الجزائر - الجزائر اليوم
دعا الأستاذ جعفري عبد القادر، الأمين العام لنقابة مجلس أساتذة الثانويات الجزائرية لولاية وهران “كلا”، الأربعاء، السلطات العليا، إلى التفكير بتمعن في مقترحه لمواجهة تداعيات وباء كورونا على قطاع التربية، وسد الفراغ الذي فرضته إجراءات الحجر المنزلي على الجميع، دون التأثير على سلامة الأسرة التربوية، ولا وتيرة سير دروس الفصل الدراسي الثالث ومصير تلاميذ كافة أطوار التعليم على المدى القصير وحتى البعيد، وذلك بفتح قناة تلفزية تعليمية وتربوية يؤطرها خبراء ومختصون، من أساتذة ومفتشين يعملون على تكملة البرنامج الدراسي المتبقي، واستدراك الحصص التي علّقت، بسبب غلق المؤسسات التربوية، مع تعزيز الفكرة بدعم القطاع لاحقا بمشروع إطلاق ثلاث قنوات تعليمية متخصصة، تعنى كل منها بطور معين لتكون حلا بديلا للدروس الخصوصية، وتخليص التلاميذ وأوليائهم من التبعية لسماسرة التعليم.
كما لم يكتف المسؤول الولائي لتنظيم “كلا” لوهران في الرسالة المفتوحة التي وجهها إلى رئيس الجمهورية، وتلقت “الشروق اليومي” نسخة منها، أمس، بعرض تفاصيل هذه المنهجية المستحدثة، في التعليم عن بعد، والتي يشاطره في العمل والاستنجاد بها في الآونة الأخيرة، ثلة من خبراء وأساتذة مكونين في القطاع، عند حد استغلال القناة التعليمية المقترحة، وتسخيرها للتصدي فقط لهذه الظروف الاستثنائية، التي تمر بها البلاد، كما في سائر بلدان العالم نتيجة الانتشار الواسع لجائحة كوفيد ـ 19، بل يتسع مجال رؤيته في هذا الإطار لتكون انطلاقة مبشرة لترقية نوعية التعليم وخلق أجواء من التنافس الهادف بين التلاميذ، عن طريق تعزيز مشروع فتح القنوات التعليمية الثلاث الذي ينادي به، بتنظيم مسابقات بين المؤسسات وفق المنهاج الدراسي، إلى جانب بث دروس للدعم لفائدة تلاميذ كافة الأطوار (ابتدائي، متوسط وثانوي).
واعتبر المتحدث أن هذه القنوات ستكون في حال تجسيدها بمثابة قفزة نوعية للتكريس الفعلي والميداني لمبدإ الحفاظ على دمقرطة التعليم والحفاظ على قدسية المهنة ومجانية التدريس وكذا تكافؤ الفرص بين تلاميذ المدرسة الجزائرية، وهذا في وجود تلاميذ معوزين غير متاح لهم ماديا النهل من الدروس الخصوصية كبقية أقرانهم بسبب الظروف الاجتماعية الصعبة لأوليائهم.
وأعرب جعفري عن استنكار شديد من تنظيمه النقابي، لما أفرزه هذا النوع من الدروس المأجورة، التي قال عنها إنها استشرت في كافة أطوار القطاع وعلى مدار عقود، إلى أن باتت تستدرج تلاميذ جميع المؤسسات التعليمية تقريبا، للالتحاق بها وطيّهم تحت جناحها، ما أسهم ـ حسبه دائما ـ في تحطيم المدرسة العمومية، وقضى على مبدإ ديمقراطية التعليم وحق كل التلاميذ في مجانيته.
وأشار المتحدث إلى أنه مع فتح مجال السمعي ـ البصري، لتأدية هذه الخدمة بالمجان، ما من شأنه القضاء نهائيا على ظاهرة الدروس الخصوصية، وتكبيد سوقها كسادا تجاريا إلى الأبد، ناهيك عن أهمية التعجيل في الوقت الراهن بإجراءات تخصيص قناة تعليمية واحدة، على الأقل لتقديم حصص استدراكية وتكملة البرنامج الدراسي لمسايرة الوتيرة التعليمية لصالح كافة تلاميذ المؤسسات التعليمية التي هي على أهبة الامتحانات بدخول الفصل الثالث بعد انقضاء الأجل الرسمي لعطلة الربيع الأحد المقبل.
كما طالب صاحب الرسالة من الرئيس، تبني هذا المشروع وإعطائه إشارة الانطلاق، ليكون بداية لمدرسة عمومية مجانية، وذات جودة حسب مبادئ الجمهورية الجزائرية.
قد يهمك ايضا :
شاهد: عملية بناء سريعة لمستفى جديد يتسع لـ4 آلاف سرير في "لندن"
وزير التعليم الجزائري يدعو إلى تقييم "النظام" ومنحه "صبغة تكنولوجية"