترفض التنقل إلى بيت ابنها البعيد عنها لشغفها بالعيش في الفضاءات المفتوحة والطبيعة النقية.
وأضاف محمد “الأولاد ينتظرون العطلة بفارغ الصبر للانتقال إلى بيت جدتّهم التي تدللهم وتضفي عليهم حنانا لا مثيل له، وفي ذلك ،حسبه، كسر للروتين اليومي للمدينة والتشبث بالأصول والأعراف التي تربى عليها، ناهيك عن البعد الصحي للمكان الذي يتميز بهوائه النقي والعليل”ويصطحب محمد أبناءه مع بداية اليوم الأول للعطلة ولا يعيدهم إلاّ عشية استئناف الدراسة من جهتها أفادت سهيلة أنّها تحرص أشد الحرص على زيارة أبنائها لبيت جدّهم وجدتهم، خاصة وأنها عاملة ولا تستطيع استقطاع عطلة لبضعة أيام للبقاء معهم لذا تفضل استوداعهم لدى أمها أو حماتها ما تعتبره أفضل وأأمن حلّ بالنسبة إليها، حيث يلتقي أبناؤها بأبناء عمومتهم وخالاتهم ما يجعلهم أكثر احتكاكا بالعائلة ويربيهم ذلك كما تضيف على صلة الرحم والإحسان إلى بعضهم.
ويعتبر هذا الخيار أساسيا لكثير من العائلات في غياب بدائل أخرى لاستقطاب الأطفال في عطلهم خاصة البرامج الترفيهية أو الرحلات أو الورشات التكوينية، ماعدا قلة من المؤسسات والجمعيات المهتمة برعاية الطفولة حيث توفر هذه الأخيرة دورات وبرنامجا لمدة 10 أيام ضمن ورشات مختلفة تعليمية وتكوينية كالطبخ والحرف اليدوية والتصوير الفوتوغرافي والكاميرا وغيرها من التخصصات الأخرى ومن ذلك ما بادرت إليه بعض دور الشباب ومنها دار الشباب للقبة التي تقدّم برنامجا ثريا ورحلات خاصة لبعض المؤسسات الهامة والمصانع المتميزة يقف عليها التلاميذ لإثراء رصيدهم المعرفي كيفية إعداد وإنجاز عديد المهام الموكلة إليها.
وتنطلق التسجيلات أياما قليلة قبل العطلة تختتم عادة ببرنامج تكريمي لأفضل أعمال التلاميذ وبرنامج ترفيهي بحضور المهرجين والمنشدين وبدورها، عرفت عديد الحدائق العامة للتسلية والمنتزهات والمساحات الخضراء إنزالا عائليا كبيرا في مختلف ولايات الوطن خاصة في العاصمة التي تشهد في هذه الأيام خروجا غير مسبوق لكثير من الأطفال والتلاميذ رفقة آبائهم ووقفت “الشروق اليومي” في منتزه الصابلات ومساحة التسلية بالمركز التجاري “أرديس” كذا بحديقة التسلية لقصر المعارض على عائلات خرجت رفقة أطفالها ترفه عنها بعد انقضاء أطول فصل دراسي في العام، وساعدهم في ذلك الأجواء الربيعية والمعتدلة.
وتؤكد إحدى الأمهات التي رافقت أبناءها الثلاثة إلى عرض بهلواني نظم بأرديس أن أطفالها لعبوا ومرحوا كثيرا ونفسوا عن أنفسهم، وأضافت أخرى كانت في المكان أنها اتفقت وأختها على مرافقة أبنائهم إلى حديقة التسلية مكافأة لهم على النتائج الدراسية الجيدة التي حققوها وفي حديقة التسلية لبن عكنون كانت الأجواء ذاتها، إذ قضى أطفال يوما كاملا بين الخضرة والتسلية وتناولوا وجبة غذاء في أجواء عائلية مفعمة بالحيوية والمرح.
قد يهمك ايضا:
وزير التربية الوطنية الجزائري يُشيد بتائج امتحانات الفصل الأول من الموسم الدراسي الحالي
"التربية" تحذف ملاحظتي "إنذار وتوبيخ" من كشوفات نقاط التلاميذ في الجزائر